بكين 26 يوليو 2017 (شينخوا) إن السلام أمل مشترك وهدف كبير للبشر كله. فتأتي عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في مسعى لتحقيق السلام في أنحاء العالم.
والصين، بصفتها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فقد مضت 27 عاما عليها منذ بدء إرسال قواتها إلى الخارج، لتقوم بأكثر عمليات حفظ للسلام في الدول والمناطق المحتاجة.
وظهرت ملامح الجنود الصينيين في بيان للأمم المتحدة بشأن عمليات حفظ السلام لأول مرة في أبريل 1990، وأشار لوصول خمسة مراقبين عسكريين من جيش التحرير الصيني إلى العاصمة السورية دمشق. وأصبح هذا البيان القصير وصورته شاهد عيان تاريخيا لمشاركة الصين في عمليات حفظ السلام الدولية.
وأرسلت الصين ما يزيد عن 35 ألف من رجال حفظ السلام ليشاركوا في 24 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، ما يكسبها شهرة بأنها " عنصر جوهري وقوة مفتاحية لعمليات حفظ السلام " من قبل المجتمع الدولي.
وتتوسع مناطق مهمات عمليات حفظ السلام التي تشارك فيها الصين من منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق عديدة في القارتين الآسيوية والإفريقية . وتتنوع مكونات الفرق المرسلة من الجنود المهندسين فقط إلى جنود المشاة والمهندسين والنقل والأطباء والحرس والطيار وغيرهم .
كما ارتفع عدد المراقبين من 5 أشخاص إلى 2409 رجال حفظ سلام حاليا، ليحتل المكانة الأولى بين الخمسة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. في الوقت نفسه، صارت الصين ثاني أكبر دولة من حيث تمويل عمليات حفظ السلام في العالم.
وفي الفترة ما بين عامي 2014 - 2015، حينما اندلع وباء إيبولا في إفريقيا، اعتصم الجنود والضباط من قوة حفظ السلام الصينية في عملهم لبناء مركز علاج إيبولا في ليبيريا، وواصلوا العمل لأكثر من 16 ساعة كل يوم خلال 28 يوما متتاليا، لينجزوا هدفهم بـ30 يوما مقدما قبل الموعد .
في مارس 2017، وقعت نزاعات مسلحة خطيرة في مدينة حدودية في جنوب السودان، وحوصر 7 موظفي شؤون مدنية تابعين للأمم المتحدة في المنطقة. فهرعت كتيبة المشاة الصينية لحفظ السلام إلى المنطقة دون خوف من المخاطر، ونجحوا بإنقاذ الموظفين ونقلهم إلى مكان آمن.
ومع اندماج الصين بشكل أعمق في النظام العالمي، تعزز التزامها من خلال المزيد من الاسهامات العملية للنظام الدولي الحالى.
في سبتمبر 2015، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء قمة حفظ السلام للأمم المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الصين ستبني قوة حفظ سلام قوامها 8 آلاف فرد.
ووفقا لخطاب الرئيس شي فإن الصين ستنضم لنظام الاستعداد لقدرات حفظ السلام التابع للامم المتحدة وستأخذ بزمام المبادرة لتشكيل فرقة شرطة دائمة لحفظ السلام.
كما تدرس الصين طلب الامم المتحدة لارسال المزيد من المهندسين ووسائل النقل والاطباء للمشاركة في مهمات حفظ السلام ، وستقوم بتدريب 2000 فرد أجنبي من قوات حفظ السلام وستنفذ عشرة برامج مساعدة لكسح الالغام خلال الخمسة أعوام المقبلة .
وذكر الرئيس شي أن الصين ستؤسس صندوقا للسلام والتنمية مع الأمم المتحدة بمليار دولار أمريكي على مدار 10 سنوات " لدعم عمل الأمم المتحدة ودفع التعاون متعدد الأطراف والإسهام أكثر في السلام والتنمية في العالم".
وأضاف أن الصين ستوفر إجمالي 100 مليون دولار كمساعدة عسكرية مجانية للاتحاد الإفريقي في السنوات الخمس القادمة لدعم إقامة قوة استعداد عسكرية وقدرات إفريقيا على الاستجابة الفورية للأزمات وفقا لما قال الرئيس الصيني.
وكل هذه التعهدات ليست كلمات فقط، بل تنفذها الصين بجدية، لتضخ قوة دافعة جديدة لضمان السلام والأمن الدوليين.
في يوم 24 يونيو 2017، أقامت حكومة جنوب السودان مراسم ثناء على المساعدات البارزة التي قدمها الفريق الطبي الصيني في بلادها .
ومنذ وصول الفريق الذي يعتبر الدفعة السابعة من نوعها إلى جنوب السودان في سبتمبر العام الماضي، أكمل الفريق الطبي الصيني مختلف المهمات الموكلة إليها بموجب طلب الأمم المتحدة، كما قام بإنقاذ 12 مواطنا منكوبا بالكوارث الطبيعية وعلاج 8 أطفال مرضى فضلا عن 3 مرضى في حالة حرجة بمخيم للاجئين.
كما شارك الفريق في مهمة إنقاذ طارئ في حادث تحطم طائرة مدنية. وقدم علاجا لأكثر من 400 مواطن محلي وساعد في توليد 6 أطفال كانوا في حالة عسر الولادة.
في وقت خدمة الفريق، ساعد الفريق في تدريب طلاب الطب وإصلاح معدات العلاج الطبية، وقدم تبرعات من اللوازم اليومية والمدرسية إلى مخيم اللاجئين والمدارس المحلية.
وهكذا حاز الفريق الصيني من خلال خدماته الصادقة على ثناء الحكومة والشعب المحلي، ما يظهر أيضا ملامح حيش التحرير الشعبي الصيني في عمليات حفظ السلام في العالم.