شانغهاي 13 أغسطس 2017 (شينخوا) ترتدي عدادا للخُطى لضمان قدر جيد من التمارين الرياضية، وتحصل على رعاية دورية لأظلافها لتعزيز شعورها بالراحة، وتستمع إلى موسيقى رومانسية هادئة، بل وتأخذ حماما عدة مرات في اليوم حتى تظل نظيفة ومنتعشة، هكذا تحيا البقرة في شانغهاي.
وفي الواقع لم يعد يحدث هذا فقط في إحدى مزارع شركة (برايت دايري) في حي جينشان، وإنما بات أسلوبا نموذجيا في العديد من شركات الألبان الكبرى في الصين.
ألبان طازجة
يقول جين دان جيه، رئيس مزرعة جينشان: إن "اللبن الجيد لا بد أن يأتي من مكان قريب من البيت"، مشيرا إلى أن الخريطة العالمية لاستيراد وتصدير الألبان تُظهر أنه في أغلب البلدان تكون أفضل الألبان الطازجة منتجة محليا إلى حد كبير.
ولا تكون الألبان المستوردة غالبا ذات جودة أعلى.. فحتى تكون ذات فترة صلاحية أطول بسبب نقلها لمسافات بعيدة، فإن الألبان المستوردة غالبا ما يتم معالجتها في درجات حرارة عالية للغاية، وهو ما يقلل من عناصرها الغذائية وإنزيماتها.
وقال وانغ جيا تشي، مدير أحد مراكز فحص جودة إنتاج الألبان التابعة لوزارة الزراعة، قال إن "مستوى البروتين النشط في الألبان المستوردة أقل من مستواه في الألبان المحلية."
وأوضح وانغ أن 154 دفعة من 10 ماركات مختلفة من منتجات الألبان المستوردة من 19 دولة، أخفقت في تلبية المعايير الوطنية الصينية وتمت إعادتها أو إعدامها في 2016.
وتتدرج أسباب إخفاقها من احتوائها على كميات أعلى من بكتريا العفن وبكتريا كوليفورم إلى احتوائها على إضافات غذائية غير قانونية أو انتهاء فترة صلاحيتها.
وأظهر تقرير صادر عن جمعية الألبان الصينية ووزارة الزراعة الشهر الماضي أن 99.8 بالمئة من الألبان الطازجة المنتجة محليا و99.5 بالمئة من منتجات الألبان التي جرى فحصها كانت مطابقة للمعايير في عام 2016.
ضمان الجودة
في مزرعة جينشان، ثمة ملفات تضم معلومات مفصلة عن تاريخ ميلاد البقرة ووزنها ونوع بشرتها.
وقال جين "إن تطبيق أسلوب إدارة هذه المعلومات المتطورة يساعد عمال المزرعة في متابعة صحة الأبقار"، مضيفا "أن العمال بإمكانهم اكتشاف السلوك غير الطبيعي أو حتى الأمراض في مرحلة مبكرة من خلال تباين المعلومات."
كما أعدت المزرعة علفا أفضل يتيح تغذية ذات قيمة أعلى للأبقار.
وحتى خلال حر الصيف، فإن رائحة المزرعة تكون جيدة. وقد اشترت المزرعة معدات لفصل المخلفات الصلبة عن المخلفات السائلة. ويتم تحويل المخلفات الصلبة إلى مخصبات عضوية، فيما يتم صرف المخلفات السائلة مباشرة إلى شبكة الصرف بالمدينة.
وبحسب جين، فإن متوسط إنتاج البقرة الواحدة للبن قد ارتفع من 6 أطنان إلى نحو 11 طنا في العام، ليصل بذلك إلى نفس المعدلات الموجودة بالدول المتقدمة. كما أن جودة الألبان الطازجة تلبي معايير الاتحاد الأوروبي.
وقال جين "نأمل بعد سنوات من الجهود المتواصلة، أن نحوز في النهاية ثقة المستهلكين المحليين ودعمهم."
بناء الثقة
وقال أحد سكان شانغهاي ويدعى تشو "أفضل شراء الألبان الطازجة المنتجة محليا"، مضيفا "حسب علمي، فإن قصر الفترة بين الإنتاج والاستهلاك تجعل اللبن طازجا ومغذيا على نحو أكبر."
وقال تساو مينغ شي، نائب أمين عام جمعية الألبان في شانغهاي، إنه رغم أن فترة صلاحية منتجات الألبان المستوردة أطول إلا أنها تضم الوقت الذي يتم نقلها خلاله من البلدان الأجنبية وخضوعها للفحص الجمركي.
وأضاف تساو أن "الألبان المستوردة لا تقدم أي فائدة للمستهلكين"، موضحا "أعتقد أن صناعة الألبان الصينية على الطريق الصحيح."