بكين 28 أغسطس 2017 (شينخوا) بالنسبة إلى ليو في تشنغ البالغ من العمر 24 عاما، فإن مهرجان تشيشي، الذي يعرف أيضا باسم عيد الحب الصيني، يعد سببا جيدا ليلتئم شمله مع محبوبته ماو يو شين، التي تفصلها عنه مسافة تتجاوز 2000 كيلومتر.
سافر ليو، وهو مبرمج في مدينة شنتشن بجنوبي الصين، جوا إلى بكين يوم السبت للاحتفال بالمهرجان الذي يوافق اليوم الاثنين ، مع حبيبته ماو والتي تعمل في العلاقات العامة في بكين.
وبات هذا اليوم الرومانسي شاهدا على محاولات العديد من العشاق الصينيين الذي يكافحون من أجل تحقيق أحلامهم في مدن مختلفة.
قصة مدينتين
قال ليو "يتعين علي أن أعود قبل مهرجان تشيشي بيوم واحد، لأن لدي تقرير يجب أن أكمله".
ويرتبط ليو مع ماو بعلاقة غرامية منذ 2012، عندما كانا في السنة الثانية بالجامعة في مدينة قوانغتشو جنوبي البلاد . وبعد تخرجهما في 2016، حصل كل منهما على وظيفة، وبدأت قصتهما مع مدينتين مختلفتين.
قال ليو إنه ذهب إلى شنتشن لأن هدف الشركة التي يعمل بها يتفق مع هدفه، ولأنها المكان الذي سيستفيد من إمكانياته على النحو الأمثل.
ولأنها ولدت في الشمال، فقد اختارت ماو بكين لأنها قريبة من مسقط رأسها ومنحتها أفضل وظيفة يمكن أن تجدها.
تابع ليو "مرت علي أوقات صعبة لكني كنت مشغولا للغاية ولم أجد وقتا للتحدث معها بشأنها ... ويتعين علي أحيانا التعامل مع الصعوبات لوحدي".
ويلتقي ليو وماو كل شهر. ويرى ليو أن العلاقة من خلال هذه المسافة البعيدة قد أضفت عليه خصالا طيبة، ففي كل مرة يلتقيان يشعر بأنه أكثر ثقة وشجاعة وتفاؤلا.
جسر غربان العقعق الحديث
تعود أصول مهرجان تشيشي الذي يرجع تاريخه إلى 2000 عام، إلى قصة شعبية حيث كان هناك جنية تدعى تشي نيو تزوجت بإنسان ويدعى نيو لانغ . وبعد أن صار لدى الزوجين طفلان ، أفسدت آلهة السماء، التي كانت تعارض زواجهما، حياتهما، وفصلتهما من خلال الطريق اللبني بعد أن رُفعا إلى السماء كنجمين منفصلين.
وبحسب الأسطورة فإن مجموعة من غربان العقعق شعروا بالأسى من أجل العاشقين، ومن ثم باتوا يحلقون في السماء كل عام ليشكلوا جسرا. وكان هذا هو الجسر يلتئم من خلاله شمل العاشقين كل عام، ولكن لليلة واحدة فقط.
ونظرا لأن كثيرا من العشاق يفصل بينهم العمل أو الدراسة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي والنقل ساهمت في بناء "جسر حديث من غربان العقعق" للم شملهم في الفضاء الافتراضي أو باللقاء وجها لوجه.
أُرسل وانغ لين إلى قاعدة للقوات الجوية في مقاطعة قانسو بشمال غرب الصين، والتي تبعد نحو 1500 كيلومتر عن زوجته بانغ ران، التي تعمل مترجمة فورية في بكين.
ورغم المسافة الكبيرة، إلا أن علاقة عاطفية تربطهما.
قالت بانغ "نتحدث من خلال برنامج (ويتشات) طوال الوقت إذا لم يكن لديه نوبة، ونتصل هاتفيا ببعضنا مرتين أو ثلاث مرات يوميا".
ويتسم جدول أعمال بانغ بالمرونة ما يسمح لها بزيارة زوجها لمدة أسبوعين في كل زيارة.
ولا تتوقع بانغ مفاجأة في مهرجان تشيشي، وتقول إن اتصالا يكفي.
وأضافت "إنه ليس رومانسيا إلى هذه الدرجة، ونحن لا نهتم أكثر من اللازم بمهرجانات مثل عيد الحب."
الايمان بالمستقبل
وبالنسبة لليو وماو، فإن جسر غربان العقعق لن يستمر لفترة طويلة، حيث يخطط العاشقان ليكونا في مدينة واحدة خلال سنتين.
فالبنسبة لهما بكين وشنتشن، مكانين رائعين. ويمكن لليو أن يذهب إلى بكين حيث هناك الكثير من شركات الإنترنت ، فيما تفضل ماو مناخ شنتشن الجنوبي.
وقال ليو إن بعض أصدقائه تفصلهم مسافات بعيدة أيضا عن محبوباتهم، لكنه رغم أنه ليس من الضروري أن يلتقوا في مهرجان تشيشي، إلا أن علاقة جيدة ومستقلة تربط بينهم.
وأضاف ليو "أحد أصدقائي سيغادر قريبا ليستقر في قوانغتشو، كما ستغادر صديقته شنتشن للعيش معه هناك".
وينظر بعض الناس إلى العلاقة العاطفية عن بعد على أنها نوع من العذاب، لكن بانغ تنظر إليها على أنها جزء من حياتها.
قالت بانغ "إنه خيارنا وكذلك خيار العديد من الأزواج الذين يخدمون بالجيش. وطالما أننا نحب بعضنا، فإن بعد المسافة الجغرافية لا يمثل مشكلة كبيرة"، مضيفة "بعد كل هذا، نؤمن بأننا سنعيش معا في المستقبل القريب".