أربيل، العراق 11 سبتمبر 2017 (شينخوا) أكد القيادي الكردي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، ووزير الخارجية والمالية العراقي السابق هوشيار زيباري اليوم (الاثنين) أن بغداد هي التي أجبرت إقليم كردستان على اللجوء إلى خيار الاستفتاء، مشددا على أن الاستفتاء سيجري في يومه المحدد.

وقال زيباري في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) "السبب الرئيسي الذي أرغمنا على الرجوع إلى الاستفتاء من شعب كردستان هي حكومة بغداد، وفشل سياساتها في التعامل مع مصالح شعب الاقليم، وفشلها في الالتزام واحترام بنود الدستور الذي اتفقنا عليه سويا في أن يكون العراق الجديد، عراق مبني على الشراكة الوطنية الحقيقية وليس على الأغلبية السياسية الطائفية، اتفقنا على أن يكون العراق دولة اتحادية فيدرالية لكنهم تصرفوا وكأن العراق لايزال دولة مركزية وأهملوا النظام الفيدرالي في العراق الجديد".

وأضاف " طالبنا بدولة مدنية ديمقراطية، وهم (حكومة بغداد) تعاملوا مع هذه الدولة باعتبارها دولة دينية طائفية، والكثير من الالتزامات لم يوفوا بها، وتوصلنا إلى قناعة بأنهم لايريدوننا وأنهم يرفضوننا ولايريدون أن نكون شركاء في بناء هذا الوطن، ولن يستطيع أحد أن يلومنا لأننا لم نعمل بما فيه الكفاية في سبيل العراق الموحد والمحافظة على وحدة الأراضي العراقية، ولكن تجربتنا المريرة خلال الـ 14 سنة الماضية دفعت غالبية القيادات الكردستانية إلى تبني مشروع الاستفتاء لمصارحة الشعب بأننا قمنا بما كلفتمونا به لكن وصلنا إلى طريق مسدود، فنرجع إليكم لتقرروا بأنفسكم مستقبلكم ومصيركم من خلال هذا الاستفتاء".

وأوضح زيباري أن الأقليم لجأ إلى تصدير النفط والاتفاق مع الشركات النفطية للعمل في الإقليم بعد أن قطعت حكومة بغداد موازنة الإقليم وحرمت سكانه من الاستفادة من خيرات العراق أسوة ببقية المواطنين العراقيين، قائلا "إن ما حصل هو تمييز صريح وواضح " مضيفا " لدينا اتفاقيات موقعة وموثقة حول ضرورة الاتفاق على قانون النفط والغاز يكون موحدا لكل البلاد ووضعنا سقوف زمنية إذا لم يشرع هذا القانون بعد مدة زمنية، انذاك من حق كل طرف أن يتعامل ويقوم بإجراء العقود النفطية".

وعن دستورية الاستفتاء أجاب زيباري "نحن نعتقد بأن الاستفتاء حق ثابت في القانون الدولي وحق نصت عليه كل المعاهدات الدولية، والاستفتاء هو عملية ممارسة لحق تقرير المصير وهذا الحق موجود في ميثاق الأمم المتحدة الذي وقع عليه العراق وهو حق نصت عليه كل المواثيق الدولية بأنه يحق لأي شعب إذا توفرت الشروط أن يقرر مصيره ، فضلا عن ذلك لدينا من الحجج القانونية والدستورية لدعم موقفنا في أمر الاستفتاء، وهو ليس بدعة وكنا نرغب أن يجري الاستفتاء بالتفاهم مع بغداد، لكن بغداد لاتلتزم أصلا بالدستور".

وأشار زيباري إلى أن الاستفتاء سيجري في الـ 25 من سبتمبر الجاري بعد أن أنهت كل الجهات الرسمية في الاقليم استعداداتها في كافة الجوانب الأمنية واللوجستية، مبينا أن الاقليم وجه العديد من الدعوات لمنظمات دولية وحكومات وشخصيات سياسية وبرلمانية وقانونية من مختلف الدول للحضور ومراقبة الاستفتاء.

وكانت القيادات الكردية قررت في شهر يونيو الماضي في اجتماع ترأسه مسعود بارزاني رئيس الإقليم إجراء الاستفتاء في الإقليم يوم 25 سبتمبر الجاري للاستقلال عن العراق، لكن الحكومة العراقية رفضته قائلة إنه غير قانوني وغير دستوري مؤكدة أنها لن تتعامل مع نتائجه.