بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 30 أغسطس 2017 (شينخوا) أكد السفير كمال حسن علي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية، أن معرض الصين والدول العربية فرصة لتعظيم التبادل التجاري والاستثماري والتكنولوجي.
وقال علي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "إن المعرض الصيني - العربي، إكسبو 2017، يعد أهم وأكبر تظاهرة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين الدول العربية والصين".
وأشار إلى أن هذا يأتي ضمن مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ "الحزام والطريق"، وتنفيذا لما جاء في البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي - الصيني 2016 - 2018.
وأعرب عن توقعه بأن يساهم المعرض بشكل كبير في تعظيم حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين، مؤكدا أنه يعد فرصة مهمة لاستفادة الدول العربية من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلت إليه الصين في مجالات التعاون المختلفة.
ويقام معرض الصين والدول العربية بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، خلال الفترة من 6 - 9 سبتمبر المقبل.
وتعد الدورة الحالية للمعرض، والتى اختيرت مصر لتكون ضيف شرف فيها، هي الدورة الثالثة للمعرض، الذي ينظم كل عامين.
وأضاف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية، أن المعرض سيتضمن 12 معرضا ومؤتمرا على هامش المعرض الرئيسي، في عدد من المجالات منها، السكك الحديدية فائقة السرعة، نقل التكنولوجيا والابتكار، التعاون المصرفي، الزراعة، السياحة، بناء القدرات، اللوجستيات، السياحة.
وأوضح أن المعرض سوف يشهد مشاركة عدد كبير من المسئولين والوزراء المعنيين من الدول العربية والصين، ورؤساء المنظمات العربية المتخصصة، ورجال أعمال عرب وصينيين.
وأعرب على عن توقعه أن تشهد الفترة القادمة، وعقب المعرض، تعزيز التبادل التجاري بين الجانبين، والذي وصل إلى نحو 171 مليار دولار العام 2016، كما توقع زيادة الاستثمارات في المجالات التي تحظى باهتمام الدول العربية وللاستفادة من الخبرات الصينية بها.
وأشاد المسئول العربي بعمق ومتانة العلاقات الصينية - العربية، مؤكدا أن "جذورها ضاربة في أعماق التاريخ"، وانها تشهد زخما وتطورا كبيرا خاصة منذ انطلاق منتدى التعاون العربي - الصيني العام 2004.
ونوه بأن العلاقات بين الجانبين تقوم على أربعة محاور رئيسية، تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل، تكثيف التبادل الاقتصادي والتجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة.
كما تقوم العلاقات ايضا على، توسيع وتعميق التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة، وتعزيز التعاون في الشئون الدولية بهدف تحقيق وصيانة السلام العالمي والدفع بجهود التنمية.
وفيما يتعلق بأبرز مجالات التعاون بين الجانبين، أوضح أن الصين والدول العربية يسعيان لتعزيز التعاون في عدد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية ذات المصالح المشتركة ومنها، تعزيز حجم التبادل التجاري والاستثماري، الطاقة والطاقة المتجددة، الطاقة النووية، التصنيع ونقل التكنولوجيا.
وأضاف أن هناك أيضا مجالات السياحة، الزراعة والتنمية الزراعية والأمن الغذائي، الملكية الفكرية، المياه، البيئة، الاسكان والبنية التحتية، التغير المناخي، النقل، السكك الحديدية فائقة السرعة، التعاون المصرفي، بناء القدرات.
وحول تأثير مبادرة "الحزام والطريق " على تعزيز التعاون العربي - الصيني، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن المبادرة تعد من أهم المبادرات التي أطلقت على مستوى العالم لتعظيم وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الصين والدول العربية.
وأردف قائلا "المبادرة تعد استراتيجية للتحول الاقتصادي للدول العربية مع الصين قد تخلق فرصا مهمة لتوسيع التعاون بين الجانبين".
ولفت إلى أن مبادرة الحزام والطريق تركز على أهمية التكامل بين استراتيجيات التنمية، كما تركز على تعزيز البحث والدراسة حول المسائل الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، وفي مقدمتها ايجاد حلول للاشكاليات المالية والاستثمارية والتقنية المتعلقة بتنفيذ وتطوير المشروعات المشتركة.
وعن مدى تأثر الدورة الحالية لمعرض الصين والدول العربية بعقدها في أعقاب قمتي (الحزام والطريق ) و (البريكس)، أكد أن انعقاد المعرض يأتي لتفعيل المبادرة وتقوية العلاقات العربية - الصينية ليتم اتخاذ الاجراءات التنفيذية لاعتماد المبادرة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي شملها أعمال المعرض.
وأشار إلى أن استباق قمة البريكس وحضور عدد كبير من القادة يعطي زخما كبيرا للمعرض، لافتا إلى مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقمة البريكس، متوقعا أن يشارك السيسي في افتتاح معرض الصين والدول العربية.
وتستضيف مدينة شيامن الصينية اجتماعات قمة مجموعة بريكس (3 - 5) سبتمبر المقبل، حيث سيحضرها قادة الدول الأعضاء بالمجموعة وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
ولأول مرة في تاريخ بريكس، وجهت الصين الدولة المضيفة الدعوة لقادة خمس دول نامية من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسى للمشاركة في فعاليات القمة من أجل دفع إنشاء آلية "بريكس بلس".
وفيما يتعلق بتأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن التنمية مفتاح لحل المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية لمنطقة الشرق الأوسط، أكد السفير كمال حسن علي أن التنمية الاقتصادية تعد من أهم دوافع التنمية السياسية والاجتماعية في أي دولة، وتؤدي إلى مزيد من تخفيف الأزمات والاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى درجة كبيرة من السلام الاجتماعي في المنطقة العربية.
وأضاف أن ذلك يتم من خلال "الاهتمام بتطوير المشروعات التنموية والاهتمام بالبنية التحتية وزيادة فرص العمل للشباب وتعظيم حجم الاستثمارات في عدد من المشروعات المحورية في الدول العربية ستؤدي بشكل كبير من الحد من الأزمات والاضطرابات في المنطقة العربية، ومن ثم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.
وشدد على أنه يمكن للصين أن تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، مشيرا إلى ضرورة تسليط ضوء الدول العربية على الخبرات العلمية والتكنولوجية التي وصلت اليها الصين في العديد من مجالات التعاون في الشئون الاقتصادية والتجارية والتي طورت اقتصاد الصين بشكل كبير.