القاهرة 16 نوفمبر 2017 (شينخوا) مجتمع الشطرنج في مصر رغم قلة عدد أعضائه مقارنة بالألعاب الأخرى، لديه مشاهيره ومعجبيه والمقاهي والتجمعات الخاصة به، إلا أن الشطرنج ليس منتشر بالشكل الكافي في البلد العربي الأكثر سكانا، والذي لدى معظمهم هوس بكرة القدم.
وحيث أن مصر حققت مؤخرا المركز 47 عالميا في لعبة الشطرنج، وأحد لاعبي المنتخب المصري تم تصنيفه مؤخرا في المركز الـ 45 في الترتيب العالمي لأول مرة في تاريخ مصر، فإن مجتمع الشطرنج المصري يأمل في انتشار أكبر للعبة الملوك.
ويعد اللاعب والطبيب باسم سمير أمين البالغ من العمر 29 عاما أحد نجوم اللعبة في مصر، حيث أنه حامل اللقب في مصر وافريقيا والعالم العربي، والمصنف رقم 45 عالميا بحسب الاتحاد الدولي للشطرنج.
ولا يرغب أمين في الشهرة لنفسه بقدر مايحث الدولة على الاهتمام بالشطرنج، ويطالب باهتمام اعلامي أوسع برياضة الشطرنج ومسابقاتها المحلية والدولية.
ويقول اللاعب لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مشكلتنا الرئيسية كلاعبي المنتخب الوطني المصري للشطرنج أننا ليس لدينا مدرب أجنبي، ونحن حققنا انجازات وميداليات ذهبية كثيرة لمصر بدون مدرب أجنبي أو دعم مالي".
وأضاف أمين الذي حقق مؤخرا 2700 نقطة لينضم لنادي الصفوة في الشطرنج على مستوى العالم "نحن أيضا بحاجة إلى رعاة من رجال الأعمال للعبة الشطرنج، والذين بدورهم سيحتاجون دعاية لأنشطتهم ومنتجاتهم في المقابل، لذلك على اتحاد الشطرنج المصري أن يعمل على تكثيف التغطية الاعلامية للشطرنج من أجل نشر اللعبة وجذب الرعاة".
وفي أحد المقاهي الشعبية قرب وسط القاهرة التفت مجموعة من لاعبي الشطرنج حول طاولتين على كل منهما رقعة شطرنج وساعة رقمية ليتبادلوا الأدوار في مسابقة للشطرنج الخاطف فيما بينهم.
وبينما بدت مجموعة لاعبي الشطرنج منعزلة عن باقي رواد المقهى الذين يلعبون ألعاب ترفيهية أخرى مثل النرد والدومينو ولعبة الورق، إلا أنهم كانوا يستمتعون بعالمهم الخاص ومعاركهم الذكية.
ورأى ولاء ثروت مدرب شطرنج وحاصل على لقب بطولة الجمهورية لعدة سنوات أن "انتشار لعبة الشطرنج في مصر يمكن تحقيقه عن طريق اتجاهات مختلفة أهمها ادخال الشطرنج في المدارس، وعلى اتحاد الشطرنج أيضا زيادة عدد المسابقات المحلية لتوسيع قاعدة المشاركين ونشر اللعبة في انحاء البلاد".
وأضاف ثروت أن بعض الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك تعزف عن ادخال الشطرنج ضمن أنشطتها وتراها رياضة غير مربحة وهو ما وصفه بقصر النظر لأن مثل هذه الأندية الكبرى يجب أن تهتم بالرياضة أولا قبل جني الأرباح.
وقال ثروت الذي يعمل مديرا بشركة مصر للطيران إن لعبة الشطرنج تجمع الناس من مختلف المهن والمراكز منهم رجال الأعمال والأطباء والنقاد الفنيين والمهندسين وغيرهم، مضيفا "لايعتمد أحد منا على الشطرنج كمصدر للدخل فقليل جدا من يفعل ذلك".
وتعتبر المقاهي هي أماكن التجمع المعتادة لدى لاعبي الشطرنج سواء هواة أو محترفين، وسواء في المدن الكبرى مثل القاهرة والجيزة والأسكندرية أو المدن الأخرى في أنحاء البلاد، حتى أن أصحاب المقاهي والعاملين بها يفضلون الزوار من لاعبي الشطرنج نظرا لحسن خلقهم وهدوئهم واحترامهم.
ويقول محمد عبد الفتاح صاحب أحد المقاهي بالقاهرة، " لدينا أكثر من طاولة للشطرنج، وأعتقد أنها من أفضل الألعاب الترفيهية في مصر، ويمتاز رواد المقهى من لاعبي الشطرنج بحسن الخلق حيث أنهم لايسبون ولا يتلفظون بأي لفظ خارج".
من جانبه، يقول المهندس الفيزيائي ورجل الأعمال مازن عبدالحميد، وهو أحد لاعبي الشطرنج المميزين أن اللعبة تشغل حوالي 50 بالمائة من حياة محترفيها.
واضاف عبدالحميد لوكالة أنباء ((شينخوا)) في أحد مقاهي القاهرة "أمارس لعبة الشطرنج منذ أن كنت في الثانية عشر من عمري ولم أتوقف حتى الأن، حتى أنني عندما أذهب إلى روسيا وأوربا في زيارات عمل فأنا ألعب الشطرنج هناك".
وحث الدولة بتدريس الشطرنج في فصول خاصة بالمدارس وانتاج برامج تليفزيونية لتعليم الشطرنج للأطفال، منوها إلى أن الاتحاد السوفيتي سابقا فعل ذلك والنتيجة انه كان لديه العدد الأكبر من أساتذة الشطرنج الدوليين في العالم.
ويحاول الاتحاد المصري للشطرنج الذي تم انشاؤه عام 1894 ويحتفل حاليا بالذكرى 123 على انشائه، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة العمل على حل شكاوى لاعبي المنتخب الوطني ، ونشر اللعبة في البلاد، حيث أن مصر تحتل حاليا المركز 47 من بين 189 دولة حول العالم وتحتل المركز الأول أفريقيا وعربيا.
وقال رئيس الاتحاد المصري للشطرنج هشام الجندي "نعمل على نشر اللعبة ومن أجل ذلك وبجانب اقامة مسابقات الدوري الممتاز نقيم مسابقات فردية للرجال والسيدات ومسابقات أخرى للفئات العمرية المختلفة تتراوح بين 8 - 20 سنة، ولدينا ايضا مسابقات مفتوحة مثل مسابقة جولدن كليوباترا التي تعد من أقوى المسابقات السنوية الدولية والتي سوف تعقد في ديسمبر القادم.
وكشف الجندي لوكالة انباء ((شينخوا)) عن نية الاتحاد تنظيم مسابقة دولية جديدة بمنتجع شرم الشيخ في فبراير 2018 وسوف تصل إجمالي جوائزها 30 ألف دولار، مما سوف يجذب عدد كبير من أساتذة اللعبة الدوليين للمشاركة.
وأكد أن الاستعانة بمدرب أجنبي للفريق الوطني هو مطلب مشروع ونحن نعمل مع وزارة الشباب والرياضة في هذا الصدد وسوف تكون هناك أخبار جيدة في المستقبل القريب.
واختتم الجندي تصريحاته قائلا "لقد تم ادخال الشطرنج بالفعل في عدد من المدارس الابتدائية بأربع محافظات مصرية وسوف نتوسع في هذا الأمر تدريجيا"، مضيفا أن التغطية الاعلامية لأنشطة الشطرنج شهدت تحسنا ملحوظا على مدار العامين السابقين.