مقالة خاصة: الناجون من هجوم "مسجد الروضة" لن يغادروا قريتهم في سيناء والقبائل تستنفر ضد داعش

06:26:23 26-11-2017 | Arabic. News. Cn

الاسماعيلية، مصر 25 نوفمبر 2017 (شينخوا) بينما كان محمود علي يجلس بجوار منبر مسجد "الروضة" في محافظة شمال سيناء مستمعا إلى خطبة صلاة الجمعة، ألقى أحد الإرهابيين قنبلة من نافذة المسجد، ما أدى إلى إراقة دماء بعض المصلين في وسط المسجد.

ويعمل محمود علي (33 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، في محل بقالة في قرية الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، شمال شرق القاهرة.

وقتل 305 أشخاص، من بينهم 27 طفلا، وأصيب 128 آخرون في هجوم إرهابي استهدف المسجد، ونفذته عناصر تكفيرية يتراوح عددها ما بين 25 إلى 30 عنصرا، ترفع علم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الإرهابي، وذلك مع بداية خطبة صلاة الجمعة، بحسب ما أعلنت السلطات المصرية.

وحاصر المسلحون المسجد قبل إطلاق النيران، حيث اتخذوا مواقع أمام باب المسجد ونوافذه، وهم يحملون الأسلحة الآلية، ويرفع أحدهم راية سوداء مدون عليها عبارة " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله" وفق بيان للنيابة العامة المصرية.

وقال علي لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (السبت)، " عندما بدأ المصلون في الصراخ وهموا بالخروج من المسجد بعد انفجار القنبلة، دخل عدة ملثمين بأسلحة آلية وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المصلين بعد أن قالوا الله أكبر".

وأضاف "لقد اختبأت خلف المنبر، ورغم ذلك أصيبت بطلقتين في رجلي"، ووصف الوضع بأنه كان "مرعبا وفوضويا"، حيث " انتشرت الجثث والدماء في كل مكان في المسجد".

وتابع علي الذي أجريت له عملية جراحية ويرقد حاليا في مستشفى القنطرة، " أعرف ثلاثة أشقاء قتلوا في أثناء الهجوم على المسجد".

وعلى الرغم من ذلك، أكد علي أنه باق في قريته ولن يغادرها مهما حدث.

وأمام مستشفى جامعة قناة السويس بمحافظة الاسماعيلية شرق القاهرة، كان سامي محمد يجلس مع مجموعة من أقاربه بعد الاطمئنان على صحة نجل خالته الذي أصيب في الهجوم الإرهابي على المسجد.

وقال محمد لـ (شينخوا) إنه "بعد صلاة الجمعة جاءني تليفون من قريب قال لي إن ابن خالتي مجدي رزق أصيب وأن ابنه أمير قتل في الهجوم".

ويعمل مجدي رزق مدرسا في مدينة بئر العبد، التي انتقل إليها منذ أكثر من 20 عاما قادما من محافظة المنوفية شمال القاهرة.

ولم يكن رزق صوفيا، ولم ينتم إلى طائفة أو مذهب معين، حسب محمد.

ويعد مسجد الروضة أكبر مساجد الجماعة الصوفية في شمال سيناء.

وأصيب رزق بثلاثة رصاصات، اثنتان في قدمه وواحدة في كتفه، وأجريت له عملية جراحية ناجحة، وحالته الصحية مستقرة، بينما قتل نجله أمير الذي أنهى لتوه كلية التمريض.

وأضاف محمد بلهجة عامية يملؤها الحزن والأسى، "ملحقناش ندفن ابننا، دفن مع غيره في مقبرة جماعية".

وأكد نقلا عن رزق، أن الأخير لن يترك مدينة بئر العبد، وأنه سيعود إليها بمجرد شفائه.

ودعا محمد المصريين إلى أن "يتماسكوا وأن يقفوا خلف الجيش والشرطة" للقضاء على الجماعات الإرهابية.

أما عودة أبوعطوة البياضي أحد شيوخ قبيلة البياضية بشمال سيناء، فوصف الهجوم بأنه "عمل إرهابي خسيس.. نفذه ناس ليس لديهم دين أو رحمة".

وقال البياضي، الذي كان يطمئن على حالة الضحايا في مستشفى جامعة قناة السويس بالاسماعيلية، إن الهجوم "إرهاب تشجبه كل قبائل سيناء، وعمل فظيع لا يقبله أى إنسان".

واعتبر البياضي الذي يعرف ثلاثة من عائلة واحدة قتلوا في الحادث، منفذي الهجوم "مدسوسين على أهل سيناء".

وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي تسليح مجموعة، ولتكن 50 رجلا من كل قرية، في شمال سيناء تحت إدارة الجيش، من أجل المساعدة في محاربة الإرهاب.

وتابع بلهجة استنكارية، ان الإرهابيين قتلوا أناسا كانوا يصلون في المسجد، مضيفا أن "الناس عزل هتحارب (الإرهابيين) بإيه".

في حين رأى إبراهيم رفيع نائب رئيس مجلس القبائل العربية، ان "الحادث الذي أدمى القلوب والذي يمثل اعتداء على ناس آمنين ضيوف على الله في بيت من بيوته يعد تطورا غير عادي في ملف الإرهاب".

وقال إن الإرهابيين استهدفوا "المتصوفين، وهم ناس طلقوا الدنيا وأقبلوا على الله، لظنهم أن التصوف ضد الدين، لكنهم لا يفهمون الدين".

وأوضح أن "قوات الجيش والشرطة قادرة على التصدي لهؤلاء الإرهابيين"، ودعا القبائل في شمال سيناء إلى التعاون مع قوات الأمن وإمدادها بالمعلومات.

وعد هذا الحادث "القشة التي قصمت ظهر البعير، في ظل حالة الاستنفار الكبيرة وغير العادية من أبناء القبائل لوأد هذا الإرهاب والتطرف".

من جانبه، قال جازي سعد عضو البرلمان المصري عن شمال سيناء إن " استهداف الإرهابيين الناس العزل في بيوت العبادة مؤشر خطير".

وتمنى أن "يكون هناك رد قوى" من قوات الأمن على "هذه الجريمة البشعة، التي تعد الأولى من نوعها في مصر.

وتوقع سعد أن يكرر الإرهابيون هذا الهجوم بعد أن أثبتوا أنهم يستهدفون الشعب المصري كله وليس فئات معينة، ودعا قوات الأمن إلى الحذر.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: الناجون من هجوم "مسجد الروضة" لن يغادروا قريتهم في سيناء والقبائل تستنفر ضد داعش

新华社 | 2017-11-26 06:26:23

الاسماعيلية، مصر 25 نوفمبر 2017 (شينخوا) بينما كان محمود علي يجلس بجوار منبر مسجد "الروضة" في محافظة شمال سيناء مستمعا إلى خطبة صلاة الجمعة، ألقى أحد الإرهابيين قنبلة من نافذة المسجد، ما أدى إلى إراقة دماء بعض المصلين في وسط المسجد.

ويعمل محمود علي (33 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، في محل بقالة في قرية الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، شمال شرق القاهرة.

وقتل 305 أشخاص، من بينهم 27 طفلا، وأصيب 128 آخرون في هجوم إرهابي استهدف المسجد، ونفذته عناصر تكفيرية يتراوح عددها ما بين 25 إلى 30 عنصرا، ترفع علم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الإرهابي، وذلك مع بداية خطبة صلاة الجمعة، بحسب ما أعلنت السلطات المصرية.

وحاصر المسلحون المسجد قبل إطلاق النيران، حيث اتخذوا مواقع أمام باب المسجد ونوافذه، وهم يحملون الأسلحة الآلية، ويرفع أحدهم راية سوداء مدون عليها عبارة " أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله" وفق بيان للنيابة العامة المصرية.

وقال علي لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (السبت)، " عندما بدأ المصلون في الصراخ وهموا بالخروج من المسجد بعد انفجار القنبلة، دخل عدة ملثمين بأسلحة آلية وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المصلين بعد أن قالوا الله أكبر".

وأضاف "لقد اختبأت خلف المنبر، ورغم ذلك أصيبت بطلقتين في رجلي"، ووصف الوضع بأنه كان "مرعبا وفوضويا"، حيث " انتشرت الجثث والدماء في كل مكان في المسجد".

وتابع علي الذي أجريت له عملية جراحية ويرقد حاليا في مستشفى القنطرة، " أعرف ثلاثة أشقاء قتلوا في أثناء الهجوم على المسجد".

وعلى الرغم من ذلك، أكد علي أنه باق في قريته ولن يغادرها مهما حدث.

وأمام مستشفى جامعة قناة السويس بمحافظة الاسماعيلية شرق القاهرة، كان سامي محمد يجلس مع مجموعة من أقاربه بعد الاطمئنان على صحة نجل خالته الذي أصيب في الهجوم الإرهابي على المسجد.

وقال محمد لـ (شينخوا) إنه "بعد صلاة الجمعة جاءني تليفون من قريب قال لي إن ابن خالتي مجدي رزق أصيب وأن ابنه أمير قتل في الهجوم".

ويعمل مجدي رزق مدرسا في مدينة بئر العبد، التي انتقل إليها منذ أكثر من 20 عاما قادما من محافظة المنوفية شمال القاهرة.

ولم يكن رزق صوفيا، ولم ينتم إلى طائفة أو مذهب معين، حسب محمد.

ويعد مسجد الروضة أكبر مساجد الجماعة الصوفية في شمال سيناء.

وأصيب رزق بثلاثة رصاصات، اثنتان في قدمه وواحدة في كتفه، وأجريت له عملية جراحية ناجحة، وحالته الصحية مستقرة، بينما قتل نجله أمير الذي أنهى لتوه كلية التمريض.

وأضاف محمد بلهجة عامية يملؤها الحزن والأسى، "ملحقناش ندفن ابننا، دفن مع غيره في مقبرة جماعية".

وأكد نقلا عن رزق، أن الأخير لن يترك مدينة بئر العبد، وأنه سيعود إليها بمجرد شفائه.

ودعا محمد المصريين إلى أن "يتماسكوا وأن يقفوا خلف الجيش والشرطة" للقضاء على الجماعات الإرهابية.

أما عودة أبوعطوة البياضي أحد شيوخ قبيلة البياضية بشمال سيناء، فوصف الهجوم بأنه "عمل إرهابي خسيس.. نفذه ناس ليس لديهم دين أو رحمة".

وقال البياضي، الذي كان يطمئن على حالة الضحايا في مستشفى جامعة قناة السويس بالاسماعيلية، إن الهجوم "إرهاب تشجبه كل قبائل سيناء، وعمل فظيع لا يقبله أى إنسان".

واعتبر البياضي الذي يعرف ثلاثة من عائلة واحدة قتلوا في الحادث، منفذي الهجوم "مدسوسين على أهل سيناء".

وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي تسليح مجموعة، ولتكن 50 رجلا من كل قرية، في شمال سيناء تحت إدارة الجيش، من أجل المساعدة في محاربة الإرهاب.

وتابع بلهجة استنكارية، ان الإرهابيين قتلوا أناسا كانوا يصلون في المسجد، مضيفا أن "الناس عزل هتحارب (الإرهابيين) بإيه".

في حين رأى إبراهيم رفيع نائب رئيس مجلس القبائل العربية، ان "الحادث الذي أدمى القلوب والذي يمثل اعتداء على ناس آمنين ضيوف على الله في بيت من بيوته يعد تطورا غير عادي في ملف الإرهاب".

وقال إن الإرهابيين استهدفوا "المتصوفين، وهم ناس طلقوا الدنيا وأقبلوا على الله، لظنهم أن التصوف ضد الدين، لكنهم لا يفهمون الدين".

وأوضح أن "قوات الجيش والشرطة قادرة على التصدي لهؤلاء الإرهابيين"، ودعا القبائل في شمال سيناء إلى التعاون مع قوات الأمن وإمدادها بالمعلومات.

وعد هذا الحادث "القشة التي قصمت ظهر البعير، في ظل حالة الاستنفار الكبيرة وغير العادية من أبناء القبائل لوأد هذا الإرهاب والتطرف".

من جانبه، قال جازي سعد عضو البرلمان المصري عن شمال سيناء إن " استهداف الإرهابيين الناس العزل في بيوت العبادة مؤشر خطير".

وتمنى أن "يكون هناك رد قوى" من قوات الأمن على "هذه الجريمة البشعة، التي تعد الأولى من نوعها في مصر.

وتوقع سعد أن يكرر الإرهابيون هذا الهجوم بعد أن أثبتوا أنهم يستهدفون الشعب المصري كله وليس فئات معينة، ودعا قوات الأمن إلى الحذر.

الصور

010020070790000000000000011100001367794701