تحقيق إخباري: مستشفى صيني يسهم في تقديم الخدمات الطبية في جنوب السودان وتحسين الأحوال الصحية لشعبها

12:55:13 14-10-2017 | Arabic. News. Cn

نيروبي 14 أكتوبر 2017 (شينخوا) أدى الطاعون الشديد المهلك، الذي اندلع في مدغشقر منذ أغسطس الماضي، إلى مصرع أكثر من 50 مصابا حتى الآن . وعلى أساس إرسال مجموعات من الفرق الطبية الصينية إلى مدغشقر على مدار سنوات عديدة بالماضي، قررت الصين هذه المرة تقديم الأدوية والأجهزة الطبية مجانا لهذه الدولة، الأمر الذي وصفه مسؤول من مدغشقر ، بأنه جاء في الوقت المناسب لمواجهة الطاعون ، مقدرا الإسهامات الصينية لتحسين حياة شعب مدغشقر . وفي الحقيقة، في مجال الطب، ينتشر عاملون صينيون في مجال الرعاية الصحية والطبية ليس في مدغشقر فحسب، بل في أنحاء العالم لتوفير خدمات الرعاية الصحية.

في مدينة واو بوسط جنوب السودان المضطربة التي مزقها الصراع ، هناك حاوية بوسط البلد مكتوب عليها عبارة بأربع كلمات صينية، تلاشى لونها مع مرور الزمن، بمعنى مستشفى هوا يي (صداقة الصين)، حيث يعمل فيها أربعة أطباء صينيين فقط. وليس هذا المستشفى كبيرا في ظاهره ومرافقه، لكنه مشهور محليا في جنوب السودان. وخلال الاضطرابات في أبريل من السنة الجارية، أرسل قسم الشرطة المحلى رجالا له لحماية المستشفى.

ويدير هذا المستشفى ليو غوانغ تشن وزوجته ما مينغ تشي، من مقاطعة خه نان الصينية. ويبلغ عمر ليو غوانغ تشن 54 سنة، وكان يعمل مديرا لأحد مستشفيات مقاطعة خه نان لمدة عشر سنوات، قبل إدارة المستشفيات في الخارج. ومنذ عام 2007، قام ليو غوانغ تشن وزوجته بإدارة مستشفيات في دارفور والخرطوم السودانيتين، وجوبا وواو في جنوب السودان على التوالي.

وقرر ليو غوانغ تشن التوجه إلى أفريقيا، بعدما سمع تقديم الأوضاع للسودان من أحد الأطباء من الفريق الطبي الذي تم إرساله لتقديم المساعدات في أفريقيا، وشرح سبب مجيئه قائلا "أحب القيام بعلاج المرضى كطبيب".

ويتعاون ليو وزوجته مع أصدقائهما في إدارة مستشفاهما الأول في دارفور السودانية، وقالت ما مينغ تشي "لقد انفقنا جميع أموالنا تقريبا للاستثمار في المستشفى، حتى اقترضنا أموالا من الأصدقاء"، مضيفة أنها تدعم قرار زوجها ويساعد بعضهما البعض. وهى تكون مسؤولة عن الشؤون المالية في المستشفى، بيد أنها لا تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بشكل جيد، ولكن يمكنها أن تتحدث بصورة بسيطة بلهجة جنوب السودان، مع المرضى الذين يدفعون حساباتهم .

وجاء حسن عبد الله، البالغ من العمر 40 سنة، إلى المستشفى، قائلا إن فخذه يؤلمه بشدة بعد حادث مرور قبل أيام.

وقال ليو غوانغ تشن، بعد قيامه بفحص عبد الله، إن "ألم الفخذ لا يرجع إلى حادث المرور، ولكنه بسبب إصابة بحمى التيفوئيد، وتحتاج إلى أخذ حقنة وريدية". ويصاب السكان هنا بسهولة بالأمراض مثل حمى التيفوئيد والملاريا بسبب الطعام غير المنتظم وعادات المعيشة غير الجيدة.

وقد جاء عبد الله إلى مستشفى هوا يي (صداقة الصين) لثلاث مرات، قائلا "الأطباء هنا جيدون، وجئت هنا في المرة الماضية في حالة سيئة، لكن تحسنت كثيرا بعد العلاج ، وأثق بهذا المستشفى".

وأشار ليو غوانغ تشن بفخر إلى أن "مكانة مدينة واو في جنوب السودان تساوي شانغهاي في الصين، وعلى هذا الأساس، فإن مستشفى هوا يي هنا يعادل أحسن المستشفيات في شانغهاي. بيد أن هذا المستشفى الصغير وبالتصميم البسيط ، لا يمكن أن يعتبر "أحسن المستشفيات في شانغهاي" من مظهره، ولكن بالنسبة للمرضى، الذين لا يمكن أن تعالجهم المستشفيات المحلية في واو، يمكن نقلهم إلى هنا، حتى أن الكثير من المرضى الذين يعيشون بعيدا، يأتون إليه.

وعلى جدار مكتب ليو غوانغ تشن، صورة مكتوبة بالكلمات الصينية لنقاط الوخز البشرية، وقال ليو إنه يستخدم أحيانا الوخز بالإبر والتدليك للمساعدة في علاج الآلام الناجمة عن الروماتزم، ويفضل المحليون طريقة العلاج هذه، مضيفا أن مادة الأرتيميسينين المصنوعة في الصين حسنة لعلاج الملاريا ، ويمكن أن يشفى المرضى الذين أصيبوا بالملاريا خلال أيام، بعد أخذ حقنة وريدية تضم مادة الأرتيميسينين، والمحلول المغذي.

ويكتسب المستشفى سمعة جيدة بين المواطنين المحليين، حيث يسمي بعض المرضى ليو "الشخصية البارزة"، ويسلمون على ليو كلما يمرون بالمستشفى، ويحضرون له الفواكه التي يزرعونها. وقالت ما مينغ تشي إنه "ليس هناك أي إعلانات ، لكن يكتسب المستشفى السمعة عن طريق المرضى الذين يتلقون العلاج هنا، ويأتي بعض المرضى إلى هنا من أماكن بعيدة مشيا على الأقدام ، ويعبرون عن محبتهم للصينيين".

من المؤسف أن جنوب السودان لا تزال تعاني من الاضطرابات ، بعد استقلالها من السودان بعد الاستفتاء عام 2011 واندلاع الحرب الأهلية عام 2013. لكن ليو غوانغ تشين وزوجته غير قلقين إزاء الوضع الأمني في جنوب السودان. وبعد اجتياح الاضطرابات واسعة النطاق جنوب السودان في أبريل من السنة الجارية، أرسل قسم الشرطة بمدينة واو رجال الشرطة لحماية المستشفى. وقال ليو "لم يأت إلى المستشفى، لا القوات الحكومية ولا قوات المعارضة، حيث أنهم يعرفون أننا نعالج المرضى".

ويكون اللواء الهندسي والمجموعة الطبية ضمن قوات حفظ السلام الصينية، المقيمون في جنوب السودان (واو) في مكان على بعد يستغرق بضع دقائق بالسيارة، وصرح ليو غوانغ تشن "بأننا نسعى لمساعدة من قوات حفظ السلام الصينية على صيانة معداتنا وإمدادات موادنا، ونطمئن بسبب وجودهم".

وكان ليو وزوجته يفكران بمغادرة جنوب السودان في ظل الأوضاع المضطربة، وقالت ما مينغ تشي "في الماضي، كان المستشفى مليئا بالمرضى منذ الصباح كل يوم، لكن بعد اندلاع الحرب، أصبح المواطنون فقراء، والمرضى القادمون أقل فأقل".

لكن الزوجين الصينيين لا يريدان أن يتركا المرضى المحليين، وقد بكى أحد المرضى، لدى معرفته برغبة الزوجين في المغادرة، قائلا "من سيعالجنا إذا غادرتم"، وأكد ليو"بأننا قررنا عدم المغادرة على الفور بعد رؤية بكاء المريض".

وكان أكثر من 20 طبيبا وممرضة يعملون في المستشفى، لكن بسبب انخفاض الإيرادات ، يعمل حاليا أربعة أشخاص فقط هنا بما فيهم ليو غوانغ تشن وزوجته، وفني مختبر وصيدلي. وقال ليو إن بضعة عشر مريضا فقط يأتون إلى المستشفى كل يوم الآن ، وتتم معالجة المرضى أحيانا مجانا في حال أن لا يمكنهم دفع حسابهم، ومن الصعب كسب الإيرادات. لكن ليو قد قرر البقاء في واو، وأكد أن "المستشفى يهدف إلى علاج المرضى، ولا يمكن أن نهتم بالإيرادات فقط".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: مستشفى صيني يسهم في تقديم الخدمات الطبية في جنوب السودان وتحسين الأحوال الصحية لشعبها

新华社 | 2017-10-14 12:55:13

نيروبي 14 أكتوبر 2017 (شينخوا) أدى الطاعون الشديد المهلك، الذي اندلع في مدغشقر منذ أغسطس الماضي، إلى مصرع أكثر من 50 مصابا حتى الآن . وعلى أساس إرسال مجموعات من الفرق الطبية الصينية إلى مدغشقر على مدار سنوات عديدة بالماضي، قررت الصين هذه المرة تقديم الأدوية والأجهزة الطبية مجانا لهذه الدولة، الأمر الذي وصفه مسؤول من مدغشقر ، بأنه جاء في الوقت المناسب لمواجهة الطاعون ، مقدرا الإسهامات الصينية لتحسين حياة شعب مدغشقر . وفي الحقيقة، في مجال الطب، ينتشر عاملون صينيون في مجال الرعاية الصحية والطبية ليس في مدغشقر فحسب، بل في أنحاء العالم لتوفير خدمات الرعاية الصحية.

في مدينة واو بوسط جنوب السودان المضطربة التي مزقها الصراع ، هناك حاوية بوسط البلد مكتوب عليها عبارة بأربع كلمات صينية، تلاشى لونها مع مرور الزمن، بمعنى مستشفى هوا يي (صداقة الصين)، حيث يعمل فيها أربعة أطباء صينيين فقط. وليس هذا المستشفى كبيرا في ظاهره ومرافقه، لكنه مشهور محليا في جنوب السودان. وخلال الاضطرابات في أبريل من السنة الجارية، أرسل قسم الشرطة المحلى رجالا له لحماية المستشفى.

ويدير هذا المستشفى ليو غوانغ تشن وزوجته ما مينغ تشي، من مقاطعة خه نان الصينية. ويبلغ عمر ليو غوانغ تشن 54 سنة، وكان يعمل مديرا لأحد مستشفيات مقاطعة خه نان لمدة عشر سنوات، قبل إدارة المستشفيات في الخارج. ومنذ عام 2007، قام ليو غوانغ تشن وزوجته بإدارة مستشفيات في دارفور والخرطوم السودانيتين، وجوبا وواو في جنوب السودان على التوالي.

وقرر ليو غوانغ تشن التوجه إلى أفريقيا، بعدما سمع تقديم الأوضاع للسودان من أحد الأطباء من الفريق الطبي الذي تم إرساله لتقديم المساعدات في أفريقيا، وشرح سبب مجيئه قائلا "أحب القيام بعلاج المرضى كطبيب".

ويتعاون ليو وزوجته مع أصدقائهما في إدارة مستشفاهما الأول في دارفور السودانية، وقالت ما مينغ تشي "لقد انفقنا جميع أموالنا تقريبا للاستثمار في المستشفى، حتى اقترضنا أموالا من الأصدقاء"، مضيفة أنها تدعم قرار زوجها ويساعد بعضهما البعض. وهى تكون مسؤولة عن الشؤون المالية في المستشفى، بيد أنها لا تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بشكل جيد، ولكن يمكنها أن تتحدث بصورة بسيطة بلهجة جنوب السودان، مع المرضى الذين يدفعون حساباتهم .

وجاء حسن عبد الله، البالغ من العمر 40 سنة، إلى المستشفى، قائلا إن فخذه يؤلمه بشدة بعد حادث مرور قبل أيام.

وقال ليو غوانغ تشن، بعد قيامه بفحص عبد الله، إن "ألم الفخذ لا يرجع إلى حادث المرور، ولكنه بسبب إصابة بحمى التيفوئيد، وتحتاج إلى أخذ حقنة وريدية". ويصاب السكان هنا بسهولة بالأمراض مثل حمى التيفوئيد والملاريا بسبب الطعام غير المنتظم وعادات المعيشة غير الجيدة.

وقد جاء عبد الله إلى مستشفى هوا يي (صداقة الصين) لثلاث مرات، قائلا "الأطباء هنا جيدون، وجئت هنا في المرة الماضية في حالة سيئة، لكن تحسنت كثيرا بعد العلاج ، وأثق بهذا المستشفى".

وأشار ليو غوانغ تشن بفخر إلى أن "مكانة مدينة واو في جنوب السودان تساوي شانغهاي في الصين، وعلى هذا الأساس، فإن مستشفى هوا يي هنا يعادل أحسن المستشفيات في شانغهاي. بيد أن هذا المستشفى الصغير وبالتصميم البسيط ، لا يمكن أن يعتبر "أحسن المستشفيات في شانغهاي" من مظهره، ولكن بالنسبة للمرضى، الذين لا يمكن أن تعالجهم المستشفيات المحلية في واو، يمكن نقلهم إلى هنا، حتى أن الكثير من المرضى الذين يعيشون بعيدا، يأتون إليه.

وعلى جدار مكتب ليو غوانغ تشن، صورة مكتوبة بالكلمات الصينية لنقاط الوخز البشرية، وقال ليو إنه يستخدم أحيانا الوخز بالإبر والتدليك للمساعدة في علاج الآلام الناجمة عن الروماتزم، ويفضل المحليون طريقة العلاج هذه، مضيفا أن مادة الأرتيميسينين المصنوعة في الصين حسنة لعلاج الملاريا ، ويمكن أن يشفى المرضى الذين أصيبوا بالملاريا خلال أيام، بعد أخذ حقنة وريدية تضم مادة الأرتيميسينين، والمحلول المغذي.

ويكتسب المستشفى سمعة جيدة بين المواطنين المحليين، حيث يسمي بعض المرضى ليو "الشخصية البارزة"، ويسلمون على ليو كلما يمرون بالمستشفى، ويحضرون له الفواكه التي يزرعونها. وقالت ما مينغ تشي إنه "ليس هناك أي إعلانات ، لكن يكتسب المستشفى السمعة عن طريق المرضى الذين يتلقون العلاج هنا، ويأتي بعض المرضى إلى هنا من أماكن بعيدة مشيا على الأقدام ، ويعبرون عن محبتهم للصينيين".

من المؤسف أن جنوب السودان لا تزال تعاني من الاضطرابات ، بعد استقلالها من السودان بعد الاستفتاء عام 2011 واندلاع الحرب الأهلية عام 2013. لكن ليو غوانغ تشين وزوجته غير قلقين إزاء الوضع الأمني في جنوب السودان. وبعد اجتياح الاضطرابات واسعة النطاق جنوب السودان في أبريل من السنة الجارية، أرسل قسم الشرطة بمدينة واو رجال الشرطة لحماية المستشفى. وقال ليو "لم يأت إلى المستشفى، لا القوات الحكومية ولا قوات المعارضة، حيث أنهم يعرفون أننا نعالج المرضى".

ويكون اللواء الهندسي والمجموعة الطبية ضمن قوات حفظ السلام الصينية، المقيمون في جنوب السودان (واو) في مكان على بعد يستغرق بضع دقائق بالسيارة، وصرح ليو غوانغ تشن "بأننا نسعى لمساعدة من قوات حفظ السلام الصينية على صيانة معداتنا وإمدادات موادنا، ونطمئن بسبب وجودهم".

وكان ليو وزوجته يفكران بمغادرة جنوب السودان في ظل الأوضاع المضطربة، وقالت ما مينغ تشي "في الماضي، كان المستشفى مليئا بالمرضى منذ الصباح كل يوم، لكن بعد اندلاع الحرب، أصبح المواطنون فقراء، والمرضى القادمون أقل فأقل".

لكن الزوجين الصينيين لا يريدان أن يتركا المرضى المحليين، وقد بكى أحد المرضى، لدى معرفته برغبة الزوجين في المغادرة، قائلا "من سيعالجنا إذا غادرتم"، وأكد ليو"بأننا قررنا عدم المغادرة على الفور بعد رؤية بكاء المريض".

وكان أكثر من 20 طبيبا وممرضة يعملون في المستشفى، لكن بسبب انخفاض الإيرادات ، يعمل حاليا أربعة أشخاص فقط هنا بما فيهم ليو غوانغ تشن وزوجته، وفني مختبر وصيدلي. وقال ليو إن بضعة عشر مريضا فقط يأتون إلى المستشفى كل يوم الآن ، وتتم معالجة المرضى أحيانا مجانا في حال أن لا يمكنهم دفع حسابهم، ومن الصعب كسب الإيرادات. لكن ليو قد قرر البقاء في واو، وأكد أن "المستشفى يهدف إلى علاج المرضى، ولا يمكن أن نهتم بالإيرادات فقط".

الصور

010020070790000000000000011101421366791751