يينتشوان 8 سبتمبر 2017 (شينخوا) قال رائد خوري، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني في منتدى التعاون الدولي للقدرات الصناعية والذي يعقد على هامش معرض الصين والدول العربية 2017 في مدينة يينتشوان، قال إن تفعيل العلاقات الاقتصادية مع الصين جزء أساسي من استراتيجية لبنان في ظل زيادة حجم التبادل التجاري وإزالة العوائق والحواجز أمام التجارة وتحسن ظروف انسياب السلع والبضائع بين البلدين.
وأوضح الوزير أن طريق الحرير القديم عرف بكونه شبكة تجارية قديمة ناجحة أقامت خطوط تواصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وربطت الغرب والشرق من خلال التجارة والحجاج وسكان المدن الذين يتوجهون من الصين والهند إلى مناطق في محيط البحر المتوسط في أوقات مختلفة.
وقال خوري إن التجارة عبر طريق الحرير كانت عاملا هاما في ازدهار كثير من الحضارات القديمة كالحضارتين الصينية والعربية، حيث سمح هذا الطريق باختزال المسافات البعيدة وإقامة علاقات سياسية واقتصادية بين هاتين الحضارتين، وبذلك أصبح طريق الحرير وسيلة ليست فقط للتبادل الاقتصادي بل للتبادل الحضاري أيضا.
وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الحكومة الصينية تهدف إلى تنشيط طريق الحرير القديم في العصر الحالي، وقد حظيت بتقدير من جميع الأطراف، بما فيها لبنان.
وشدد الوزير على أهمية تطوير الشراكة الفاعلة بين لبنان والصين، مشيرا إلى أن الصين بلد عملاق اقتصاديا يرصد التريليونات من الدولارات ويسجل حضوره بثبات في الساحة الاقتصادية الدولية.
وتابع خوري قائلا "تأتي مشاركتنا اليوم في هذا الحدث لإتاحة الفرص أمام الشركات اللبنانية لعرض وتسويق منتجاتها، آملين في فتح الأبواب أمام تلك المنتجات لدخول السوق الصينية الضخمة ".
وأعرب الوزير عن اعتقاده بأن هذا الحدث سيشكل منصة فريدة من نوعها في طريق الحرير الجديد، ويفتح آفاقا اقتصادية واسعة لكل من لبنان والصين على حد سواء.
وفي الوقت نفسه، أوضح خوري أن الميزان التجاري بين الصين ولبنان أظهر عجزا هائلا لمصلحة الصين في عام 2016، حيث أن قيمة الصادرات اللبنانية إلى الصين لم تتعد سبعة ملايين دولار أمريكي بالرغم من ضخامة السوق الصينية، في حين بلغت قيمة البضائع المستوردة من الصين إلى لبنان أكثر من 2.1 مليار دولار أمريكي.
كما أشار خوري إلى أهمية الدور الذي يلعبه التطور التكنولوجي في تطوير هذه العلاقات وتفعيلها بشكل كبير، قائلا " نحن لا نحتاج إلى طريق معبدة للتوجه إلى الأسواق، لأن هذا العصر الرقمي سمح لنا بالتواصل من خلال طريق الحرير الإلكتروني، مما اختصر المسافات بين الغرب والشرق."
وقال الوزير إنه في هذا السياق، هناك عدة خطوات يعمل عليها لبنان حاليا للاستفادة من مزايا طريق الحرير الإلكتروني، بما فيها رفع مستوى الخدمات التكنولوجية ومعالجة الثغرات في البنية التحتية التكنولوجية وتحديث القوانين والأنظمة المتعلقة بالتجارة الإلكترونية وتعزيز تنافسية الصادرات من خلال تحسين جودة السلع بالإضافة إلى تحسين كفاءة اليد العاملة وجودة الإنتاج.
ولفت خوري إلى أن لبنان بلد صغير يتمتع بموارد محدودة ويعتمد اقتصاده بشكل كبير على التجارة مع دول العالم، مضيفا "نتطلع إلى البحث عن أي فرصة لتعزيز التبادل التجاري مع جميع دول العالم لا سيما الصين، والاستفادة من مزايا مبادرة الحزام والطريق لتشكل الصناعة اللبنانية سلعا أساسية في الأسواق الدولية."