تحقيق إخباري: اقبال شديد على التعلم في الأحياء الشرقية بحلب رغم تدمير المدارس

20:15:13 15-10-2017 | Arabic. News. Cn

حلب ــ سوريا 15 أكتوبر 2017 (شينخوا) جلس الطالب احمد يرسم على ساعد يد زميله عثمان علما سوريا في باحة المدرسة التي تعرضت للقصف والدمار أثناء تحرير الاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال سوريا)، وسط التفاف زملائه الاخرين حوله يتأملون هذا الطالب الذي يرسم العلم بثلاثة الوان الأحمر والأسود والابيض يتوسطه نجمتين خضراوين .

احمد الذي يبلغ من العمر 14 عاما، حرم من التعليم لمدة ثلاث سنوات اثناء سيطرت مقاتلي المعارضة المسلحة على الاحياء الشرقية في حلب، لم يتسلل اليأس إلى قبله، وظل يحلم بيوم يعود فيه إلى مقاعد الدارسة ليكمل تعليمه ويصبح طيارا يحمي بلاده من الطامعين فيها.

وقال احمد لمراسلي وكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء زيارتهم لمدرسة الشهيد إبراهيم التنبي في حي الصاخور بحلب الشرقية " انقطعت عن المدرسة اكثر من ثلاثة أعوام، خلال وجود المسلحين في احياء حلب ، وعملت في عدة مهن كي اساعد أهلي في الحصول على المال لتأمين ما يلزم الاسرة من طعام وشراب " ، معربا عن استيائه لتركه المدرسة، بسبب الأزمة ، مؤكدا أنه فرح كثيرا عندما تمكن الجيش السوري من تحرير احياء حلب من المسلحين .

وأضاف احمد الذي جلس في إحدى الغرف الصفية المسبقة الصنع التي بنيت في باحة المدرسة المدمرة جزئيا " انا الان في الصف الثامن وعندى رغبة شديدة للتعلم، والحصول على الشهادة الثانوية كي ادخل إلى الكلية الجوية وأصبح طيارا ادافع عن بلدي ضد الغزاة والطامعين " .

وروى احمد بحسرة شديدة كيف ان معظم رفاقه تركوا المدرسة مجبرين، بسبب سيطرة المسلحين على مدارسهم والتمرس بها ، مشيرا إلى ان المدرسة لم تعد مكانا آمنا للتعليم في فترة المعارك ، لهذا بقينا في المنزل.

وبدوره، قال محمد حزوري طالب في الصف الثامن أيضا في ذات المدرسة " انقطعت عن الدراسة والان عمري 15 عاما " ، مبينا أنه ينبغي أن يكون الان في الصف التاسع .

وتابع محمد وعيناه تلمعان من ضوء الشمس إن " السنوات الخمس التي مرت علينا كسرتنا، وجعلتنا نتأخر عن زملائنا في التعليم ، ولكن سوف نثابر ونجتهد ونعمل بجد كي نعوض ما فاتنا من دروس ونصل إلى ما نصبو إليه " .

وأضاف أنه خلال انقطاعه عن المدرسة في الفترة الماضية عمل في ورشة لاصلاح السيارات، مؤكدا إصراره على التعليم ، كي يصبح في المستقبل مهندسا يساهم في إعادة بناء مدينته التي دمرها الإرهاب .

قصص وروايات كثيره يختزنها تلاميذ حلب في ذاكرتهم خلال الفترة المؤلمة التي مرت عليهم اثناء تواجد المسلحين في احيائهم ، حرموا خلالها من كثير من الأشياء التي كان اقارنهم يحصلون عليها.

وقال الطالب سليم 14 عاما الذي يسكن في حي السكري بحلب " في الفترة الماضية حرمنا من أشياء كثيرة ، ولكن رغم ذلك لم نفقد الرغبة في التعلم ، ولدينا إصرار شديد على مواصل التعلم حتى نكون اشخاص ايجابيين في المجتمع " ، مشيرا إلى أن المسلحين أرادوا أن يخلقوا جيلا جاهلا في سوريا غير متعلم .

ومضى يقول " إن وجودنا في المدرسة الان هو أكبر دليل على حبنا للعلم " ، مؤكدا " سنتعلم وان كانت مدارسنا مدمرة ، لكن عزيمتنا قوية ولا نخشى شيئا " .

حب الدراسة والتعلم لم يقتصر على طلاب حلب فقط ، وانما امتد إلى طلاب نزحوا من الرقة وبعض المحافظات الأخرى إلى حلب رغبة في مواصلة التعلم، والعودة إلى مقاعد الدارسة .

عبد العزيز العثمان والد أحد الطلاب الذي هرب من الرقة بحثا عن الأمان أولا ، وتعليم أطفال ثانيا ، وصل الى حلب عبر رحلة محفوفة بالمخاطر .

وقال العثمان " عمري 47 عاما جئت من محافظة الرقة الى محافظة حلب منذ أسبوعين كي اعلم اولادي، لان تنظيم (داعش) قام بإغلاق المدارس منذ سيطرته على المدينة " ، مشيرا إلى أنه هرب من الرقة وقصد حلب " كي اعيد اطفالي الى المدرسة " .

وأضاف العثمان إن " اسرته مؤلفة من 6 أطفال ، ارغب بتسجيلهم في المدارس كي يتعلموا " ، متمنيا لهم مستقبلا زاهرا .

وأشار إلى أن اطفاله انقطعوا عن المدارس اكثر من عامين ، وكان يقوم بتدريسهم في المنزل كي يبقوا على تواصل مع الحرف .

وبدوره، قال محمد مصطفى الحسين مدرس اللغة العربية في مدرسة الشهيد إبراهيم التنبي في حي الصاخور " هناك اقبال وشغف شديد من قبل الطلاب للتعلم، وهناك رغبة شديد لدى الأهالي كي يرسلوا أبنائهم للمدرسة بعد هذا الانقطاع الطويل عن التعلم " .

وبين الحسين أن الانقطاع عن المدرسة أثر كثيرا على مستوى الطلاب ، لكن نحاول بشتى الوسائل للتعويض عما فاتهم بالدوام المكثف والدروس الكثيرة للطلاب.

وأشار إلى أن فكرة انشاء غرف صفية مسبقة الصنع فكرة جيدة تساهم في إعادة الطلاب الى مقاعد الدراسة من جديد .

من جانبه، بين سامر حلاق معاون مدير تربية حلب أن محافظة حلب كان يوجد فيها 4040 مدرسة، مؤكدا ان موجود منها داخل الخدمة حوالي 950 مدرسة .

وقال حلاق إن " هذه المدراس فيها دمار كبير، ولكن مديرية التربية استطاعت ان تجد حلولا جزئية البعض منهم تم استثمار 10 غرف صفية وبعضها الاخر لم نستطيع الدخول اليها بسبب ان المدرسة مهدمة بشكل كامل " .

واكد أن الارهابيين استولى على المدارس وحولوها إلى مقرات لتصنيع العبوات المتفجرة ، مبينا أن هذا الشيء كان له أثر سيء في موضوع التهديم الذي تعرضت له المدارس.

وأوضح حلاق أن عدد التلاميذ قبل الازمة في مرحلة التعليم الأساسي مليون و250 الف طفل موزعين على انحاء المحافظة وعلى 4040 مدرسة ، مبينا أن عدد التلاميذ الان حوالي 450 الف تلميذ التحق بالمدارس.

ولفت حلاق إلى وجود مشكلة تواجه العملية التعليمية وهي أن عددا كبيرا من المدارس تعرض للقصف والدمار ومعظمها مدمر وغير مؤهل، موضحا أن وزارة التربية في سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية لجأت إلى إيجاد حلول جزئية وإقامة بعض الغرف الصفية المسبقة الصنع في باحة المدرسة.

وأعرب عن اسفه الشديد لقيام المسلحين بحرق اثاث المدارس بالإضافة لمنع التلاميذ من الالتحاق بالمدارس ، كي يخلقوا جيلا جاهلا غير متعلم، مؤكدا أن الحكومة السورية خطت خطوات مهمة لاستيعاب اكبر عدد من الطلاب الراغبين بالتعلم في احياء حلب الشرقية.

وتشير إحصائيات أخيرة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، أن ما يقارب 1.7 مليون طفل سوري دون تعليم، بعد خروج مدارسهم عن الخدمة، والظروف السيئة التي فرضت عليهم النزوح إلى غير مناطقهم.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: اقبال شديد على التعلم في الأحياء الشرقية بحلب رغم تدمير المدارس

新华社 | 2017-10-15 20:15:13

حلب ــ سوريا 15 أكتوبر 2017 (شينخوا) جلس الطالب احمد يرسم على ساعد يد زميله عثمان علما سوريا في باحة المدرسة التي تعرضت للقصف والدمار أثناء تحرير الاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال سوريا)، وسط التفاف زملائه الاخرين حوله يتأملون هذا الطالب الذي يرسم العلم بثلاثة الوان الأحمر والأسود والابيض يتوسطه نجمتين خضراوين .

احمد الذي يبلغ من العمر 14 عاما، حرم من التعليم لمدة ثلاث سنوات اثناء سيطرت مقاتلي المعارضة المسلحة على الاحياء الشرقية في حلب، لم يتسلل اليأس إلى قبله، وظل يحلم بيوم يعود فيه إلى مقاعد الدارسة ليكمل تعليمه ويصبح طيارا يحمي بلاده من الطامعين فيها.

وقال احمد لمراسلي وكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء زيارتهم لمدرسة الشهيد إبراهيم التنبي في حي الصاخور بحلب الشرقية " انقطعت عن المدرسة اكثر من ثلاثة أعوام، خلال وجود المسلحين في احياء حلب ، وعملت في عدة مهن كي اساعد أهلي في الحصول على المال لتأمين ما يلزم الاسرة من طعام وشراب " ، معربا عن استيائه لتركه المدرسة، بسبب الأزمة ، مؤكدا أنه فرح كثيرا عندما تمكن الجيش السوري من تحرير احياء حلب من المسلحين .

وأضاف احمد الذي جلس في إحدى الغرف الصفية المسبقة الصنع التي بنيت في باحة المدرسة المدمرة جزئيا " انا الان في الصف الثامن وعندى رغبة شديدة للتعلم، والحصول على الشهادة الثانوية كي ادخل إلى الكلية الجوية وأصبح طيارا ادافع عن بلدي ضد الغزاة والطامعين " .

وروى احمد بحسرة شديدة كيف ان معظم رفاقه تركوا المدرسة مجبرين، بسبب سيطرة المسلحين على مدارسهم والتمرس بها ، مشيرا إلى ان المدرسة لم تعد مكانا آمنا للتعليم في فترة المعارك ، لهذا بقينا في المنزل.

وبدوره، قال محمد حزوري طالب في الصف الثامن أيضا في ذات المدرسة " انقطعت عن الدراسة والان عمري 15 عاما " ، مبينا أنه ينبغي أن يكون الان في الصف التاسع .

وتابع محمد وعيناه تلمعان من ضوء الشمس إن " السنوات الخمس التي مرت علينا كسرتنا، وجعلتنا نتأخر عن زملائنا في التعليم ، ولكن سوف نثابر ونجتهد ونعمل بجد كي نعوض ما فاتنا من دروس ونصل إلى ما نصبو إليه " .

وأضاف أنه خلال انقطاعه عن المدرسة في الفترة الماضية عمل في ورشة لاصلاح السيارات، مؤكدا إصراره على التعليم ، كي يصبح في المستقبل مهندسا يساهم في إعادة بناء مدينته التي دمرها الإرهاب .

قصص وروايات كثيره يختزنها تلاميذ حلب في ذاكرتهم خلال الفترة المؤلمة التي مرت عليهم اثناء تواجد المسلحين في احيائهم ، حرموا خلالها من كثير من الأشياء التي كان اقارنهم يحصلون عليها.

وقال الطالب سليم 14 عاما الذي يسكن في حي السكري بحلب " في الفترة الماضية حرمنا من أشياء كثيرة ، ولكن رغم ذلك لم نفقد الرغبة في التعلم ، ولدينا إصرار شديد على مواصل التعلم حتى نكون اشخاص ايجابيين في المجتمع " ، مشيرا إلى أن المسلحين أرادوا أن يخلقوا جيلا جاهلا في سوريا غير متعلم .

ومضى يقول " إن وجودنا في المدرسة الان هو أكبر دليل على حبنا للعلم " ، مؤكدا " سنتعلم وان كانت مدارسنا مدمرة ، لكن عزيمتنا قوية ولا نخشى شيئا " .

حب الدراسة والتعلم لم يقتصر على طلاب حلب فقط ، وانما امتد إلى طلاب نزحوا من الرقة وبعض المحافظات الأخرى إلى حلب رغبة في مواصلة التعلم، والعودة إلى مقاعد الدارسة .

عبد العزيز العثمان والد أحد الطلاب الذي هرب من الرقة بحثا عن الأمان أولا ، وتعليم أطفال ثانيا ، وصل الى حلب عبر رحلة محفوفة بالمخاطر .

وقال العثمان " عمري 47 عاما جئت من محافظة الرقة الى محافظة حلب منذ أسبوعين كي اعلم اولادي، لان تنظيم (داعش) قام بإغلاق المدارس منذ سيطرته على المدينة " ، مشيرا إلى أنه هرب من الرقة وقصد حلب " كي اعيد اطفالي الى المدرسة " .

وأضاف العثمان إن " اسرته مؤلفة من 6 أطفال ، ارغب بتسجيلهم في المدارس كي يتعلموا " ، متمنيا لهم مستقبلا زاهرا .

وأشار إلى أن اطفاله انقطعوا عن المدارس اكثر من عامين ، وكان يقوم بتدريسهم في المنزل كي يبقوا على تواصل مع الحرف .

وبدوره، قال محمد مصطفى الحسين مدرس اللغة العربية في مدرسة الشهيد إبراهيم التنبي في حي الصاخور " هناك اقبال وشغف شديد من قبل الطلاب للتعلم، وهناك رغبة شديد لدى الأهالي كي يرسلوا أبنائهم للمدرسة بعد هذا الانقطاع الطويل عن التعلم " .

وبين الحسين أن الانقطاع عن المدرسة أثر كثيرا على مستوى الطلاب ، لكن نحاول بشتى الوسائل للتعويض عما فاتهم بالدوام المكثف والدروس الكثيرة للطلاب.

وأشار إلى أن فكرة انشاء غرف صفية مسبقة الصنع فكرة جيدة تساهم في إعادة الطلاب الى مقاعد الدراسة من جديد .

من جانبه، بين سامر حلاق معاون مدير تربية حلب أن محافظة حلب كان يوجد فيها 4040 مدرسة، مؤكدا ان موجود منها داخل الخدمة حوالي 950 مدرسة .

وقال حلاق إن " هذه المدراس فيها دمار كبير، ولكن مديرية التربية استطاعت ان تجد حلولا جزئية البعض منهم تم استثمار 10 غرف صفية وبعضها الاخر لم نستطيع الدخول اليها بسبب ان المدرسة مهدمة بشكل كامل " .

واكد أن الارهابيين استولى على المدارس وحولوها إلى مقرات لتصنيع العبوات المتفجرة ، مبينا أن هذا الشيء كان له أثر سيء في موضوع التهديم الذي تعرضت له المدارس.

وأوضح حلاق أن عدد التلاميذ قبل الازمة في مرحلة التعليم الأساسي مليون و250 الف طفل موزعين على انحاء المحافظة وعلى 4040 مدرسة ، مبينا أن عدد التلاميذ الان حوالي 450 الف تلميذ التحق بالمدارس.

ولفت حلاق إلى وجود مشكلة تواجه العملية التعليمية وهي أن عددا كبيرا من المدارس تعرض للقصف والدمار ومعظمها مدمر وغير مؤهل، موضحا أن وزارة التربية في سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية لجأت إلى إيجاد حلول جزئية وإقامة بعض الغرف الصفية المسبقة الصنع في باحة المدرسة.

وأعرب عن اسفه الشديد لقيام المسلحين بحرق اثاث المدارس بالإضافة لمنع التلاميذ من الالتحاق بالمدارس ، كي يخلقوا جيلا جاهلا غير متعلم، مؤكدا أن الحكومة السورية خطت خطوات مهمة لاستيعاب اكبر عدد من الطلاب الراغبين بالتعلم في احياء حلب الشرقية.

وتشير إحصائيات أخيرة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، أن ما يقارب 1.7 مليون طفل سوري دون تعليم، بعد خروج مدارسهم عن الخدمة، والظروف السيئة التي فرضت عليهم النزوح إلى غير مناطقهم.

الصور

010020070790000000000000011100001366814391