القاهرة 22 ديسمبر 2017 (شينخوا) أعلن وزير الآثار المصري خالد العناني اليوم (الجمعة)، أن بلاده شهدت خلال العام 2017 أكثر من 34 كشفا أثريا في مختلف المحافظات، حيث تصدرت محافظة أسوان قائمة الاكتشافات الآثرية وتلتها محافظة الأقصر.
ومن أبرز الاكتشافات الأثرية، عثور بعثة جامعة لوند السويدية على 12 مقبرة في منطقة جبل السلسلة في أسوان، يرجع تاريخها للأسرة الـ 18، بينما اكتشفت بعثة جامعة خيان الإسبانية غرفة دفن كاملة من عصر الأسرة الـ 12 في منطقة قبة الهوا بغرب مدينة أسوان، حسب بيان لوزارة الآثار.
كما عثرت بعثة مصرية بالبر الغربي بالأقصر على محتويات مقبرة أوسرحات بمنطقة ذراع أبو النجا، وهي تعود للأسرة الـ 18 وتضم مجموعة من المومياوات وتماثيل الأوشابتي والبقايا الأثرية.
وجرى الكشف أيضا عن أول جبانة آدمية في مصر الوسطى تضم 17 مومياء لأفراد بمنطقة تونا الجبل في المنيا.
كذلك اكتشفت بعثة مصرية عشرة مقابر تعود للعصر المتأخر قرب ضريح الأغاخان في أسوان، في حين كشفت بعثة وزارة الآثار عن ثلاث مقابر أثرية بنيت على طراز مقابر الكاتاكومب ترجع للعصور المتأخرة بمنطقة الكمين الصحراوي جنوب غرب مدينة سملوط بمحافظة المنيا.
ويعمل في مصر خلال العام الحالي 12 بعثة أثرية مصرية، و238 بعثة أجنبية ومشتركة من 24 دولة، حيث يوجد 49 بعثة فرنسية و40 بعثة أمريكية، و34 من ألمانيا، و21 من بريطانيا، و19 من إيطاليا، و17 من بولندا، و9 بعثات من اليابان، و7من إسبانيا.
كما توجد في مصر 6 بعثات من سويسرا، و5 من النمسا، ومثلهم من بلجيكا، و4 من أستراليا، ومثلهم من هولندا، وكذلك 4 من روسيا روسيا، و3 بعثات من المجر، ومثلهم من اليونان، وبعثتان من كندا، وواحدة من كل من الأرجنتين، والتشيك، والبرازيل، والدومينيكان، والمكسيك، وبلغاريا.
وتمكنت مصر خلال العام الجاري من استرداد 586 قطعة أثرية من الخارج.
وأكد وزير الآثار في تصريح صحفي، أن العام 2018 سيشهد استمرار الإعلان عن الاكتشافات الأثرية المهمة إلى جانب افتتاح العديد من المشروعات الأثرية الكبرى التي سيتم الانتهاء من ترميمها وتطويرها، ومن بينها الجامع الأزهر، ومشروع تطوير هضبة الأهرامات، وطريق الكباش بالأقصر، ومنطقة تل بسطة، وعدد من المتاحف منها المصري الكبير، ومتحف الحضارة.
وأوضح أن يناير المقبل سيشهد الإعلان عن اكتشافين أثريين في مكانين مبشرين، كما سيتم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود حاليا في المتحف المصري لمكان عرضه في بهو المتحف الكبير حيث سيكون أول من يستقبل زائري المتحف.
وعن المتحف الكبير، قال العناني إنه تم الانتهاء من الهيكل الخرساني والمعدني لمباني المتحف و56 % من أعمال التشطيبات الداخلية والأرضيات في الساحات الخارجية، وتم إنجاز حوالي 76 % من إجمالي حجم الأعمال.
وأشار إلى انه تم نقل 42 ألفا و270 قطعة أثرية إلى المتحف الكبير حتى الآن.
وأكد أن تنفيذ سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية المختارة للمتحف الكبير تتولاه شركة ألمانية، كما تم الاتفاق مع شركتين لتصميم الفتارين حيث بدأ بالفعل التصنيع في نوفمبر الماضي وسيتم الانتهاء منه خلال يونيو القادم، وبعد ذلك ستبدأ عملية نقل القطع الأثرية في الفتارين وتنظيمها.
وتابع أنه سيتم الانتهاء من تلك العملية في نهاية 2018، على أن يتم تحديد موعد للحفل العالمي الضخم للافتتاح الجزئي للمتحف الذي سيحضره نخبة من رؤساء وقادة دول العالم.
ولفت إلى أنه سيتم إسناد إدارة المتحف بما يتضمنه من مسطحات وأنشطة استثمارية مختلفة، لإحدى الشركات الدولية المتخصصة حتى يليق بأهم متحف آثار في العالم.
وعن متحف الحضارة، قال العناني إنه من المقرر كذلك أن تديره إحدى الشركات الدولية المتخصصة لأهميته الكبرى مثل المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى أنه تم توفير 500 مليون جنيه للبدء في جزء من المرحلة الثالثة من مشروع المتحف، التي تتضمن افتتاح ثلاثة قاعات من إجمالي تسع قاعات موجودة بالمتحف.
وأضاف إن القاعات الثلاث، المقرر افتتاحها خلال عام، هي قاعة "المومياوات الملكية"، ومتحف العاصمة "الهرم الزجاجي" الذي سيقدم للزائر رؤية حية متميزة للمعالم التاريخية والأثرية لمدينة القاهرة، وقاعة العرض المركزي التي تلقي الضوء على أهم إنجازات الحضارة المصرية في تسلسل تاريخي يوضح الفترات التاريخية المختلفة.
وبالنسبة لمشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات، أكد الوزير المصري أن العمل به يجري على قدم وساق للانتهاء منه قبل منتصف 2018، مشيرا إلى أن المشروع يساعد على استعادة رونق الحضارة المصرية القديمة، والارتقاء بالمنطقة الأثرية وحمايتها، وتنشيط السياحة.
وعن تطوير طريق الكباش بالأقصر، أوضح أنه من المقرر الانتهاء منه خلال العام 2018، مؤكدا أن العمل فيه بعد توقف عدة سنوات مضت يعتبر طفرة كبيرة في القطاع الأثري بمصر، إذ أنه يعتبر أكبر وأعظم ممشى تاريخي يعود للعصور الفرعونية في العالم، ويساعد في جذب أنظار العالم بأكمله بصورة كبيرة لمصر ولمحافظة الأقصر.