واشنطن 12 أغسطس 2017 (شينخوا) ارتفع عدد القتلى إلى ثلاثة أشخاص على خلفية أحداث مظاهرة عنيفة للقوميين البيض جرت يوم السبت في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، وفقا لما ذكرته الشرطة.
ولقي شخصان مصرعهما بعد حادث تحطم طائرة مروحية تابعة للشرطة على بعد سبعة أميال (11 كيلومترا) جنوب غربي شارلوتسفيل، وذلك عقب مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 19 آخرين في حادث تصادم سيارات بعد ظهر يوم السبت بعدما فرقت الشرطة مظاهرة نظمت تحت اسم "وحدوا اليمين" في وسط المدينة.
وقال حاكم ولاية فيرجينيا تيري ماكوليف في مؤتمر صحفي متلفز مساء يوم السبت "لدي رسالة للعنصريين البيض والنازيين الذين جاءوا إلى شارلوتسفيل اليوم".
وأضاف الحاكم "عودوا إلى دياركم. أنتم لستم وطنيين. أنتم أتيتم إلى هنا لإيذاء الناس. ليس هناك مكان لكم هنا، وليس هناك مكان لكم في أمريكا".
وقبل ساعات من ذلك، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يدين "بأشد العبارات الممكنة هذا العرض الفظيع من الكراهية والتعصب والعنف من قبل العديد من الأطراف"، لكن دون أن يذكر القوميين البيض أو حركة اليمين المتطرف في تصريحاته.
وأظهر فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي سيارة وهي تسير بسرعة كبيرة وتصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى، وبعدها تنطلق مجددا باتجاه الخلف لتدهس عددا من المارة. وذكرت الشرطة المحلية فيما بعد أن سائق السيارة التي صدمت الحشد محتجز الآن.
وقبل الحادث مباشرة، اشتبك آلاف من المتظاهرين من القوميين البيض والكونفدراليين الجدد واليمنيين وكذا جماعات تعارضهم في حديقة التحرير، وهو الموقع المخطط للمظاهرة.
وأفادت تقارير بأنه تم قذف الصحفيين بالبول وقيل أن الهواء كان معبئا برذاذ من الفلفل والتوابل والغاز المسيل للدموع. والعديد من المتظاهرين هم من الشباب في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، بل أن حتى بعضهم يبدو في سن المراهقة.
وأعلن ماكوليف حالة الطوارئ قبل الساعة 11:00 صباحا بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش)، وذلك قبل ساعة من بدء المسيرة رسميا. بيد أن التقارير أفادت أن زعيم القوميين البيض ريتشارد سبنسر تعهد بأنهم سيتجمعون فيما بعد مرة أخرى لتنظيم احتجاج على قرار المدينة بإزالة تمثال برونزي للجنرال الكونفدرالي المؤيد للرق، روبرت لي، والقائم في حديقة التحرير.
وقال ديفيد ديوك، الزعيم السابق لطائفة كو كلوكس كلان خلال المظاهرة، إن "هذا يمثل نقطة تحول لشعب هذا البلد"، مضيفا "أننا مصممون على استعادة بلادنا. وسوف نفي بوعود دونالد ترامب".
وقبل مظاهرة السبت، قام مئات من المتطرفين البيض بمسيرة في حرم جامعة فرجينيا في وسط شارلوتسفيل مساء يوم الجمعة، ملوحين بالمشاعل ومرددين عبارات تقول "حياة البيض مهمة"و"أنتم لن تحلوا محلنا" و"اليهود لن يحلوا محلنا" وغيرها.
وذكرت تريزا سولفيان، رئيسة جامعة فرجينيا في بيان صدر قبل ساعات من المظاهرة، أن العديد من المتظاهرين "يعبرون عن معتقدات تتناقض بشكل مباشر مع قيم مجتمعنا في التنوع والاندماج والاحترام المتبادل".
وأصبحت شارلوتسفيل، مسقط رأس توماس جفرسون وتقع فيها جامعة فرجينيا، أحدث ساحة معركة جنوبية حول الإزالة المتنازع عليها لنصب تذكارية كونفدرالية.
ففي إبريل الماضي، صوت مجلس المدينة لصالح إزالة تمثال روبرت لي. ورغم أن عملية الإزالة هذه ما تزال معلقة في انتظار تشريع لإتمامها ، لكنها أغضبت الكثيرين من العنصريين البيض منذ تصويت المجلس عليها. وفي 8 يوليو، تظاهر أكثر من ثلاثين شخصا من أعضاء جماعة كو كلوكس كلان الإقليمية في المدينة.
