بكين 21 يوليو 2017 (شينخوا) إنها لسنة عظيمة بالنسبة للجيش الصيني.
في شهر إبريل، تم إطلاق أول حاملة طائرات صينية الصنع، تلاها بعد ذلك ظهور أول جيل من المدمرات الصينية في شهر يونيو، كما فتحت أول حاملة طائرات صينية متنها أمام العامة للزيارة لأول مرة أيضا في يوليو.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ 90 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، أظهرت قوات البلاد على مختلف صنوفها حجم تطورها ونموها الكبيرين خلال تلك الفترة، دون إغفال تأكيد التزامها الدائم بالمحافظة على السلام العالمي والعمل على إرساء أسسه.
جيش أقوى
لقد خاض جيش التحرير الشعبي الصيني مسيرة طويلة منذ ميلاده خلال فترة الانتفاضة المسلحة التي اندلعت في مدينة نانتشانغ في أول أغسطس من العام 1927، حيث كان عداده وقتها لا يتجاوز العشرين ألف جندي.
وبعد تسعين عاما على ذلك، افتخر جيش التحرير الشعبي الصيني بتعداده الجديد الذي بلغ مليوني شخص، ما بوأه صدارة أكبر قوة عسكرية عالمية، وذلك بحسب كتاب أبيض حول الدفاع الوطني صدر بعنوان "الاستراتيجية العسكرية الصينية" ونُشر في العام 2015.
وإلى جانب الزيادة المسجلة في تعداد أفراد جيش التحرير الشعبي الصيني، حرصت القيادة العسكرية للبلاد على تسليح أفرادها بأحدث المعدات العالمية.
وخلال الاستعراض العسكري الصيني الملحمي الذي استضافته العاصمة بكين في شهر سبتمبر من العام 2015 بمناسبة ذكرى النصر، استعرضت الصين صواريخها الاستراتيجية العابرة للقارات من طراز "دونغفنغ-5 بي"، القادرة على حمل رؤوس نووية، وصواريخها الباليستية المضادة للسفن من طراز "دونغفنغ-21 دي" والتي وصفتها بعض وسائل الإعلام بـ " مدمرة حاملات الطائرات".
كما تم استعراض أسلحة متطورة أخرى وقتها تضمنت دبابات حديثة صينية الصنع، وطائرات دون طيار، وجيلها الجديد من طائرات المراقبة والإنذار المبكر، ومروحيات نقل الجنود والهجوم التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وفي شهر ابريل من السنة الجارية، أطلقت الصين ثاني حاملة طائرات صينية في حوض تصنيع السفن في مدينة داليان بمقاطعة لياونينغ بشمال شرقي البلاد ، وكانت أول حاملة طائرات يتم تصميمها وتصنيعها من قبل الصين بالكامل. وكانت أول حاملة طائرات صينية "لياونينغ" حاملة طائرات سوفييتية الصنع أعيد تحديثها وتجهيزها مرة ثانية من قبل القوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في العام 2012.
أما التطور الآخر الذي حققته القوات البحرية الصينية فتمثل في إطلاق مدمرة بحرية جديدة مصممة ومنتجة محليا تزن عشرة آلاف طن.
ومثلت المدمرة المذكورة أول جيل من السفن المدمرة الصينية المجهزة بأسلحة الدفاع الجوي الحديثة، ومضادات الصواريخ، والصواريخ المضادة للسفن، والمضادة للغواصات.
وبالنسبة للمراقبين والمحللين العسكريين، فإن كل تلك الإنجازات التي يمكن مشاهدتها عبر شريط فيديو بعنوان " جيش التحرير الشعبي الصيني اليوم"، والصادر عن وزارة الدفاع الوطني في الأسبوع الماضي.
ويستعرض الفيديو المذكور باللغة الإنكليزية مع ترجمة صينية، يستعرض مركبات عسكرية صينية "ذكية" غير مأهولة ، وروبوتات الاستطلاع والطائرات دون طيار، متبوعة بتدريبات قتالية حية في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي تمت في شهر يوليو من العام الماضي.
وترد في الفيلم المذكور عبارة تقول :" إذا ما تم إعلان الحرب ضدنا، فإننا جاهزون حتما".
جيش منفتح بشكل أكبر
الفيديو المنشور حول القوات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني لم يكن لمجرد العرض واسترعاء اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي .
فقد نشر جيش التحرير الشعبي الصيني برنامجا مباشرا يتألف من خمس حلقات على موقع "ويبو" للتواصل الاجتماعي الذي يعتبر النسخة الصينية من موقع "تويتر" العالمي للتواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء الماضي.
واستعرضت الحلقة الأولى من البرنامج المذكور تدريبات القوات المجوقلة التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وأظهرت مستوى التدريبات القاسية التي يتوجب على الجنود خوضها والتدرب عليها.
أما الحلقات الأربع الاخرى، فإنها ستركز على الجنود من بقية الصنوف القتالية المختلفة، وأحفاد أبطال الحرب، والمحاربين القدماء.
وكان جيش التحرير الشعبي الصيني قد أصدر في السنة الماضية فيديو تشجيعيا ترافقه موسيقى الراب لاستقطاب الشبان الراغبين في خدمة جيش التحرير الشعبي الصيني، كما بذل جهودا توعوية كبيرة في الحياة العامة.
وفي شهر يوليو، قام أسطول بحري صيني يضم حاملة الطائرات "لياونينغ" بزيارة إلى منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وخلال تلك الزيارة، فتحت "لياونينغ" متنها أمام العامة للزيارة للمرة الأولى ، حيث زار أكثر من خمسة آلاف من أبناء هونغ كونغ حاملة الطائرات المذكورة وثلاث سفن حربية مرافقة لها، خلال فترة الزيارة التي استمرت ما بين يومي 7 وحتى 11 يوليو.
وحول تلك الزيارة، قال أحد أبناء هونغ كونغ الذي انتظر في طابور طويل لـ 14 ساعة للحصول على تذكرة مجانية :" لقد شهدت مقدار التقدم الكبير الذي حققته بلادي ، وأنا في غاية الفخر لوقوفي اليوم على متن "لياونينغ".
جيش للسلام
في العام 2017، خصصت الصين التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد عالمي 1.04 تريليون يوان ( نحو 153 مليار دولار أمريكي) كنفقات عسكرية سنوية، وفقا لما أعلنت وزارة المالية الصينية في شهر مارس الماضي.
ويعتبر المبلغ المخصص الثاني على مستوى العالم ، خلف الولايات المتحدة الامريكية التي خصصت مبلغ 583.7 مليار دولار أمريكي كنفقات عسكرية سنوية.
وعلى الرغم من ذلك، نمت ميزانية الدفاع الوطني الصيني في العام 2017 بنسبة 7 بالمئة، إلا أنها فعليا الأبطأ خلال سنوات العقد الماضي، حيث كانت الزيادة في السنة الماضية 7.6 بالمئة، منخفضة على النسب مزدوجة الرقم المسجلة في السنوات الماضية.
وقالت وزارة المالية الصينية :" سيتم تخصيص أغلبية مبلغ نفقات الدفاع الوطني على تعميق وتعزيز إصلاحات الجيش والدفاع الوطني، ودعم التكامل العسكري- المدني، وتعزيز ظروف العمل والتدريب والحياة لموظفي الخدمة على المستويات القاعدية ".
وقال الميجر جنرال تشن تشو إن نصيب الفرد الصيني من الإنفاق العسكري يمثل نحو 5.6 بالمئة فقط ، من نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية ، و 11 بالمئة في بريطانيا، و 25 بالمئة في اليابان.
وفيما تظهر عزمها وإصرارها على المضي قدما في إرساء أسس التنمية السلمية، أعلنت الصين عن تخفيض عديد قواتها بـ 300 ألف على أساس العدد المسجل حتى سبتمبر 2015، كما تواصل بذل الجهود الدؤوبة من أجل التعاون الدولي.
فحتى شهر يونيو من العام الجاري، شارك جيش التحرير الشعبي الصيني في 24 مهمة حفظ للسلام تابعة للأمم المتحدة، وأرسلت 31 ألف جندي وموظف، فقد 13 منهم حياته خلال أدائه واجبه الوطني، وذلك بحسب بيانات رسمية أعلنتها وزارة الدفاع الوطني الصينية في شريط الفيديو المنشور تحت عنوان "جيش التحرير الشعبي الصيني اليوم" المذكور آنفا.
ومنذ العام 2008، أرسلت القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني 26 من فرق القوات المرافقة، تتضمن أكثر من 70 سفينة مرافقة في خليج عدن وقرب شواطئ الصومال، وتم حماية وتأمين أكثر من 6300 سفينة صينية وأجنبية خلال تلك الفترة.
ومن أجل تعزيز التعاون مع إفريقيا وغرب آسيا، قامت الصين بتأسيس أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي في يوليو، وفقا لما أعلنت القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، حيث ستعمل القاعدة المذكورة على تأمين عمل وأداء وقدرات المهام الصينية، مثل المرافقة وحفظ السلام والمساعدة الإنسانية في المنطقة.
كما ستعمل القاعدة المذكورة أيضا على المساعدة في المهام الخارجية مثل التعاون العسكري والتدريبات العسكرية المشتركة وحالات الإغاثة والطوارئ والإجلاء والحماية للصينيين العاملين في الخارج، والعمل بشكل مشترك للحفاظ على أمن الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية .
رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبى يهنىء بالذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبى الصينى
بروكسل 20 يوليو 2017 ( شينخوا ) قدم الجنرال ميخائيل كوستاراكوس رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبى تهنئته بالذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبى الصينى، وذلك خلال حفل استقبال اشترك فى استضافته البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبى والسفارة الصينية فى بلجيكا .