باريس 15 أكتوبر 2017 (شينخوا) قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد بأول ظهور تليفزيوني له منذ توليه مهام منصبه في 7 مايو الماضي ، حيث هدف من ذلك إلى توضيح إصلاحاته المثيرة للجدل التي قوبلت بالنقد من المستائين منها الذين وصفوها بأنها تحابي الأغنياء .

وذكر ماكرون لشبكة ((تي أف 1)) التليفزيونية في رد على الانتقادات المتزايدة لخارطة طريقه التي تحابي الليبراليين "إنني رئيس جميع الفرنسيين".

وقال رئيس الدولة (39 عاما) "إننا نهتم بفرنسا حيث لا تسير الأمور على ما يرام"، مؤكدا بقوله "إنني انفذ ما وعدت به خلال الحملة الانتخابية ... ستكون هناك دوما معارضات وتعليقات...أنا لست هنا للإدارة أو الإصلاح ، وإنما لمباشرة عملية التحول".

فقد تراجعت معدلات تأييد ماكرون منذ انتخابه قبل خمسة أشهر، ويرجع ذلك إلى الإصلاحات العمالية وتخفيضات الميزانية وخفض الإعانات السكنية، حيث أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد (إيفوب) وظهرت نتائجه في سبتمبر أن 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم غير راضين عن سياسة الرئيس. ورغم انخفاض النسبة عن 57 في المائة المسجلة في أغسطس ، إلا أنها مازالت مرتفعة.

وفي إشارة أخرى إلى تزايد الضغوط الاجتماعية ، تعرض ماكرون الليبرالي لانتقادات لاذعة في أول مظاهرات تقام في الشوارع احتجاجا على مقترحه خفض ضريبة الثروة وتقليص قواعد قانون العمل، التي يقول المعارضون إنها ليست في صالح العمال ذوي الدخل المنخفض.

-- وعد عامين

وفي مقابلة استمرت 70 دقيقة،استشهد ماكرون بزيادة مطردة في مطالبات العاطلين عن العمل كمثال على "الضعف الفرنسي".

وقال "لكي يتحسن مجتمعنا، نحن بحاجة إلى أشخاص ينجحون .ولا ينبغي أن نكون غيورين منهم، بل يجب أن نقول لهم (رائع)"، مضيفا أن "معدل البطالة يتناقص تدريجيا، وسترون التأثير الكامل للإصلاحات التي تجريها الحكومة في غضون عام ونصف إلى عامين".

وأوضح ماكرون أن قانون العمل الجديد سيتيح "مرونة" للشركات الصغيرة لتمكينها من خلق فرص عمل.

وبالنسبة لوعده بخفض معدل البطالة الذي يقف حاليا عند 9.7 في المائة، أعلن ماكرون أنه سيتم تخصيص 15 مليار يورو (17.72 مليار دولار أمريكي) لتدريب الباحثين عن عمل.

وقال إن "العاطلين عن العمل يحتاجون إلى تدريب أكثر من ذلك بكثير. فالأشخاص الذين لم يجدوا فرصة عمل منذ أمد طويل هم دوما من الرجال والنساء الذين ليس لديهم مهارات تمكنهم من العثور على وظيفة".

-- أجندة دبلوماسية

وحول قرار واشنطن عدم التصديق على الاتفاق النووي الإيراني ، ذكر ماكرون "لقد أوضحت (للرئيس الأمريكي) أن تشديد الأمور مع إيران ليس فكرة جيدة".

ولدى تأكيده على معارضة باريس لتعامل الولايات المتحدة مع الأزمة الإيرانية ، شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة إجراء "حوار عاجل" مع طهران.

ومن ناحية أخرى، أعلن أنه سيزور إيران "في الوقت المناسب". وفي حال تأكيد ذلك، سيكون أول مسؤول فرنسي رفيع المستوى يزور هذا البلد منذ عام 1976.

وردا على سؤال حول سياسة الرئيس الأمريكي الخارجية غير القابلة للتنبؤ، أشار ماكرون إلى أن "الولايات المتحدة ستظل حليفنا الرئيسي في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل".

وذكر "إنني اتحدث باستمرار مع الرئيس الأمريكي"، مضيفا بقوله حتى إن كانت هناك خلافات حول قضيتي المناخ وإيران.