بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 28 ديسمبر 2017 (شينخوا) أكد الدكتور الصاوي أحمد استاذ الفلسفة بجامعة بنها، ومسئول العلاقات الدولية مع الجامعات الصينية على وجود جهود حثيثة لسد الفجوة المعرفية بهدف تعزيز العلاقات العربية – الصينية.
وقال الصاوي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "هناك عدة عقبات كانت تحد إلى درجة كبيرة من تحقيق التواصل العربي - الصيني، وتعزيز التعاون المشترك بينهما لسنوات طويلة، من أهمها اللغة ثم الثقافة".
وأضاف "نحن في المنطقة العربية نعلم ونجيد التحدث إما باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وبالتالي نستطيع أن نفهم الغرب جيدا أو الغرب يفهمنا نظرا لتوفر أداة التواصل المتمثلة في اللغة".
وتابع قائلا "أيضا بالنسبة للثقافة فكل مصري وعربي محيط بالثقافة الغربية إلى حد كبير، نظرا للتقارب الجغرافي والتبادل الثقافي والتعليمي، والتوجه إلى الغرب في الماضي كان على أشده، ووقوع أغلب دول المنطقة في الماضي تحت وطأة الاحتلال الأوروبي".
وأشار الصاوي إلى أنه يشارك سنويا في الكثير من الفعاليات مع الجانب الصيني للتباحث حول كيفية التواصل والتفاعل والتعاون الثقافي والاجتماعي والانساني والتعليمي والاقتصادي أيضا بين مصر والصين.
ونوه بأن مخرجات هذه الفعاليات كانت تركز دائما على الفجوة المعرفية الموجودة بين الصين والعرب بشكل عام والصين ومصر على وجه الخصوص، وتم تحديد هذه الفجوة في مجالات اللغة والثقافة ومجالات العلم والبحث العلمي.
ولفت إلى أن الجانبين العربي والصيني بحثا سبل وكيفية مواجهة هذه الفجوة المعرفية لتعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق أهداف مبادرة الحزام والطريق.
وأشار إلى أنه قد تم تشكيل عدة لجان لهذا الهدف بين وزارتي التعليم العالي في الجانبين، وأنه تم اختياره كمنسق لهذا المشروع بمصر ومن الجانب الصيني وو تشي أستاذ اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية.
وأوضح أنه في هذا الاطار أطلقنا مشروعا تحت عنوان "العوامل المشتركة بين الثقافتين المصرية والصينية"، منوها بأنه تم البدء فيه بخصائص الثقافة الصينية والمصرية منذ القدم.
وأردف الصاوي قائلا "العلاقات المصرية – الصينية تتحسن وتتطور بشكل كبير للغاية خاصة مع التوسع في تدريس اللغة الصينية بالجامعات المصرية، فبعد ان كان ذلك قاصرا على كلية الألسن بجامعة عين شمس فقط، الأن يتم تدريسها بنحو 12 جامعة مصرية، ويتلقاها الاف الطلبة المصريين سنويا".
وأكد أن هناك عددا كبيرا من جانب الطلاب المصريين يسعون حاليا للحصول على منح الماجستير والدكتوراه بالصين والمئات يحصلون عليها سنويا، بعدما كانوا يتهربون من ذلك في السابق، وهو ما اعتبره تطورا كبيرا في التواصل المعرفي والانساني بين الجانبين.
وتابع "في المقابل أيضا، كان من يرغب في دراسة اللغة العربية بالصين كان عليه أن يأتي إلى مصر لدراستها، وغالبا كانت قاصرة على المنح التي تقدمها جامعة الأزهر، وكان الحاصلين عليها يعدون على الأصابع، والأن الأزهر ومختلف الجامعات المصرية لديه بالألاف يدرسون اللغة العربية ويدرسون مختلف العلوم باللغة العربية أيضا".
وثمن الدكتور الصاوي أحمد استاذ الفلسفة بجامعة بنها، ومسئول العلاقات الدولية مع الجامعات الصينية، غاليا ما قامت به الصين من إنشاء واقامة العديد من الجامعات والمعاهد والأقسام في مختلف ربوع الصين لدراسة اللغة العربية، ودراسة الثقافة والحضارة العربية.
وشدد على أنه "كلما ازددنا معرفة ببعضنا البعض كلما ازدادت وتعمقت وترسخت علاقاتنا السياسية والاقتصادية والصناعية والتجارية والتكنولوجية، وكلما قلت هذه المعرفة كلما ضعفت هذه العلاقات".
وأكد أن العلاقات بين الجانبين كل يوم تشهد زخما وتكتسب أرضية جديدة ليس على المستوى الرسمي فقط وانما على المستوى الشعبي أيضا، وتغيرت الصورة الذهنية السلبية المتبادلة نتيجة ذلك.