مرجعيون (جنوب لبنان) 14 سبتمبر 2017 (شينخوا) وسط غرفة تطل على بساتين وافرة زرعت بمختلف أنواع الخضار والأشجار المثمرة، يقضي الدكتور يوسف حجازي أستاذ الجغرافيا في الجامعة اللبنانية ساعات فراغه عند طاولة مستديرة ليعمل على تحويل حبات الفاكهة والخضار إلى تحف فنية.

ويعتمد الدكتور حجازي على معدات قليلة العدد وصغيرة الحجم ليقدم ابداعات باتت مطلبا للفنادق والمطاعم الفخمة وأصحاب الصالونات المرموقة لتتربع فوق الموائد الشهية فتزيدها رونقا وتضفي شهية ونكهة للمتذوقين.

ويصف الدكتور حجازي لوكالة أنباء ((شينخوا)) النحت على الخضار والفاكهة ب"الفن المعقد والصعب الذي يلزمه حرفية فائقة ونفس طويل وهو من الفنون النادرة".

ويقول "من خلال الممارسة وعشق هذا العمل تمكنت من إجتياز كل العقبات في هذا المجال وباتت منحوتاتي تضاهي مثيلاتها المصممة والمنحوتة من كبار الفنانين العالميين العاملين في هذا المجال".

ويستخدم حجازي في النحت السكين والإبرة والشفرة، وتجاوز عدد منحوتاته، كما قال، عشرة آلاف منحوتة حتى الآن لكل منها إسم خاص.

ويروي حجازي أن النحت على الفاكهة كان ظهر في تايلاند عام 1309 عند أسرة سوخوتاي المالكة حينها لينتشر إلى معظم دول العالم حيث تطور مع ظهور معاهد تعليم هذا الفن الذي بات سمة ملازمة للفخامة والأبهة في القصور وحفلات الأعراس والفنادق والمطاعم المميزة.

ويضيف أن النحت على الفاكهة فن مبدع يتطلب التركيز وخيالا واسعا فمنحوتة الفاكهة يجب ان تكون منسقة واضحة لافتة.

ويحكي عن مشاركته في اكثر من معرض دولي مع الفنانين العالميين العاملين في هذا الفن الذي يطرق بقوة باب العمل في لبنان وغيره من البلدان.

ويشير الى انه قبل الشروع في العمل يحدق مليا بحبة الخضار أو الفاكهة موضوع عمله حتى تراوده الفكرة لإعطائها معنى أعمق.

ويتابع "أفرغ من أفكاري على قشرة الثمرة الخارجية ومن ثم على لبها ولكل نوع من الفاكهة اسلوب وفكرة تناسبه وحجمه وشكله فالبطيخ يختلف عن التفاح أو الطماطم".

ويضيف أن كل منحوتة لها خصوصيتها وتتراوح فترة إنجازها ما بين عشر دقائق إلى ساعتين.

وبالنسبة لحجازي، فان أصعب أنواع الحفر هو على ثمرة اليقطين بسبب سماكة وقساوة قشرتها الخارجية.

وتشهد فنون النحت المميزة توسعا بشكل لافت في لبنان وخصوصا النحت على قشر البيض والنحت على حبة القمح الذي يعتبر من ادق فنون النحت واصعبه.

ويقول الفنان التشكيلي وائل أبو عاصي انه أضاف النحت على الفاكهة إلى هوايته الأصلية في نحت الحجر.

ويصف النحت على الفاكهة بأنه عملية جذابة تشعره براحة نفسية كبيرة وتؤمن له دخلا مقبولا ذلك ان منحوتاته من الفاكهة تتراوح أسعارها بين 20 ومئة دولار أمريكي وأن بعض الزبائن يحددون بأنفسهم إسم المنحوتة وشكلها وحجمها.

ومع تحول الهواية إلى مهنة يقول أبو عاصي في بعض الأحيان تفرض المناسبات إختيارات معينة كما أن نوع الفاكهة يلعب دورا في إختيار شكل النحت مشيرا الى أن نحت شعار أو صورة يستغرق وقتا قد يمتد بين 3 و 5 ساعات.

ويعد البطيخ، بحسب أبوعاصي، أنسب الفاكهة للنحت وانه ينفذ عليه الزهور والأشكال النباتية لأنها تضفي لمسة جمالية مميزة على قاعات الطعام.

ويلفت الى أن بعض الفاكهة يجب التعامل معه بحذر أثناء النحت مثل الكيوي وذلك لسهولة تأثر قشرتها خاصة وأن قوامها لين ولونها يتأكسد.

ويوضح انه ينحت رسومات ثلاثية الابعاد باستخدام ثمرة اليقطين وأن هذا الفن إبداعي يستحق الإهتمام والعناية.