نانتشانغ أول أغسطس 2017 (شينخوا) قطع جيش التحرير الشعبي الصيني شوطا طويلا منذ الانتفاضة المسلحة التي قام بها 20 ألف جندي في مدينة نانتشانغ في الأول من أغسطس عام 1927.
وبعد 90 عاما استخدم شاب صيني مبدع يعمل كأخصائي رسوم متحركة يبحث عن طريقة جديدة لسرد قصص التاريخ الحديث أرنبا لطيفا ليمثل اكبر قوة عسكرية في العالم إلى جانب النسور والدببة والفيلة والدجاج التي تمثل بعض البلدان الأخرى .
وصدرت الرسوم المتحركة على الانترنت للفنان لين تشاو بعنوان "العام والأرانب والأحداث " احتفالا بالذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في أول يوم من شهر أغسطس .
وقال لين "أريد أن أخبر جمهورنا عبر هذه الرسوم المتحركة عن نمو جيشنا" مضيفا "بصفتي مؤيد مدى الحياة لجيشنا، استطيع أن أرى أن جيشنا أصبح أقوى دون شك".
ويذكر أن لين تشاو،32 عاما، من أهل مجموعة داي العرقية في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين.
وذكر لين أنه "ترعرع قارئا لمجلات الجيش". كما استعاد ذكرياته عندما كان طالبا وقد قرأ مقالا في كتابه المدرسي عن الصعوبات التي لقاها الجنود الصينيون خلال الحرب الكورية.
وبدأ لين رسم سلسلة الأرانب على الانترنت في عام 2012. وفي عام 2014، دخل الكاريكاتير الذي رسمه في سلسلة رسوم متحركة تحكي موضوعات مثل سقوط أسرة تشينغ الامبراطورية وحرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني والحرب الكورية والقفزة الكبرى إلى الأمام وحل الاتحاد السوفيتي السابق وحرب كوسوفو وهجوم 11 سبتمبر.
ويستخدم لين مختلف شخصيات الحيوانات اللطيفة لتمثيل الأمم المختلفة. وعلى سبيل المثال، استخدم النسر ليمثل الولايات المتحدة والدب للاتحاد السوفيتي السابق والديك لفرنسا والجمال لدول الشرق الأوسط .
وقال لين "الجيش الأحمر كان يطلق عليه سابقا اسم (توبالو) وتعني (تو) في البداية أن الجيش في ذلك الوقت لم يكن وحدات منظمة، كما أن الجنود لم تكن مجهزة تجهيزا جيدا. ومن ناحية أخرى (تو) تحمل نفس النطق لرمز الأرنب في اللغة الصينية، لذا فقد اخترت الأرنب ليمثل المناطق الداخلية للصين".
وقال شو يوان تشنغ، المسؤول عن الدعاية في مدينة نانتشانغ "إن الأرانب لطيفة ويمكن تقبلها بسهولة من قبل الجماهير، وفي الصين قول مأثور (حتى الأرنب يمكن أن يعض) ما يمكن أن يفسر أيضا كيف ارتفعت الصين من ظروف قاسية للغاية".
ويسمى المكان الذي تحميه الأرانب "بيت البستنة" نظرا لان رمز "البستنة" في اللغة الصينية له نفس نطق "الصين".
وسرعان ما أصبحت سلسلة الرسوم المتحركة هذه الأكثر شهرة في التاريخ العسكري في الصين في عام 2014 بعد أن تجاوز عدد الزيارات 500 مليون زيارة.
ونظرا للشعبية الكبيرة لسلسلة الرسوم المتحركة هذه، قامت القوات البرية لجيش التحرير الشعبي بالتواصل مع لين ليبدؤوا في العمل على سلسلة جديدة حول تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني.
وقال لين إن "كل من الجيش ومدنية نانتشانغ وعدانا بحرية الإنتاج ".
ويظهر الأرنب في الرسوم المتحركة بينما يحطم كوبا وقد قرر أن ينهض. وخبأ آذانه الطويلة تحت قبعة قبل أن يطلق أول رصاصاته.
وقال لين لوكالة أنباء شينخوا إن الأرنب يمثل تشو ده، احد رواد جيش التحرير الشعبي الصيني الذين ساعدوا في تنظيم انتفاضة نانتشانغ.
وأضاف لين إن رسومه المتحركة "تستند إلى تاريخ حقيقي".
ودعا تشو قبل الانتفاضة اثنين من قادة فوج الكومينتانغ لتناول العشاء وقام بلعب أوراق "الكوتشينة" معهم لمنح الثوار وقتا للاستعداد .
وبدأ لين العمل على الرسوم المتحركة في سبتمبر الماضي.
ولا تُظهر الرسوم المتحركة أي قتال. وقال لين "مثل هذه المشاهد المذهلة مخصصة للأفلام ، وما أقوم به مجرد إعطاء الجماهير فكرة تقريبية، وان كانوا مهتمين، فستترك في أنفسهم تأثيرا عميقا بلا شك".
ويعتقد شو يوان تشنغ إن الرسوم المتحركة وسيلة جيدة لتعليم الشباب التاريخ.
ومن ناحية أخرى، أعرب مستخدمو الانترنت عن شغفهم بهذا النوع من الرسوم المتحركة".
وقال مستخدم موقع سينا ويبو للمدونات القصيرة ويشياو مياندوي "ابني يحب السلسلة كثيرا ولا يمل من الحديث عن "بيت البستنة"، مضيفا أن ابنه قال انه "سيعمل بجد مثل الأرانب".
وقال مينت فيكسينغموشي "إن سرد التاريخ بهذه الطريقة الفكاهية من السهل أن يفهمه الشباب، ولا استطيع أن أصدق أني بكيت أثناء مشاهدتها! فخور جدا بذلك!"
وعبر لين تشاو عن سعادته برد فعل الجمهور.
وقال "بالفعل يجب أن نفخر" عندما كنت صغيرا، قرأت مجلة البحرية وسفن التجار ومعظم المقالات التي كانت تتحدث عن السفن البحرية الأجنبية المتقدمة. وأضاف "استطيع الآن أن أرى المزيد من المعلومات حول سفننا المحلية المتقدمة".
واختتم قائلا "أثق تماما بأن جيشنا سيصبح أقوى".
