كابول 28 سبتمبر 2017(شينخوا) يرى المحللون هنا أن الزيارة المشتركة التي قام بها ينس شتولتنبرغ ، سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لأفغانستان يوم الأربعاء ، قد أظهرت دعمهما القوي لقوات الأمن الأفغانية في حربها ضد طالبان والجماعات المرتبطة بها.
وقام كلا المسئولين العسكريين بزيارة غير معلنة للعاصمة الأفغانية كابول لمعرفة الوضع في هذا البلد المضطرب بتمرد الميليشيات المسلحة، ولإجراء محادثات مع قادة قوات الناتو المتواجدين هنا ضمن قوة مهمة الدعم الحازم بقيادة الناتو، ولقاء الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني.
قال سكرتير عام الناتو في مؤتمر صحفي مشترك حضره أيضا وزير الدفاع الأمريكي والرئيس الأفغاني محمد غني "إن تواجدنا معا في أفغانستان يعكس التزامنا المستمر لتحقيق السلام والاستقرار."
وأكد أيضا "يجب على طالبان أن تفهم أنه ليس بإمكانها تحقيق نصر في ميادين القتال، ولكن أمامها فرص أكثر على طاولة التفاوض."
وفي معرض الترحيب بهذه الزيارة باعتبارها إشارة للعلاقات القوية بين كابول وواشنطن، قال المحلل السياسي الأفغاني محمد رضا هويدا إن هذه الزيارة المفاجئة لأفغانستان ، وسط التوتر المسلح المتزايد، تبعث إشارة قوية لطالبان ومؤيديها بأن التمرد المسلح لا يمتلك أي فرصة لتحقيق النصر في الحرب.
وأضاف في تصريح لـ((شينخوا)) "من خلال تجديد التزامهما لأفغانستان ، يبعث المسئولان العسكريان من الولايات المتحدة والناتو، رسالة قوية لطالبان ومؤيديها بأنه لا دعم من أي نوع ، لا عسكريا ولا دبلوماسيا ولا ماليا، للميليشيات التي تقاتل في افغانستان."
وأشار هويدا، الذي يرأس أيضا تحرير صحيفة تصدر بالإنجليزية بعنوان ((ديلي أوت لوك)) ، إلى أن قطع الدعم عن الميليشيات المسلحة وخنق مصادر تمويلها، سيكبح إمكانيات طالبان في ميادين القتال.
وخلال زيارة هذين المسئولين العسكريين الكبيرين، أطلق مسلحو طالبان صواريخ على مطار كابول الدولي، مسببين الذعر بين الناس المحليين.
يشار إلى أن أكثر من 14 ألف عسكري من 39 بلدا من ضمنها الولايات المتحدة، يتواجدون في افغانستان ضمن إطار قوة مهمة الدعم الحازم ، لمساعدة القوات الأفغانية بالتدريب والمشورة والدعم في الحرب ضد الميليشيات المسلحة.
ووفقا لتقارير إعلامية ، هناك 11 ألف عسكري أمريكي في أفغانستان، يعملون تحت مظلة قوة الدعم الحازم وتوجيهات البنتاغون . وهناك نية لإرسال 3500 عسكري أمريكي إضافي للعمل في هذا البلد المضطرب، بهدف دعم القوات الأفغانية لمواجهة العمليات المسلحة المتزايدة.
ونقل عن النائب البرلماني الأفغاني فاروق مجروح قوله خلال برنامج تلفزيوني لقناة((تولو)) المحلية يوم الأربعاء ، واصفا الزيارة بأنها "تبعث رسالة قوية للميليشيات المسلحة وداعميها بأن الولايات المتحدة والدول الحليفة سيواصلون دعم القوات الأفغانية في حربها ضد الإرهاب."