تقرير سنوي: تحقيق "روسيا جيت" يستمر في مطاردة العلاقات بين موسكو وواشنطن في 2018

14:37:32 26-12-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 26 ديسمبر 2017 (شينخوا) على الرغم من الكيمياء الشخصية بين الرئيسين الروسي والأمريكي وتعهداتهما بإحياء العلاقات الثنائية، إلا أن العلاقات الروسية -الأمريكية لم تتقدم بالكاد في عام 2017 بسبب التحقيق المستمر بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، إضافة إلى عوامل أخرى.

ووفقا لخبراء، فإن ما يعرف بتحقيق "روسيا جيت"، الذي يعتقد بأنه القضية الأولى التي أثرت على تفاعلات موسكو- واشنطن في عام 2017، سيظل يلقي بظلاله على العلاقات الثنائية في العام المقبل.

--تصاعد التوترات

بدأت التحقيقات في يونيو عام 2016 بعد اتهامات تراكمت ضد روسيا بشأن تنفيذ "حملة نفوذ" وعمليات قرصنة مزعومة للرسائل بهدف التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

وتم استدعاء فريق حملة الرئيس دونالد ترامب للاشتباه في صلته بروسيا من أجل الفوز النهائي في الانتخابات. كما تم عقد لقاءات مع عدد من أعضاء الدائرة الداخلية لترامب بما في ذلك نجله البكر وصهره في إطار تحقيقات الكونغرس.

ويبدو أن نقطة التحول جاءت بعد تعيين مدير مكتب التخقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر في مايو مستشارا خاصا للإشراف على التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات والمسائل ذات الصلة.

وفي أكتوبر، أتهم مكتب مولر مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت ونائبه ريك غيتس ومستشار الحملة جورج بادابولوس بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبينما دافع مانافورت وغيتس عن نفسيهما، اعترف بادابولوس بالاتهامات.

وفي أول ديسمبر، اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يتعلق بالاتصالات غير المناسبة مع المسؤولين الروس، ليصبح أول عضو بإدارة ترامب يثبت أنه مذنب في التحقيق الجاري بشأن التواطؤ المزعوم بين فريق حملة ترامب وروسيا.

وقال دان ماهافي، النائب الأول لرئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الكونغرس والرئاسة، أحد مراكز الأبحاث في واشنطن، إن "تحقيق مولر أدى إلى عدم استقرار البيت الأبيض بالتأكيد لأنه استطاع أن يوجه اتهامات ضد العديد من اللاعبين الرئيسيين -- بمن فيهم بول مانافورت ومايكل فلين".

وأضاف ماهافي لوكالة ((شينخوا)) إن "البيت الأبيض تعاون مع التحقيق، لكن في نفس الوقت سعى الرئيس ترامب والعديد في الإعلام المحافظ إلى نزع الشرعية عن التحقيق. أي عمل ضد مولر من المرجح أن يثير أزمة دستورية وسياسية كبيرة، لذلك هذا شئ سنستمر في متابعته عن قرب في عام 2018".

كما أدى ما يسمى بالتدخل الروسي في السياسة الأمريكية إلى طرد الدولتين لدبلوماسيين وحظر مؤسسات إعلامية .

-- تصاعد انعدام الثقة

واعتقد ماهافي أن" العلاقات الأمريكية - الروسية لا تزال متوترة في ظل عدم حسم قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية حيث أن الرئيس ترامب لا يزال مقتنعا بأن مناقشات النفوذ الروسي تهين انتصاره الانتخابي".

وأضاف "الكونغرس وكذلك العديد في إدارة ترامب ما زالوا يشعرون بالقلق إزاء التهديد الروسي للولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين".

وبالإضافة إلى التحقيق الروسي، قال خبراء من البلدين أن العلاقات الروسية-الأمريكية تعاني بالأساس نظرا لعدم التوفيق بين مصالحهما.

وقال تقرير نشر في نوفمبر جمع آراء خبراء من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكي ومجلس الشؤون الدولية الروسي إن الخلافات بين البلدين" مستعصية على الحل".

كما اعتقدوا أن روسيا والولايات المتحدة من غير المحتمل أن تظهرا كشريكين وثيقين نظرا لأن كل منها تنظر إلى لأخرى كتهديد في سياساتها وإجراءاتها.

ووفقا لاندريه سوزدالتسيف، الخبير الروسي، فإن موسكو لا تملك عمليا الآن "حرية المناورة" فيما يتعلق بتفاعلها الدبلوماسي مع واشنطن، التي وضعت شروطا مسبقة "غير مقبولة بالتأكيد لروسيا، مثل التخلي عن إقليم القرم".

وأضاف سوزدالتسيف، وهو نائب عميد كلية الاقتصاد والسياسة العالمية بجامعة المدرسة العليا للأبحاث الاقتصادية، إن "الولايات المتحدة لا تزال تظهر على ما أقول نفس النهج الاستعماري الذي لا يترك لنا فرصة للمناورة".

وأعرب عن قلقه إزاء إغلاق كافة الاتصالات بين البلدين تقريبا باستثناء بعض "الاتصالات الظرفية"، مضيفا " لا توجد هناك ثقة متبادلة لإعادة إطلاق الحوارات".

--آفاق قاتمة

كما يعتقد أن العلاقات الأمريكية - الروسية تتأثر بتحول ديناميات القوى العالمية في سياق أوسع.

وبالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ 4 أعوام، لعبت الخلافات بسبب الأزمة السورية والحرب ضد الإرهاب دورا حيويا في الخلاف المرير.

وعلى الرغم من أن التدخل الروسي في سوريا والحرب الإقليمية ضد الإرهاب قد شهدا تراجعا تدريجيا في عام 2017، إلا أن موسكو حافظت على قاعدتين عسكريتين في سوريا، قاعدة الحميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، لضمان استقرار سوريا في المستقبل، وفقا لما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.

وأتت استثمارات روسيا في سوريا بثمارها في الشرق الأوسط في وقت اختارت فيه الولايات المتحدة تغيير استراتيجيتها في المنطقة.

وقام الرئيس الروسي فلاديمير بجولة في الشرق الأوسط في بداية ديسمبر وسط غضب الدول الإسلامية من قرار ترامب الأحادي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واتخذت إدارة ترامب سلسلة من القرارات فاقمت من حدة الكراهية لها في المنطقة الأكثر عرضة للخطر في العالم وتركت قدرا كبيرا من عدم اليقين في علاقتها مع روسيا.

وبالنظر الى الأهمية الإستراتيجية وموارد الطاقة الوفيرة في الشرق الأوسط، فضلا عن الحاجة الملحة لمنع انتشار الإرهاب، يشعر الكثيرون بالقلق إزاء زيادة تدهور العلاقات الروسية-الأمريكية في ضوء الخلافات بين البلدين على القضايا الجوهرية في المنطقة.

وأشار ماهافي إلى أن الكونغرس الأمريكي غير متنقع بأن التقارب مع روسيا يمكن أن يحل القضايا الإقليمية والعالمية المتعلقة بأوكرانيا أو سوريا وكذلك إيران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وقال التقرير المشترك لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي ومجلس الشؤون الدولية الروسي في نوفمبر إن القوتين العالميتين" تتمددان وتختبران حدود ما هو ممكن في العالم".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تقرير سنوي: تحقيق "روسيا جيت" يستمر في مطاردة العلاقات بين موسكو وواشنطن في 2018

新华社 | 2017-12-26 14:37:32

بكين 26 ديسمبر 2017 (شينخوا) على الرغم من الكيمياء الشخصية بين الرئيسين الروسي والأمريكي وتعهداتهما بإحياء العلاقات الثنائية، إلا أن العلاقات الروسية -الأمريكية لم تتقدم بالكاد في عام 2017 بسبب التحقيق المستمر بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، إضافة إلى عوامل أخرى.

ووفقا لخبراء، فإن ما يعرف بتحقيق "روسيا جيت"، الذي يعتقد بأنه القضية الأولى التي أثرت على تفاعلات موسكو- واشنطن في عام 2017، سيظل يلقي بظلاله على العلاقات الثنائية في العام المقبل.

--تصاعد التوترات

بدأت التحقيقات في يونيو عام 2016 بعد اتهامات تراكمت ضد روسيا بشأن تنفيذ "حملة نفوذ" وعمليات قرصنة مزعومة للرسائل بهدف التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

وتم استدعاء فريق حملة الرئيس دونالد ترامب للاشتباه في صلته بروسيا من أجل الفوز النهائي في الانتخابات. كما تم عقد لقاءات مع عدد من أعضاء الدائرة الداخلية لترامب بما في ذلك نجله البكر وصهره في إطار تحقيقات الكونغرس.

ويبدو أن نقطة التحول جاءت بعد تعيين مدير مكتب التخقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر في مايو مستشارا خاصا للإشراف على التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات والمسائل ذات الصلة.

وفي أكتوبر، أتهم مكتب مولر مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت ونائبه ريك غيتس ومستشار الحملة جورج بادابولوس بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبينما دافع مانافورت وغيتس عن نفسيهما، اعترف بادابولوس بالاتهامات.

وفي أول ديسمبر، اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يتعلق بالاتصالات غير المناسبة مع المسؤولين الروس، ليصبح أول عضو بإدارة ترامب يثبت أنه مذنب في التحقيق الجاري بشأن التواطؤ المزعوم بين فريق حملة ترامب وروسيا.

وقال دان ماهافي، النائب الأول لرئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الكونغرس والرئاسة، أحد مراكز الأبحاث في واشنطن، إن "تحقيق مولر أدى إلى عدم استقرار البيت الأبيض بالتأكيد لأنه استطاع أن يوجه اتهامات ضد العديد من اللاعبين الرئيسيين -- بمن فيهم بول مانافورت ومايكل فلين".

وأضاف ماهافي لوكالة ((شينخوا)) إن "البيت الأبيض تعاون مع التحقيق، لكن في نفس الوقت سعى الرئيس ترامب والعديد في الإعلام المحافظ إلى نزع الشرعية عن التحقيق. أي عمل ضد مولر من المرجح أن يثير أزمة دستورية وسياسية كبيرة، لذلك هذا شئ سنستمر في متابعته عن قرب في عام 2018".

كما أدى ما يسمى بالتدخل الروسي في السياسة الأمريكية إلى طرد الدولتين لدبلوماسيين وحظر مؤسسات إعلامية .

-- تصاعد انعدام الثقة

واعتقد ماهافي أن" العلاقات الأمريكية - الروسية لا تزال متوترة في ظل عدم حسم قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية حيث أن الرئيس ترامب لا يزال مقتنعا بأن مناقشات النفوذ الروسي تهين انتصاره الانتخابي".

وأضاف "الكونغرس وكذلك العديد في إدارة ترامب ما زالوا يشعرون بالقلق إزاء التهديد الروسي للولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين".

وبالإضافة إلى التحقيق الروسي، قال خبراء من البلدين أن العلاقات الروسية-الأمريكية تعاني بالأساس نظرا لعدم التوفيق بين مصالحهما.

وقال تقرير نشر في نوفمبر جمع آراء خبراء من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكي ومجلس الشؤون الدولية الروسي إن الخلافات بين البلدين" مستعصية على الحل".

كما اعتقدوا أن روسيا والولايات المتحدة من غير المحتمل أن تظهرا كشريكين وثيقين نظرا لأن كل منها تنظر إلى لأخرى كتهديد في سياساتها وإجراءاتها.

ووفقا لاندريه سوزدالتسيف، الخبير الروسي، فإن موسكو لا تملك عمليا الآن "حرية المناورة" فيما يتعلق بتفاعلها الدبلوماسي مع واشنطن، التي وضعت شروطا مسبقة "غير مقبولة بالتأكيد لروسيا، مثل التخلي عن إقليم القرم".

وأضاف سوزدالتسيف، وهو نائب عميد كلية الاقتصاد والسياسة العالمية بجامعة المدرسة العليا للأبحاث الاقتصادية، إن "الولايات المتحدة لا تزال تظهر على ما أقول نفس النهج الاستعماري الذي لا يترك لنا فرصة للمناورة".

وأعرب عن قلقه إزاء إغلاق كافة الاتصالات بين البلدين تقريبا باستثناء بعض "الاتصالات الظرفية"، مضيفا " لا توجد هناك ثقة متبادلة لإعادة إطلاق الحوارات".

--آفاق قاتمة

كما يعتقد أن العلاقات الأمريكية - الروسية تتأثر بتحول ديناميات القوى العالمية في سياق أوسع.

وبالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ 4 أعوام، لعبت الخلافات بسبب الأزمة السورية والحرب ضد الإرهاب دورا حيويا في الخلاف المرير.

وعلى الرغم من أن التدخل الروسي في سوريا والحرب الإقليمية ضد الإرهاب قد شهدا تراجعا تدريجيا في عام 2017، إلا أن موسكو حافظت على قاعدتين عسكريتين في سوريا، قاعدة الحميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، لضمان استقرار سوريا في المستقبل، وفقا لما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.

وأتت استثمارات روسيا في سوريا بثمارها في الشرق الأوسط في وقت اختارت فيه الولايات المتحدة تغيير استراتيجيتها في المنطقة.

وقام الرئيس الروسي فلاديمير بجولة في الشرق الأوسط في بداية ديسمبر وسط غضب الدول الإسلامية من قرار ترامب الأحادي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واتخذت إدارة ترامب سلسلة من القرارات فاقمت من حدة الكراهية لها في المنطقة الأكثر عرضة للخطر في العالم وتركت قدرا كبيرا من عدم اليقين في علاقتها مع روسيا.

وبالنظر الى الأهمية الإستراتيجية وموارد الطاقة الوفيرة في الشرق الأوسط، فضلا عن الحاجة الملحة لمنع انتشار الإرهاب، يشعر الكثيرون بالقلق إزاء زيادة تدهور العلاقات الروسية-الأمريكية في ضوء الخلافات بين البلدين على القضايا الجوهرية في المنطقة.

وأشار ماهافي إلى أن الكونغرس الأمريكي غير متنقع بأن التقارب مع روسيا يمكن أن يحل القضايا الإقليمية والعالمية المتعلقة بأوكرانيا أو سوريا وكذلك إيران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وقال التقرير المشترك لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي ومجلس الشؤون الدولية الروسي في نوفمبر إن القوتين العالميتين" تتمددان وتختبران حدود ما هو ممكن في العالم".

الصور

010020070790000000000000011100001368528681