مقالة خاصة: المنهج الدراسي الجديد في تركيا يثير الجدل مع إحلال المحتوى الديني محل المحتوى العلمي

11:29:46 10-09-2017 | Arabic. News. Cn

أنقرة 9 سبتمبر 2017 (شينخوا) إن انطلاق العام الدراسي الجديد في تركيا مؤخرا شابه القلق بسبب الكتب المدرسية المثيرة للجدل التي استبعدت منها نظرية التطور إلى حد كبير لإفساح المجال لمزيد من التعليم الديني والمحافظ، وهي خطوة قوبلت بالنقد من جانب الدوائر العلمانية.

فسياسة التعليم ظلت لفترة طويلة مثيرة للجدل في تركيا، وصارت كذلك مرة أخرى خاصة منذ مجيء حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل حوالي 15 عاما.

فقد قال أردوغان مرارا إنه يريد تنشئة "جيل متدين". وأصبحت المقررات الدراسية عن الإسلام إلزامية في عام 2012 عقب إجراء عملية إصلاح تعليمي.

ومنذ ذلك الحين ومكانة المدارس الدينية، المعروفة باسم مدارس إمام خطيب، في ارتفاع رغم أن نجاحها الأكاديمي مازال ينقصه الكثير، وفقا للبيانات الرسمية.

ويتضمن المنهج الدراسي الجديد، الذي حدده فريق من الخبراء بوزارة التعليم، يتضمن مزيدا من الحصص الدراسية حول الدين، وتعريفا بالمفهوم العام للجهاد، ووقتا أقل مخصصا لمعرفة معلومات عن الأب المؤسس للنظام العلماني في تركيا كمال أتاتورك.

وأثار هذا المنهج الدراسي الموجه للدين عاصفة سياسية واجتماعية قبل بدء العام الدراسي في 18 سبتمبر لحوالي 18 مليون طالب.

وتقول المعارضة العلمانية والمجتمع المدني إن أردوغان وحكومته يحاولان إعادة تشكيل المجتمع بطريقة ذات طابع تحفظى وديني أكبر.

وفي أعقاب هذه الانتقادات، أعلن وزير التعليم عصمت يملظ أن نظرية التطور لتشارلز داروين سيتم استبعادها من كتب المرحلة الثانوية، وذلك تفاديا "لإرباك الطلاب ، لأن فهمها صعب للغاية".

وقال للصحفيين يوم الجمعة "لقد قمنا بتطهير الكتب المدرسية من موضوعات مكررة، هذا كل ما في الأمر. وإن الاتهامات المذكورة لا أساس لها. وقد قمنا بإعداد منهج علمي ومعاصر"، مضيفا أن هذه التغييرات أجريت وفقا للمفاهيم العامة.

وسيتم توزيع حوالي 189 مليون كتاب مدرسي مجانا على الطلاب في أنحاء تركيا الأسبوع القادم.

ورفض ألبارسلان دورموس رئيس المناهج الدراسية بوزارة التربية والتعليم رفض النقد الموجه للفصول المثيرة للجدل، قائلا إن المنهج الجديد "يتماشى مع الدستور ومختلف القوانين التعليمية".

ومن بين التغيرات الأخرى المثيرة للجدل تعليم الطلاب "طاعة الزوج" و"وعدم الزواج بملحد أو بمرتد عن دينه"، حسبما أفادت التقارير الصحفية.

وسوف يتعلم الطلاب الأتراك من الكتب المدرسية أن "الزلزال هو وسيلة يختبر بها الله عبيده"، كما تكرس الكتب فصلا كبيرا لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو 2016 وهدفت إلى الإطاحة بأردوغان.

وأعرب آباء وأكاديميون أتراك عن قلقهم إزاء التغييرات الجديدة، معربين عن تخوفهم من ألا تتمكن المدارس من التركيز على إضاءة العقول الشابة بالمعرفة العلمية. وينص التعديل المثير للجدل على ضرورة أن يكون بداخل المدرسة دور للعبادة.

"أنا لا أفهم السبب وراء أن تكون معرفة المزيد عن أتاتورك أو نظرية التطور مسألة ضارة لأبنائنا، بل على العكس من ذلك، يجب أن يكون العلم منارة لهم طوال حياتهم"، هكذا صرحت ليلي (36 عاما) وهي أم لابنين في منطقة يلدز السكنية في أنقرة لوكالة أنباء ((شينخوا)).

كما انتقدت بعض نقابات المعلمين مثل نقابة "إجيتيم"، وهي أكبر نقابة للمعلمين في تركيا، انتقدت هذه التغييرات.

وذكر محمد باليك رئيسة نقابة إجيتيم "نحن لا نريد منهجا ينكر أتاتورك. ما نريده هو تعليم علماني وعلمي في بلادنا لأبنائنا "، مضيفا أن عملية المراجعة هي أيديولوجية في حد ذاتها.

وأشار قائلا "كيف لا تقوم بتدريس نظرية التطور في المدارس؟ نحن متخلفون بالفعل في النجاح الأكاديمي مقارنة بالبلدان الغربية. وهذا التعديل لن يؤدى سوى إلى تراجع تركيا في الترتيب العالمي".

وقد قام حوالي 160 ألف شخص بتوقيع عريضة على الإنترنت يوم السبت، طالبوا فيها السلطات بإعادة إدراج جميع الفصول السابقة، التي تدور حول أتاتورك، في الكتب المدرسية.

ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، كمال كيليتشدار أوغلو الذي انتقد حزب العدالة والتنمية الحاكم واتهمه بالتسبب في "انهيار" النظام التعليمي بتركيا، دعا إلى عقد ندوة علمية واسعة حول هذه القضية قريبا.

أما بولنت تزجان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فقد اتهم الحكومة بفرض "منهج متخلف" في المدارس.

ولدى وصفه التغييرات بأنها "غير مقبوله"، ذكر أورهان ساريبال أحد نواب حزب الشعب الجمهوري في البرلمان أن المنهج الجديد يعد "تحديا للتعليم العلماني والعلمي" وأن الحزب الحاكم كان يعرف نفسه بالتاريخ العثماني وليس بالتاريخ الجمهوري ،الذي بدأ في عام 1923 بالإصلاحات الرئيسية التي أجراها أتاتورك.

وقال ليل كارابيك، وهو عضو برلماني آخر عن حزب الشعب الجمهوري، إن إجراء الحكومة المثير للجدل لم يجر التشاور بشأنه سوى مع بعض نقابات المعلمين المؤيدة للحكومة.

ومن جهة أخرى، يشيد مؤيدو أردوغان بهذه التغييرات، قائلين إن حزب العدالة والتنمية ينشىء "تركيا جديدة".

ولفت بولنت كارا، وهو والد جاء لزيارة المدرسة الجديدة لأبنائه في أنقرة "أريد أن يدرس أبنائى دينهم في المدارس. نحن نعيش في بلد إسلامي، ومن الطبيعي أن تحتوي الكتب المدرسية على مواد مناسبة عن الإسلام".

وأضاف "إذا تم تعليم الطلاب الإسلام الحق في المدارس، فلن يكون لدينا ما يدعو للقلق بشأن العقول المنحرفة التي تخلق أشياء مثل الدولة الإسلامية" .

جدير بالذكر أنه قد تم أيضا اعتماد سلسلة من الإصلاحات في السنوات الأخيرة مثل تقديم دورات دراسية اختيارية للغة الكردية وغيرها من لغات الأقليات في المدارس.

 

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: المنهج الدراسي الجديد في تركيا يثير الجدل مع إحلال المحتوى الديني محل المحتوى العلمي

新华社 | 2017-09-10 11:29:46

أنقرة 9 سبتمبر 2017 (شينخوا) إن انطلاق العام الدراسي الجديد في تركيا مؤخرا شابه القلق بسبب الكتب المدرسية المثيرة للجدل التي استبعدت منها نظرية التطور إلى حد كبير لإفساح المجال لمزيد من التعليم الديني والمحافظ، وهي خطوة قوبلت بالنقد من جانب الدوائر العلمانية.

فسياسة التعليم ظلت لفترة طويلة مثيرة للجدل في تركيا، وصارت كذلك مرة أخرى خاصة منذ مجيء حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل حوالي 15 عاما.

فقد قال أردوغان مرارا إنه يريد تنشئة "جيل متدين". وأصبحت المقررات الدراسية عن الإسلام إلزامية في عام 2012 عقب إجراء عملية إصلاح تعليمي.

ومنذ ذلك الحين ومكانة المدارس الدينية، المعروفة باسم مدارس إمام خطيب، في ارتفاع رغم أن نجاحها الأكاديمي مازال ينقصه الكثير، وفقا للبيانات الرسمية.

ويتضمن المنهج الدراسي الجديد، الذي حدده فريق من الخبراء بوزارة التعليم، يتضمن مزيدا من الحصص الدراسية حول الدين، وتعريفا بالمفهوم العام للجهاد، ووقتا أقل مخصصا لمعرفة معلومات عن الأب المؤسس للنظام العلماني في تركيا كمال أتاتورك.

وأثار هذا المنهج الدراسي الموجه للدين عاصفة سياسية واجتماعية قبل بدء العام الدراسي في 18 سبتمبر لحوالي 18 مليون طالب.

وتقول المعارضة العلمانية والمجتمع المدني إن أردوغان وحكومته يحاولان إعادة تشكيل المجتمع بطريقة ذات طابع تحفظى وديني أكبر.

وفي أعقاب هذه الانتقادات، أعلن وزير التعليم عصمت يملظ أن نظرية التطور لتشارلز داروين سيتم استبعادها من كتب المرحلة الثانوية، وذلك تفاديا "لإرباك الطلاب ، لأن فهمها صعب للغاية".

وقال للصحفيين يوم الجمعة "لقد قمنا بتطهير الكتب المدرسية من موضوعات مكررة، هذا كل ما في الأمر. وإن الاتهامات المذكورة لا أساس لها. وقد قمنا بإعداد منهج علمي ومعاصر"، مضيفا أن هذه التغييرات أجريت وفقا للمفاهيم العامة.

وسيتم توزيع حوالي 189 مليون كتاب مدرسي مجانا على الطلاب في أنحاء تركيا الأسبوع القادم.

ورفض ألبارسلان دورموس رئيس المناهج الدراسية بوزارة التربية والتعليم رفض النقد الموجه للفصول المثيرة للجدل، قائلا إن المنهج الجديد "يتماشى مع الدستور ومختلف القوانين التعليمية".

ومن بين التغيرات الأخرى المثيرة للجدل تعليم الطلاب "طاعة الزوج" و"وعدم الزواج بملحد أو بمرتد عن دينه"، حسبما أفادت التقارير الصحفية.

وسوف يتعلم الطلاب الأتراك من الكتب المدرسية أن "الزلزال هو وسيلة يختبر بها الله عبيده"، كما تكرس الكتب فصلا كبيرا لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو 2016 وهدفت إلى الإطاحة بأردوغان.

وأعرب آباء وأكاديميون أتراك عن قلقهم إزاء التغييرات الجديدة، معربين عن تخوفهم من ألا تتمكن المدارس من التركيز على إضاءة العقول الشابة بالمعرفة العلمية. وينص التعديل المثير للجدل على ضرورة أن يكون بداخل المدرسة دور للعبادة.

"أنا لا أفهم السبب وراء أن تكون معرفة المزيد عن أتاتورك أو نظرية التطور مسألة ضارة لأبنائنا، بل على العكس من ذلك، يجب أن يكون العلم منارة لهم طوال حياتهم"، هكذا صرحت ليلي (36 عاما) وهي أم لابنين في منطقة يلدز السكنية في أنقرة لوكالة أنباء ((شينخوا)).

كما انتقدت بعض نقابات المعلمين مثل نقابة "إجيتيم"، وهي أكبر نقابة للمعلمين في تركيا، انتقدت هذه التغييرات.

وذكر محمد باليك رئيسة نقابة إجيتيم "نحن لا نريد منهجا ينكر أتاتورك. ما نريده هو تعليم علماني وعلمي في بلادنا لأبنائنا "، مضيفا أن عملية المراجعة هي أيديولوجية في حد ذاتها.

وأشار قائلا "كيف لا تقوم بتدريس نظرية التطور في المدارس؟ نحن متخلفون بالفعل في النجاح الأكاديمي مقارنة بالبلدان الغربية. وهذا التعديل لن يؤدى سوى إلى تراجع تركيا في الترتيب العالمي".

وقد قام حوالي 160 ألف شخص بتوقيع عريضة على الإنترنت يوم السبت، طالبوا فيها السلطات بإعادة إدراج جميع الفصول السابقة، التي تدور حول أتاتورك، في الكتب المدرسية.

ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، كمال كيليتشدار أوغلو الذي انتقد حزب العدالة والتنمية الحاكم واتهمه بالتسبب في "انهيار" النظام التعليمي بتركيا، دعا إلى عقد ندوة علمية واسعة حول هذه القضية قريبا.

أما بولنت تزجان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فقد اتهم الحكومة بفرض "منهج متخلف" في المدارس.

ولدى وصفه التغييرات بأنها "غير مقبوله"، ذكر أورهان ساريبال أحد نواب حزب الشعب الجمهوري في البرلمان أن المنهج الجديد يعد "تحديا للتعليم العلماني والعلمي" وأن الحزب الحاكم كان يعرف نفسه بالتاريخ العثماني وليس بالتاريخ الجمهوري ،الذي بدأ في عام 1923 بالإصلاحات الرئيسية التي أجراها أتاتورك.

وقال ليل كارابيك، وهو عضو برلماني آخر عن حزب الشعب الجمهوري، إن إجراء الحكومة المثير للجدل لم يجر التشاور بشأنه سوى مع بعض نقابات المعلمين المؤيدة للحكومة.

ومن جهة أخرى، يشيد مؤيدو أردوغان بهذه التغييرات، قائلين إن حزب العدالة والتنمية ينشىء "تركيا جديدة".

ولفت بولنت كارا، وهو والد جاء لزيارة المدرسة الجديدة لأبنائه في أنقرة "أريد أن يدرس أبنائى دينهم في المدارس. نحن نعيش في بلد إسلامي، ومن الطبيعي أن تحتوي الكتب المدرسية على مواد مناسبة عن الإسلام".

وأضاف "إذا تم تعليم الطلاب الإسلام الحق في المدارس، فلن يكون لدينا ما يدعو للقلق بشأن العقول المنحرفة التي تخلق أشياء مثل الدولة الإسلامية" .

جدير بالذكر أنه قد تم أيضا اعتماد سلسلة من الإصلاحات في السنوات الأخيرة مثل تقديم دورات دراسية اختيارية للغة الكردية وغيرها من لغات الأقليات في المدارس.

 

الصور

010020070790000000000000011101451365981351