اربيل، العراق 25 سبتمبر 2017 (شينخوا) توافد الاكراد في كردستان العراق وبكثافة على مراكز الاقتراع اليوم (الاثنين) على الرغم من رفض الحكومة العراقية المركزية ودول الجوار، ومعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة واغلب دول العالم لهذا الاستفتاء.
وقالت السيدة الكبيرة في العمر (79 عاما) عطية سفريك بعد ادلائها بصوتها في مركز الاقتراع بمدرسة حمورابي الابتدائية في عينكاوة شمالي اربيل لوكالة أنباء (شينخوا) "انا سعيدة جدا للمشاركة في هذا الاستفتاء، لاننا نريد دولة مستقلة خاصة بنا".
من جانبه، قال راوند صابر "هذا يوم تاريخي، يوم الفرح الكردستاني، يوم الحرية من الظلم والتهميش"، مضيفا "ان كل مواطن كردي يحلم بدولة كردية، وبات هذا الحلم قريبا وسيتحقق، لنعش بسلام وامان".
اما جمال سردار فقال "اني اخترت عدم المشاركة في الاستفتاء، وهذا لايعني انني ضد حق اي انسان في تحقيق حلمه، لكني ارى ان التوقيت والظروف غير مناسبة، وهناك امور كثيرة يجب انهائها قبل اللجوء إلى هذا الخيار".
وتابع سردار " كان على المسؤولين في الاقليم ان يجروا سلسلة من المباحثات والمفاوضات مع حكومة بغداد واقناعها بحقوق الاكراد ومن ثم التوجه إلى دول الجوار وبقية دول العالم الاخرى للحصول على دعمها واسنادها، وبعد انضاج هذه القضية يتم اجراء الاستفتاء واتخاذ الخطوات الاخرى".
ومن أبرز المقاطعين للاستفتاء النائبة الكردية البارزة في البرلمان العراقي سروة عبدالواحد التي قالت في بيان لها "قاطعت الاستفتاء لأني لا أستطيع غض الطرف عن الفساد وسرقة ايرادات النفط، والمقاطعة هي عدم اعتراف بشرعية البارزاني فكيف لي ان اذهب لتصويت دعا اليه رئيس غير شرعي، كيف لي تلبية مطلبه وهو اغلق البرلمان وطرد رئيسه، لماذا اصوت نزولا لرغبة شخص لم يحترم اصوات اكثر من 500 الف ناخب كردي اردوا الشراكة في الحكم لكن باتصال هاتفي تم الغاء الشراكة وارسل وزرائهم الى بيوتهم".
واضافت عبدالواحد التي كانت تعمل صحفية قبل انتخابها عضوا في البرلمان العراقي بدورته الحالية "اذا اعترف بهذا الاستفتاء فانني اغض الطرف عن الفساد وسرقة ايرادات النفط وهدر المال العام، لذا قررت المقاطعة رغم انني لا استطيع الذهاب لاربيل كي اصوت ببساطة لانني ممنوعة من دخول اربيل، فهؤلاء الذين يمنعوننا من حقنا في العودة لديارنا كيف لي ان اثق بهم".
إلى ذلك، قال نجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان بعد ادلاءه بصوته في المركز المخصص لاقتراع المسؤولين بفندق (روتانا) وسط اربيل، في مؤتمر صحفي " إن الاستفتاء لا يعني الاستقلال وليست لتحديد الحدود "، مضيفا إن "المفاوضات مع بغداد ستتواصل مباشرة بعد الاستفتاء".
وتابع بارزاني "ان الاستفتاء وسيلة لكي تعبر الشعوب عن ارادتها "، مؤكدا أن اقليم كردستان لم يشكل يوما اي تهديد على جيرانه، معربا عن رغبته بان تكون كردستان جار جيد مع العراق.
بدوره، قال قباد طالباني ابن الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه والده، في تصريحات للصحفيين بعد الادلاء بصوته "ان اليوم هو يوم تاريخي في مسيرة نضال شعب كردستان واليوم ليس يوم نهاية النضال بل النضال يبدأ من اليوم".
واضاف "نأمل بأن تكون هناك عملية حوار جدية واخوية لنا مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار، لكي نصل إلى حلمنا وحلم شعب كردستان الاسمى وهو الاستقلال، نحن اليوم نصوت في عملية مصيرية واليوم نتخذ الخطوة الاولى في عملية طويلة المدى نحو الاستقلال".
وبشأن المخاطر التي قد تواجه الاقليم، اجاب طالباني "ما نقوم به في كردستان اليوم ليس خطرا او تهديدا لأية دولة او طرف سياسي، ما نفعله نحن هو اننا نسأل شعبنا هل تريدون دولة مستقلة، وما يقوم به شعبنا اليوم هو الرد على السؤال بنعم او لا، ونحن لم نخرق سيادة اية دولة ولم نتجاوز على اي طرف فقط سؤال موجه إلى شعبنا حول الاستقلال وهو يرد على هذا السؤال".
من جهة ثانية، دعا اياد علاوي نائب الرئيس العراقي، رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني إلى تجميد نتائج الاستفتاء وان تتم معالجة قضية كركوك بالاستجابة لكل مكوناتها، واللجوء إلى الحوار.
وقال علاوي بمؤتمر صحفي عقده في بغداد "على قوى التحالف الوطني والكرد عدم التصعيد ولا المواجهة إلا ضد تنظيم داعش الارهابي، وعلى الجميع البدء بمفاوضات لتصفية المحاصصة القومية والطائفية"، محذرا الدول الإقليمية من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
ورفض علاوي تفرد التحالف الوطني (الشيعي) الحاكم بالمفاوضات مع الكرد وطالب بتشكيل لجنة شاملة من جميع القوى السياسية، كما رفض اللجوء إلى القوة، قائلا "لا مواجهة مسلحة إلا مع الارهاب وعلى الحكومة والقوات المسلحة ان تلتزم بالوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، وان ترفض تدخل أي طرف في النزاع".
اما نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق ونائب الرئيس العراقي حاليا الذي يعارض الاستفتاء بشده فقد وصف هذا الاستفتاء بانه "إعلان حرب على وحدة الشعب العراقي".
وقال المالكي، في كلمه له خلال احتفال جماهيري مناهض لاستفتاء اقليم كردستان اقيم في بغداد، "إن الكل يؤكد عدم دستورية الاستفتاء لانه واضح منه يستهدف وحدة البلاد، وهي خطوة ستكون لها تبعات خطيرة على مستقبل العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص"، داعيا الحكومة العراقية إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء الممارسات التي وصفها بغير القانونية، عبر ايقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء وفرض مقاطعة شاملة.
وحمل المالكي، دعاة الاستفتاء للانفصال، مسؤولية ما سيحصل مستقبلا من أزمات وصراعات وحروب قائلا " لسنا سعداء بما آلت اليه الامور، لكننا نحمل الإقليم ورئيسه المنتهية ولايته مسؤولية العواقب".
وكانت الحكومة العراقية طالبت يوم امس إقليم كردستان بتسليم جميع المنافذ الحدودية بضمنها المطارات إلى سلطة الحكومة الاتحادية، داعية جميع دول العالم إلى التعامل معها "حصرا" في ملفي المنافذ والنفط، مؤكدة أنها "لن تتحاور أو تتباحث" بشأن موضوع الاستفتاء ونتائجه "غير الدستورية".