مقابلة: باحثون يابانيون يقولون إن الحقيقة حول مذبحة نانجينغ لا يمكن إنكارها

15:57:10 13-12-2017 | Arabic. News. Cn

طوكيو 13 ديسمبر 2017 (شينخوا) إن الحقيقة التاريخية حول مذبحة نانجينغ لعام 1937 لا يمكن إنكارها، هكذا قال باحثون يابانيون خلال مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل حلول الذكرى الثمانين لوقوع هذه الفضائع الشنيعة في زمن الحرب.

فالمذبحة، التي استمرت لأكثر من 40 يوما عقب استيلاء القوات اليابانية على نانجينغ، عاصمة الصين آنذاك، في 13 ديسمبر عام 1937، خلفت أكثر من 300 ألف قتيل بين المدنيين والجنود العزل الصينيين في نانجينغ و20 ألف أمرأة مغتصبة.

غير أن أنصار مذهب مراجعة التاريخ اليابانيين حاولوا الاستخفاف بهذه الفضائع الشنيعة من خلال الإدعاء بأن القتلى لا يصل عددهم إلى 300 ألف، وبلغ ببعضهم حد نفى وقوع المذبحة تماما.

ومن جانبه، ذكر ماساتاكا موري الأستاذ السابق في علم الإيرينولوجيا بجامعة شيزوكا أن "البعض أدعى أن مذبحة نانجينغ فبكرتها الدول المنتصرة للانتقام من اليابان خلال محاكمات طوكيو. ولكن الحقيقة تكمن في أن الأدلة على وقوع مذبحة نانجينغ كثيرة ولا يمكن دحضها".

وأضاف أن "11 ناجيا من مذبحة نانجينغ فضلا عن شهود عيان من بلدان الطرف الثالث أدلوا بشهاداتهم خلال المحاكمات، وهناك أيضا الكثير من الأدلة الخطية مثل الوثائق المتعلقة بمخيمات اللاجئين ومذكرات شهود العيان".

وقالت تاماكي ماتسوكا، وهي معلمة مرحلة ابتدائية سابقة قضت السنوات الثلاثين الماضية في جمع الحقيقة حول مذبحة نانجينغ ونقلها، "لقد استخدم أنصار مذهب مراجعة التاريخ أساليب مختلفة مثل الإزاحة المقنعة للمفهوم، وتشويه الحقيقة حول هذا الجزء من التاريخ".

وأضافت إن أحد المغالطات التي عادة ما تشير إليها قوى اليمين المتطرف في اليابان، التي تحاول التستر على مذبحة نانجينغ، هي إن "عدد سكان مدينة نانجينغ يصل إلى 200 ألف نسمة"، ومن ثم فإن عدد الضحايا لا يمكن أن يكون قد وصل إلى 300 ألف".

وتابعت قائلة إن "الحقيقة تكمن في أن عدد الـ200 ألف هذا أسرعت إلى إصداره القوات اليابانية والنظام العميل آنذاك وذلك في غضون ثلاثة أيام فقط ولم يتضمن سوى قاطني مستوطنة اللاجئين أو منطقة الأمان الدولية التي مثلت حوالي ثمن مساحة مدينة نانجينغ".

وذكرت "إنها إزاحة مقنعة نموذجية للمفهوم. ولم تذكر قوى اليمين المتطرف قط أن هذا العدد يشير إلى سكان منطقة الأمان، ولكنها تشبثت فقط بعدد الـ200 ألف".

وقال يوتاكا يوشيدا الأستاذ بجامعة هيتوتسوباشي إن رسالة من حكومة نانجينغ مؤرخة بـ23 نوفمبر 1937 ذكرت أن حوالي 500 ألف نسمة كانوا يعيشون آنذاك في المدينة، ومن الواضح أنه من الخطأ الإدعاء بأن نانجينغ كان بها آنذاك 200 ألف نسمة فقط.

وأشار الأستاذ موري إلى أن "سجلات منظمتين خيريتين وهما (تشونغشان هول) و(ريد وان أسوسياشن) اللتين قامتا بدفن جثث الضحايا كشفت أن الجمعيتين الخيريتين تعاملتان وحدهما مع حوالي 150 ألف جثة، ناهيك عن العديد من الأشخاص الآخرين الذين قتلوا على ضفاف نهر اليانغتسي وتلك الجثث التي ألقيت فيه. فالتقدير التقريبي يشير إلى أن حوالي 300 ألف شخص قد قتلوا".

وأكدت ماتسوكا أن المسابقة سيئة السمعة التي أجرتها القوات اليابانية لقتل 100 شخص بسيف واحد، وتشكك فيها أفراد قوى اليمين المتطرف بمن فيهم وزيرة الدفاع السابقة تومومي إينادا، لا تقبل الشك.

فعلى الطريق للاستيلاء على نانجينغ في عام 1937، أقام ضابطان يابانيان يدعيان توشياكي موكاي وتسويوشي نودا مسابقة لمعرفة من سيكون أول من سينجح في قتل 100 شخص بسيفه

وذكرت ماتسوكا أن "المسابقة وردت في ذلك الوقت عدة مرات بصحف يابانية بما فيها ماينيتشي شيمبون وآساهي شيمبون، وبعدها تفاخر الجنديان أمام عائلتيهما في اليابان بعمليات القتل التي قاما بارتكابها".

وبينما أدعت قوى اليمين المتطرف أن جنودا صينيين فقط هم الذين قتلوا وهذا "أمر شرعي" أثناء الحرب، ذكرت ماتسوكا أنه في معظم الحالات كان الضحايا من المدنيين الصينيين وفقا لشهادات قدامي المحاربين اليابانيين الذين أجرت لقاءات معهم على مر السنين.

أما أتسوشي كوكيتسو الأستاذ الفخري بجامعة ياماغوتشي اليابانية، فقال إن "الدراسات التي أجراها باحثون صينيون ويابانيون أثبتت صحة الأدلة على وقوع مذبحة نانجينغ".

ولكن لماذا يكتسب هذا الإنكار الذي لا أساس له للمذبحة شعبية في اليابان؟

يرى كوكيتسو أن ذلك يرجع جزئيا إلى محاولة الحكومة اليابانية تعديل الدستور السلمي.

"فالدستور السلمي يقوم على أساس أن تفكر اليابان وتتأمل مليا في الحرب، وقد لجأ أولئك الذين عارضوا الدستور إلى إنكار الحقائق المتعلقة بالجرائم التي ارتكبتها اليابان وإيذائها لبلدان أخرى في زمن الحرب".

ويكمن السبب الآخر في أن بعض اليابانيين لا يستطيعون تقبل التنمية التي تحققها الصين في مجال الاقتصاد وغيره من المجالات، ويحاولون إذكاء مشاعر معادية للصين من خلال التشكيك في صحة مذبحة نانجينغ.

وقال ماساتاكا موري أن ذلك يرجع أيضا إلى محاولات الحكومة اليابانية تبييض جرائم الحرب في الكتب المدرسية، مضيفا "نظرا لاختفاء الحقائق التاريخية حول تاريخ الحرب من الكتب المدرسية، فالشباب يكاد لا يعرف التاريخ الحقيقي، فقد تسنى بسهولة غسل أدمغتهم".

ويرى كوكيتسو إن الصين واليابان لن تتمكنا من بناء ثقة متبادلة حقيقية إذا لم تحقق مصالحة من قبل اليابان تواجه التاريخ بشكل مباشر.

وأضاف قائلا "علينا أن نتعلم من التاريخ، فمن خلال ذلك فقط يمكننا الحفاظ على السلام وخلق مستقبل أفضل".

كما دعا الشباب إلى معرفة المزيد عن التاريخ.

وقال "إن عدم الاكتراث بالتاريخ يعني عدم الاكتراث بمصيرك. فمسؤوليتنا كباحثين وساسة وإعلاميين أن ننقل هذه الرسائل إلى الأجيال الشابة".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقابلة: باحثون يابانيون يقولون إن الحقيقة حول مذبحة نانجينغ لا يمكن إنكارها

新华社 | 2017-12-13 15:57:10

طوكيو 13 ديسمبر 2017 (شينخوا) إن الحقيقة التاريخية حول مذبحة نانجينغ لعام 1937 لا يمكن إنكارها، هكذا قال باحثون يابانيون خلال مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل حلول الذكرى الثمانين لوقوع هذه الفضائع الشنيعة في زمن الحرب.

فالمذبحة، التي استمرت لأكثر من 40 يوما عقب استيلاء القوات اليابانية على نانجينغ، عاصمة الصين آنذاك، في 13 ديسمبر عام 1937، خلفت أكثر من 300 ألف قتيل بين المدنيين والجنود العزل الصينيين في نانجينغ و20 ألف أمرأة مغتصبة.

غير أن أنصار مذهب مراجعة التاريخ اليابانيين حاولوا الاستخفاف بهذه الفضائع الشنيعة من خلال الإدعاء بأن القتلى لا يصل عددهم إلى 300 ألف، وبلغ ببعضهم حد نفى وقوع المذبحة تماما.

ومن جانبه، ذكر ماساتاكا موري الأستاذ السابق في علم الإيرينولوجيا بجامعة شيزوكا أن "البعض أدعى أن مذبحة نانجينغ فبكرتها الدول المنتصرة للانتقام من اليابان خلال محاكمات طوكيو. ولكن الحقيقة تكمن في أن الأدلة على وقوع مذبحة نانجينغ كثيرة ولا يمكن دحضها".

وأضاف أن "11 ناجيا من مذبحة نانجينغ فضلا عن شهود عيان من بلدان الطرف الثالث أدلوا بشهاداتهم خلال المحاكمات، وهناك أيضا الكثير من الأدلة الخطية مثل الوثائق المتعلقة بمخيمات اللاجئين ومذكرات شهود العيان".

وقالت تاماكي ماتسوكا، وهي معلمة مرحلة ابتدائية سابقة قضت السنوات الثلاثين الماضية في جمع الحقيقة حول مذبحة نانجينغ ونقلها، "لقد استخدم أنصار مذهب مراجعة التاريخ أساليب مختلفة مثل الإزاحة المقنعة للمفهوم، وتشويه الحقيقة حول هذا الجزء من التاريخ".

وأضافت إن أحد المغالطات التي عادة ما تشير إليها قوى اليمين المتطرف في اليابان، التي تحاول التستر على مذبحة نانجينغ، هي إن "عدد سكان مدينة نانجينغ يصل إلى 200 ألف نسمة"، ومن ثم فإن عدد الضحايا لا يمكن أن يكون قد وصل إلى 300 ألف".

وتابعت قائلة إن "الحقيقة تكمن في أن عدد الـ200 ألف هذا أسرعت إلى إصداره القوات اليابانية والنظام العميل آنذاك وذلك في غضون ثلاثة أيام فقط ولم يتضمن سوى قاطني مستوطنة اللاجئين أو منطقة الأمان الدولية التي مثلت حوالي ثمن مساحة مدينة نانجينغ".

وذكرت "إنها إزاحة مقنعة نموذجية للمفهوم. ولم تذكر قوى اليمين المتطرف قط أن هذا العدد يشير إلى سكان منطقة الأمان، ولكنها تشبثت فقط بعدد الـ200 ألف".

وقال يوتاكا يوشيدا الأستاذ بجامعة هيتوتسوباشي إن رسالة من حكومة نانجينغ مؤرخة بـ23 نوفمبر 1937 ذكرت أن حوالي 500 ألف نسمة كانوا يعيشون آنذاك في المدينة، ومن الواضح أنه من الخطأ الإدعاء بأن نانجينغ كان بها آنذاك 200 ألف نسمة فقط.

وأشار الأستاذ موري إلى أن "سجلات منظمتين خيريتين وهما (تشونغشان هول) و(ريد وان أسوسياشن) اللتين قامتا بدفن جثث الضحايا كشفت أن الجمعيتين الخيريتين تعاملتان وحدهما مع حوالي 150 ألف جثة، ناهيك عن العديد من الأشخاص الآخرين الذين قتلوا على ضفاف نهر اليانغتسي وتلك الجثث التي ألقيت فيه. فالتقدير التقريبي يشير إلى أن حوالي 300 ألف شخص قد قتلوا".

وأكدت ماتسوكا أن المسابقة سيئة السمعة التي أجرتها القوات اليابانية لقتل 100 شخص بسيف واحد، وتشكك فيها أفراد قوى اليمين المتطرف بمن فيهم وزيرة الدفاع السابقة تومومي إينادا، لا تقبل الشك.

فعلى الطريق للاستيلاء على نانجينغ في عام 1937، أقام ضابطان يابانيان يدعيان توشياكي موكاي وتسويوشي نودا مسابقة لمعرفة من سيكون أول من سينجح في قتل 100 شخص بسيفه

وذكرت ماتسوكا أن "المسابقة وردت في ذلك الوقت عدة مرات بصحف يابانية بما فيها ماينيتشي شيمبون وآساهي شيمبون، وبعدها تفاخر الجنديان أمام عائلتيهما في اليابان بعمليات القتل التي قاما بارتكابها".

وبينما أدعت قوى اليمين المتطرف أن جنودا صينيين فقط هم الذين قتلوا وهذا "أمر شرعي" أثناء الحرب، ذكرت ماتسوكا أنه في معظم الحالات كان الضحايا من المدنيين الصينيين وفقا لشهادات قدامي المحاربين اليابانيين الذين أجرت لقاءات معهم على مر السنين.

أما أتسوشي كوكيتسو الأستاذ الفخري بجامعة ياماغوتشي اليابانية، فقال إن "الدراسات التي أجراها باحثون صينيون ويابانيون أثبتت صحة الأدلة على وقوع مذبحة نانجينغ".

ولكن لماذا يكتسب هذا الإنكار الذي لا أساس له للمذبحة شعبية في اليابان؟

يرى كوكيتسو أن ذلك يرجع جزئيا إلى محاولة الحكومة اليابانية تعديل الدستور السلمي.

"فالدستور السلمي يقوم على أساس أن تفكر اليابان وتتأمل مليا في الحرب، وقد لجأ أولئك الذين عارضوا الدستور إلى إنكار الحقائق المتعلقة بالجرائم التي ارتكبتها اليابان وإيذائها لبلدان أخرى في زمن الحرب".

ويكمن السبب الآخر في أن بعض اليابانيين لا يستطيعون تقبل التنمية التي تحققها الصين في مجال الاقتصاد وغيره من المجالات، ويحاولون إذكاء مشاعر معادية للصين من خلال التشكيك في صحة مذبحة نانجينغ.

وقال ماساتاكا موري أن ذلك يرجع أيضا إلى محاولات الحكومة اليابانية تبييض جرائم الحرب في الكتب المدرسية، مضيفا "نظرا لاختفاء الحقائق التاريخية حول تاريخ الحرب من الكتب المدرسية، فالشباب يكاد لا يعرف التاريخ الحقيقي، فقد تسنى بسهولة غسل أدمغتهم".

ويرى كوكيتسو إن الصين واليابان لن تتمكنا من بناء ثقة متبادلة حقيقية إذا لم تحقق مصالحة من قبل اليابان تواجه التاريخ بشكل مباشر.

وأضاف قائلا "علينا أن نتعلم من التاريخ، فمن خلال ذلك فقط يمكننا الحفاظ على السلام وخلق مستقبل أفضل".

كما دعا الشباب إلى معرفة المزيد عن التاريخ.

وقال "إن عدم الاكتراث بالتاريخ يعني عدم الاكتراث بمصيرك. فمسؤوليتنا كباحثين وساسة وإعلاميين أن ننقل هذه الرسائل إلى الأجيال الشابة".

الصور

010020070790000000000000011100001368230881