القاهرة 6 ديسمبر 2017 (شينخوا) أعلنت جامعة الدول العربية اليوم (الأربعاء)، أن وزراء الخارجية العرب سوف يعقدون اجتماعا طارئا السبت المقبل بشأن القدس.
وذكر السفير سعيد أبو علي أمين عام مساعد الجامعة العربية، أن مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب سيعقد اجتماعا طارئا السبت المقبل لبحث القرار الأمريكي بشأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وأوضح في تصريح للصحفيين، أن لجنة مبادرة السلام العربية سوف تعقد أيضا اجتماعا طارئا في ذات اليوم على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء.
وتضم اللجنة كلا من الأردن (رئيسا) وعضوية مصر والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان والمغرب واليمن إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
واعتبر أبوعلي أن القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، " بالغ الخطورة واعتداء جسيم على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حقوق العرب والمسلمين والمسيحيين".
ووصف القرار الأمريكي بأنه "انحياز أعمى" لإسرائيل " وانتهاك جسيم غير مسبوق للقرارات الدولية خاصة أن من يقوم بهذا الانتهاك هي دولة دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي".
وقال إن " الولايات المتحدة الأمريكية دولة كبرى من المفترض أن يكون لها دور لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي وليس الإقدام على خطوات رعناء تسهم بصورة مباشرة وجدية في تقويض أسس السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها وما يمثله من انعكاسات على العالم بأسره".
وأكد أن " تلك الخطوة الأمريكية غير المسبوقة تتناقض مع الاتفاقيات التعاقدية بما فيها اتفاقية أوسلو التي نصت على أن تكون القدس أحد موضوعات التفاوض النهائي ومنع التصرف الأحادي في موضوع القدس مثل باقي الموضوعات الأخرى".
وردا على سؤال حول عناصر التحرك العربي التي سيتم تدارسها خلال الاجتماعين الوزاريين السبت المقبل، لاسيما أن هناك قرارا أصدرته القمة العربية التي عقدت في عمّان في عام 1980 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنقل سفارتها للقدس، قال أبوعلي إن "هذه الأمور سيتم تدارسها خلال اجتماعات السبت المقبل لكن العناوين الرئيسية التي سيتم مناقشتها هو ما يخدم الموقف العربي الرافض بشدة للخطوة الأمريكية".
وأضاف أن " الإدارة الأمريكية تضرب بعرض الحائط كل هذه التحذيرات العربية على الرغم أن القدس بالنسبة للأمة جمعاء خط أحمر ولا تهاون بشأنها".
وتابع أن "هذا الأمر سيؤدي إلى مواقف وسياسات وتحركات جوهرها هو مراجعة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبلورة الصيغ التي تبطل مفعول الإجراءات الأمريكية بشأن القدس من خلال اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية وحشد الجهود الدولية الواسعة النطاق الرافضة لهذه الخطوة الأمريكية".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الدول العربية ستعيد النظر في مبادرة السلام العربية التي أقرت في عام 2002، قال المسؤول العربي إن " الدول العربية مؤمنة بتحقيق السلام لكن هذه الخطوة الأمريكية تقوّض أسس السلام وتستبق نتائج المفاوضات وتنتزع حقا جوهريا من حقوق الشعب الفلسطيني".
وأردف أنه " لا معنى لقيام دولة فلسطينية بدون القدس، ولا إمكانية للحديث عن عملية سلام جادة في ضوء هذه الخطوة الأمريكية التي تقوّض دور الإدارة الأمريكية في عملية السلام الممكنة سواء كان أساسها هو مبادرة السلام العربية التي مازال العرب مؤمنين بها أو قرارات الشرعية الدولية".
وأكد أن " الإدارة الأمريكية وضعت نفسها في نفس الخندق الإسرائيلي المعادي.. وتقوم بهجوم سياسي ضد حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية جميعا، وتسهم في قلب المشهد السياسي الراهن رأسا على عقب".
من جهته، أبدى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط استغرابه من أن " تتورط الإدارة الأمريكية في استفزاز غير مبرر لمشاعر 360 مليون عربي، ومليار ونصف مليار مسلم إرضاء لإسرائيل".
وأضاف أن "القيام بتلك الخطوة مخالف لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي الذي لا يعترف بسيادة إسرائيلية على المدينة"، مؤكدا أن " هذا التوجه مرفوض عربياً بشكل كامل، وسيُمثل ضربة للعلاقات العربية الأمريكية وللدور الأمريكي كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيزعزع ثقة الأطراف العربية في حيادية الطرف الأمريكي".
وأكد أن "هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب يبدو أن الادارة الأمريكية لا تستوعبها على نحو كاف".
وأوضح أن " الطرف الفلسطيني سيجد المساندة والدعم العربيين الكاملين في أية إجراءات يقرر اتخاذها رداً على هذه الخطوة"، لاسيما أن " تقرير مستقبل القدس هو أحد موضوعات التفاوض على التسوية النهائية، ولا يمكن بأي حال إملاء وضعيتها أو تغيير مكانتها القانونية أو السياسية بشكل يستبق نتائج المفاوضات، وإلا فما الفائدة من الانخراط في أية جهودٍ للتسوية السياسية أو الحلول التفاوضية".
وقال أبو الغيط "إن تلك الخطوة لا يمكن القبول بها أو تمريرها باعتبارها أمرا اعتيادياً، وأشك أن يكون متخذو القرار الأمريكي على إدراك كامل بالتبعات المحتملة لهذه الخطوة خاصة أنها تغلق الطريق أمام أي فرصة للتسوية على أساس حل الدولتين".
ودعا الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى أن تقوم بذلك دون إبطاء.