كولومبو 27 ديسمبر 2017 (شينخوا) تقع هامبانتونا في الطرف الجنوبي من سريلانكا على بعد 10 أميال بحرية فقط من طريق الشحن الدولي في المحيط الهندي. والآن، تخطو هذه المنطقة بخطى سريعة على طريق التنمية.
فمن وضع حجر أساس المنطقة الصناعية السريلانكية-الصينية في هامبانتوتا في بداية العام، إلى الإطلاق الرسمي للعمليات في ميناء هامبانتوتا من خلال مشروع سريلانكي-صيني مشترك في نهاية العام، إزدهر التعاون بين سريلانكا والصين في عام 2017، لتتحول معه رؤية تطوير هامبانتوتا بشكل تدريجي إلى واقع.
-- الميناء: بناء وتشغيل مشتركان
في موقع إنشاء المرحلة الثانية التي انتهت تقريبا من ميناء هامبانتوتا، تطل رافعات البوابات القنطرية وبعض المنشآت الأخرى بالميناء برؤوسها إلى السماء.
وقال ليو تشاو هوي، المدير المساعد للمشروع من شركة تشاينا هاربر للهندسة المحدودة، " لقد انتهينا من جميع أعمال الهندسة المدنية للمشروع في نوفمبر عام 2015 وسوف تصل جميع مرافق المناولة إلى موقع المشروع خلال هذا العام. ولن يبقى سوى اثنين من صنادل التزود بالوقود، وبحلول منتصف مايو في العام المقبل، سيتم الانتهاء من المرحلة الثانية للمشروع بالكامل".
وفي 9 ديسمبر، أطلقت سريلانكا والصين رسميا العمليات في ميناء هامبانتوتا من خلال مشروع مشترك بين هيئة الموانئ السريلانكية وشركة الموانئ التجارية الصينية القابضة.
وقال رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريمسينغه في نفس يوم الإطلاق الرسمي" لقد اتخذنا الترتيبات اللازمة لإدارة وإنجاح ميناء هامبانتوتا على المدى الطويل. وسوف تضمن الشركة السريلانكية-الصينية المشتركة، التي ستتولى إدارة هذا الميناء وعملياته، ميناء إضافيا في المحيط الهادئ".
ويثق الجانب السريلانكي بشدة بمستقبل عمليات ميناء هامبانتوتا كما هو حال الجانب الصيني تماما.
وقال نائب المدير العام لـ (سي أم بورت) هان تيان لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة، " إننا نتطلع لتحويل ميناء هامبانتوتا إلى محور رئيسي يربط الدول المجاورة وكذلك بقية العالم. هذه رؤية وطنية لسريلانكا كما تعد مهمتنا كمشغل".
وأضاف هانغ" إننا نؤمن بقوة أن ميناء هامبانتوتا سوف يلعب دورا مهما في صناعة النقل البحري في سريلانكا بدلا من ميناء كولومبو، حيث أنه هو أقرب إلى طريق الشحن الدولي. وستقوم (سي أم بورت) بنقل خبراتهم المتقدمة في تشغيل الموانئ في شنتشن الصينية إلى ميناء هامبانتوتا".
--طريق سريع: تجاوز الصعوبات وتحقيق الأهداف
وعلى بعد 20 كم شمالي هامبانتوتا، يقع موقع إنشاء الجزء الرابع من مشروع مد الطريق السريع الجنوبي في سريلانكا. يعمل العمال الصينيون والسريلانكيون بنشاط وهمة معا يوميا لبناء الطريق السريع، فيما تتكدس الحزم الجاهزة على الأرض. ويجرى تشييد أرصفة الجسر مع أجزاء من سطحه التي وضعت بالفعل.
وقال يانغ سن يان، ممثل مقاول المشروع الذي تنفذه شركة تشاينا هاربر،" لقد انتهينا من نصف العمل الشامل هذا العام بالرغم الفيلة والطاووس والقرود التي تعيش في غابة قريبة من موقع البناء مما تسبب في بعض الصعوبات لعملنا".
وأضاف يانغ" من الواضح لنا أن الحياة البرية ذات قيمة كبيرة للطبيعة والإنسان معا، لذلك، بهدف تقليل تأثير الإنشاء على الحياة البرية المحلية، قممنا ببناء جسرين خاصين في إطار مشروعنا، وتركنا مساحة أسفل الجسرين لتتنقل الحيوانات بين الجانبين بحرية".
وعلى بعد 60 كم غربا، يوجد الجزء الأول من مشروع مد الطريق السريع الجنوبي. وفي وجود الجبال والخيران والمستنقعات، فإن حالة التضاريس في هذا المنطقة تعتبر أكثر تعقيدا من الجزء الرابع من المشروع.
وقال نائب مدير المشروع الذي تنفذه المؤسسة الصينية الوطنية لتكنولوجيا الطيران الدولية القابضة تشو يويه، إن أول 13 كم من الجزء تمر بمنطقة ايلويلا المعروفة بالفيضانات، فيما تمر أخر 17 كم بمنطقة جبلية.
علاوة على ذلك، أثرت الأمطار الغزيرة تأثيرا كبيرا على المشروع.
وقال تشو إن العديد من مواد ومعدات البناء جرفتها المياه كما أن قنوات التصريف قيد الإنشاء جرفت أيضا بشدة. وأوقف المشروع لعدة أيام بسبب الأمطار الغزيرة.
وأضاف تشو "مع ذلك، ضبطنا أنفسنا بسرعة لإحياء العمل بعد الأمطار. وبحلول نهاية العام، أنجزنا أكثر من 50 بالمئة من عبء العمل في المشروع. وعلى الرغم من مرورنا بصعوبات كثيرة هذا العام، نجحنا في تغيير المد".
ومن ماتارا إلى هامبانتونا، ينقسم مشروع مد الطريق السريع الجنوبي إلى 4 أجزاء تم التعاقد على جميعها مع شركات صينية.
وقال مدير المشروع من هيئة تنمية الطرق السريلانكية آر.أم غاميني لوكالة ((شينخوا)) إن أعمال إنشاء طريق هامبانتوتا السريع تتقدم بشكل جيد، آملا الانتهاء منه بحلول عام 2019.
وقال إن الطريق السريع سيربط أجزاء عديدة في الدولة مثل مقاطعة ايسترن ومقاطعة أوفا وحتى المناطق الجنوبية الأخرى.
وقال جاميني"هذا الطريق السريع سيفيد المجتمعات المحلية كما أنه سيسهل من حركة نقل السلع. الطريق السريع سيساعد أيضا البائعين على طوله على نقل سلعهم إلى كولومبو في وقت قصير وسيساعد هذا على تحسين مستوى معيشتهم".
--المنطقة الصناعية: من هنا إلى المستقبل
ويخدم الميناء كمحور للتعاون بين سريلانكا والصين في هامبانتوتا وسيوفر الطريق السريع الدعم اللازم من البنية التحتية للمنطقة.
وتتطلع الصين وسريلانكا إلى التعاون أيضا بشأن منطقة صناعية ولوجيستية في هامبانتوتا.
وقال السفير الصيني لدى سريلانكا يي شيان ليانغ لوكالة ((شينخوا)) "في المستقبل، الصين ستواصل دفع التعاون مع سريلانكا بشأن المنطقة قدما".
وفي يناير، تم وضع حجر أساس المنطقة الصناعية واللوجيستية السريلانكية -الصينية في هامبانتوتا وأفتتح مكتب لجذب الاستثمارات إلى المنطقة في وقت لاحق في نوفمبر.
وفي الوقت الراهن، تتفاوض شركة تشاينا هاربر مع حكومة سريلانكا بشأن تطوير المنطقة، ويبحث الطرفان الآن عن مستثمرين محتملين للانضمام إلى المنطقة. وقد زارت أكثر من 30 شركة المنطقة وأعربت عن استعدادها.
وقال المدير التنفيذي المشتركة للمكتب التمثيلي لشركة تشاينا هاربر في سريلانكا تشانغ ليان جيو لوكالة ((شينخوا)) إن أكثر من 10 شركات أرسلت خطابات اهتمام.
ووافق مجلس الوزراء السريلانكي لمجلس كهرباء سيلون، وهو مصلحة تابعة للدولة، على تطوير محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي السائل بقدرة 400 ميغاوات في المنطقة بشكل مشترك مع مؤسسة هندسة المعدات الصينية.
ووفقا للمقترح، فإن المنطقة الصناعية واللوجيستية السريلانكية-الصينية، التي تغطي 50 كم، لن توفر فقط خدمات الشحن الأساسية، بل ستبدأ أيضا في الصناعات المتعلقة بالموانئ مثل صناعات التكرير والمنتجات البحرية.
وقال وزير الموانئ والشحن السريلانكي ماهيندا سامارسينغه إن المنطقة تتمتع بمستقبل واعد مع بداية التعاون الصيني-السريلانكي في ميناء هامبانتوتا.
وأضاف" ستكون هناك عدة مناطق صناعية في منطقة هامبانتوتا وفي مناطق أخرى مختارة حيث يتوقع أن تقوم الشركات الصينية بالإنشاء والاستثمار والمساهمة بشكل أكبر".