بيروت 8 ديسمبر 2017 (شينخوا) حذر البرلمان اللبناني اليوم (الجمعة) من أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها إليها "يقود إلى الحروب ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي".
وتلا رئيس البرلمان نبيه بري توصية صدرت عن البرلمان في جلسة خصصها للتضامن مع القدس مؤكدا أن القرار "يشكل غطاء للاحتلال الاسرائيلي وعملياته الاستيطانية وتجاوزاته للقوانين الدولية والانسانية".
وأكد أن القرار "يشجع النوايا العدوانية الهادفة لأسرلة وتهويد فلسطين ويهدد الأثار الناجمة عن ذلك بتنفيذ مشاريع التوطين وتذويب الشعب الفلسطيني وشطب القضية الفلسطينية تمهيدا لاعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة العربية".
واعتبر أن "بناء وصنع السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط انما ينطلق من تأكيد الحقوق والأماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفي تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأراضي العربية".
وأعلن "دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي لنيل كل حقوقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
كما أعلن "رفضه الشديد لموقف الادارة الامريكية بشأن اقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".
وأدان "قرار الاحتلال الاسرائيلي الاستمرار في مشاريعه الاستيطانية الاستعمارية في أراضي دولة فلسطين المحتلة".
وطالب بـ" إخلاء سبيل البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال أو الموقوفين إداريا" داعيا البرلمانات والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي "لاتخاذ موقفا عقابيا رادعا" في هذا الصدد.
وأكد "دعم للمصالحة الوطنية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وتوجيه الطاقات كافة لاستكمال مسيرة الاستقلال الناجز بعودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة".
ودعا البرلمان اللبناني إلى "توجيه كل الجهود العربية والاقليمية لوضع الإمكانات كافة في سبيل إيصال الفلسطينيين لحقوقهم وتجنب كل الصراعات الأخرى".
وطلب البرلمان إبلاغ توصيته إلى الحكومة وإلى الإدارة الإمريكية وإلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة واعتبارها وثيقة رسمية باسم الشعب اللبناني.
وكان بري قال في مستهل الجلسة إن قرار الرئيس الامريكي حول القدس "ما هو إلا التمهيد اللازم والضروري بالنسبة له لصفقة العصر الهادفة لتهويد كل فلسطين وتثبيت التوطين بعد الاستيطان".
وأضاف "من يتجرأ على القدس يتجرأ على المسجد الاقصى وعلى كنيسة القيامة وبالتالي على لبنان كله".
وتحدث خلال الجلسة ممثلو الكتل النيابية الذين اجمعوا على رفض القرار الأمريكي حول القدس وأكدوا تضامن جميع اللبنانيين مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين إلى بلادهم.
وفي سياق متصل شهدت بيروت ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وعدد من المناطق مسيرات واعتصامات منددة بالقرار الأمريكي مؤكدة التمسك بمدينة القدس عاصمة لفلسطين.
كما نددت خطب الجمعة في المساجد اللبنانية على رفض القرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وعلى مكانة المدينة لدى المسلمين محذرة من تهويد المدينة وشطب هويتها العربية والاسلامية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم أول أمس (الأربعاء) الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمر ببدء إجراءات نقل سفارة بلاده إليها.