القاهرة 8 ديسمبر 2017 (شينخوا) تظاهر آلاف المصريين اليوم (الجمعة) في القاهرة والأسكندرية وعدد من المحافظات، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
واحتشد الآلاف عقب صلاة الجمعة بمنطقة الأزهر، حيث توافدوا من مساجد المنطقة وخاصة الجامع الأزهر ومسجد الحسين للتظاهر احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف.
كما تظاهر المئات أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والعديد من المدن المصرية، اعتراضا على القرار، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بإسرائيل وتؤكد عروبة القدس.
وأعلن ترامب في خطاب من البيت الأبيض في واشنطن مساء الأربعاء الماضي ، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا أن ذلك "لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".
وعقب خطابه وقع دونالد ترامب مرسوم نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وأكد المحتجون رفضهم لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولأى إجراء ينال من هوية القدس الإسلامية والعربية، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الإسلامية والعربية بالعمل سريعا للحفاظ على هوية القدس العربية والإسلامية.
كما أكدوا ضرورة وحدة الصف العربي والفلسطيني فى هذه المرحلة لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية التعسفية ضد الفلسطينيين واستمرار إسرائيل فى تهويد القدس والاعتداء على المصلين بالمسجد الأقصى وحرمانهم من الصلاة به، ما يخالف كل القوانين الدولية والشرائع السماوية.
وردد المتظاهرون عبارات تؤكد دعم الشعب المصري لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، كما تؤكد هوية القدس العربية والإسلامية ومكانة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وأعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رفضه القاطع طلبا رسميا للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم 20 ديسمبر الجاري، بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول القدس.
وقال شيخ الأزهر في بيان صدر اليوم "كيف لي أن أجلس مع من منحوا مالايملكون لمن لا يستحقون"، مشددا على ضرورة تراجع الرئيس الأمريكي فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا.
وحمل الطيب الرئيس الأمريكي وإدارته المسئولية الكاملة عن اشعال الكراهية في قلوب المسلمين وكل محبي السلام في العالم، وإهدار كل القيم والمبادئ الديمقراطية ومبادئ العدل والسلام.
وأشار البيان إلى أن السفارة الأمريكية بالقاهرة كانت قد تقدمت بطلب رسمي قبل أسبوع لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مع شيخ الأزهر، خلال زيارته للمنطقة، ووافق الطيب في حينها على المقابلة غير أنه عدل عنها بعد قرار ترامب المجحف حول القدس.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي، أن قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها ولد منعدما، لأنه يخالف كل القوانين والاعراف والمواثيق الدولية.
وقال القصبي، في بيان صدر اليوم، إن القرار الأمريكى يتعارض مع قرارات مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967، والقرار رقم 1980 بشأن رفض قرار الكيان الإسرائيلى بضم القدس، موضحا أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وستظل لأن الحقوق الثابتة لا تسقط بالقرارات الباطلة.
ودعا القيادات العربية إلى المبادرة بالاتحاد وتوحيد الكلمة ونبذ أي خلاف، وعدم الاعتراف بأي دور لواشنطن بمنطقة الشرق الأوسط بسبب انحيازها الكامل لإسرائيل، وفقدها شرط الحيادية، مؤكدا على قدسية القدس وعروبتها.
وقد أكد خطباء وأئمة المساجد عروبة القدس وهويتها الإسلامية، وعدم شرعية وقانونية أي إجراء ينال من وضعها لمكانتها الروحية لدى المسلمين واعتبارها تمثل الأديان السماوية، منددين بخطوة الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وطالبوا، ابناء الشعب الفلسطينى التمسك بوحدتهم باعتبارها حائط الصد الأساسي لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية التعسفية ضدهم ومحاولات تهويد القدس والنيل من هويتها وكذلك الأمة العربية بالتمسك بوحدتها لمواجهة تلك الأحداث.
في السياق ذاته، أكد رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الدكتور القس أندريه زكي ضرورة تكاتف كافة الشعوب والدول الداعية للسلام، للحفاظ على الهوية العربية للقدس كونها ملتقى الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
وأشار زكي في بيان له، إلى أن القرار يشكل انتهاكا فعليا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، وأنه لن يغير في حقيقة أن القدس المحتلة عربية فلسطينية، وهي حق من حقوق الشعب العربي الفلسطيني.
وأوضح أن القرار أساء إلى مشاعر مئات الملايين من العرب مسلمين ومسيحين، وأنه لن يغير من حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود إلى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن، ولا بد أن تتضافر كافة الجهود من أجل عودة الحق لأصحابه.
بدوره، استنكر الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القس الدكتور أولاف فيكس تفانيت القرار الأمريكي، قائلا "على الولايات المتحدة أن تلعب دورا محوريا في تشجيع ودعم المفاوضات البناءة بين السلطة الفلسطينية وحكومة إسرائيل لإحياء عملية السلام".
وشدد تفانيت، على أن " فرض هذا القرار على وضع القدس لن يؤدي إلا إلى مزيد من خيبة الأمل وزيادة التوتر وتضاؤل الأمل في الحل السلمي للقضية الفلسطينية".