القاهرة 28 ديسمبر 2017 (شينخوا) شهدت مصر خلال العام 2017 الذي لا يتبقى سوى أيام على نهايته، تحسنا ملحوظا في جميع مؤشراتها الاقتصادية، كنتيجة مباشرة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الحكومة، وذلك على الرغم من العمليات الإرهابية التي تستهدف عرقلة بناء الدولة.
وحققت مصر معدل نمو بلغ 4.2 % خلال العام المالي 2016 - 2017، وتستهدف الحكومة الوصول إلى معدل نمو يبلغ 6 % في الخمس سنوات المقبلة، حسب وزير المالية عمرو الجارحي.
كما ارتفع الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي إلى 36 مليارا و723 مليون دولار في نهاية نوفمبر الماضي، وهو أعلى رصيد للاحتياطي في تاريخه، وذلك على الرغم من التزام مصر بسداد كافة التزاماتها تجاه العالم الخارجي فى توقيتاتها المحددة.
وارتفع أيضا إجمالي تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الفترة من نوفمبر 2016 وحتى أكتوبر 2017 إلى 24.2 مليار دولار، مقابل نحو 20.2 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام السابق.
كذلك أعلنت الهيئة (العامة للرقابة على الصادرات والواردات)، تراجع واردات البلاد غير البترولية خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر الماضيين بنسبة 16.2 %.
وسجلت واردات مصر غير البترولية خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2017 نحو 46.118 مليار دولار مقابل 55 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2016.
بينما ارتفعت صادرات مصر غير البترولية خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الحالي بنحو 10 % لتبلغ 20.284 مليار دولار مقابل 18.428 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
إلى ذلك، تراجع معدل البطالة في مصر إلى 11.9 بالمائة في الربع الثالث من العام الجاري، مقابل 12.6 بالمائة في نفس الفترة من العام 2016.
وحققت قناة السويس زيادة في إيراداتها التي بلغت خلال الفترة من شهر يناير إلى أكتوبر الماضيين أربعة مليارات و343 مليون دولار، بنسبة زيادة 3.4 %.
كما بدأت السياحة في التعافي حيث زار مصر خلال الفترة من يناير حتى نهاية أغسطس الماضيين نحو 5.16 مليون سائح، بزيادة قدرها 53 % عن عددهم خلال نفس الفترة من العام الفائت.
في الوقت نفسه، أعلنت مصر بدء ضخ الغاز الطبيعي من الآبار البحرية بحقل "ظهر" في البحر المتوسط، في الشبكة القومية للغازات.
ويعد ظهر أكبر حقل للغاز في البحر المتوسط، ومع اكتمال المرحلة الأولى منه فى يونيو 2018 سيصل الإنتاج تدريجيا إلى أكثر من مليار قدم مكعب غاز يومياً، وهو ما سيساهم إيجابياً فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى.
وفور الانتهاء من تلك المرحلة، سيتم البدء فى تنفيذ المرحلة الثانية من الحقل، التي من المخطط الانتهاء منها فى نهاية العام 2019 ليصل الإنتاج باكتمال كافة مراحل المشروع إلى 2.7 مليار قدم مكعب غاز يومياً.
وفي خطوة لتنويع مصادر الطاقة، وقعت مصر مع شركة (روس آتوم) الروسية العقد النهائي لإنشاء أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء، وذلك في منطقة الضبعة، شمال غرب القاهرة، وذلك بحضور الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين.
وتبلغ تكلفة إنشاء المحطة نحو 29 مليار دولار، سيمول الجانب الروسي منها 25 مليار (85 % من تكلفة المشروع) على شكل قرض بفائدة سنوية 3 %، على أن يتكفل الجانب المصري بتوفير أربعة مليارات دولار.
وحققت مصر هذه الزيادة في المؤشرات الاقتصادية على الرغم من العمليات الإرهابية العديدة التي تستهدف إسقاط الدولة.
ووقع خلال هذا العام سلسلة عمليات إرهابية كبرى، كان أقساها حادث مسجد الروضة حيث اقتحمت عناصر تتبع تنظيم داعش المسجد أثناء خطبة صلاة الجمعة وأطلقت النار عشوائيا على المصلين، ما أسفر عن مقتل 310 أشخاص، بينهم 27 طفلا، إلى جانب 128 جريحا.
ويعد هذا الحادث الإرهابي الذي وقع في نوفمبر الماضي الأكبر في تاريخ البلاد.
وكان المسلحون يحملون أسلحة نارية آلية وأحدهم يحمل راية سوداء مدون عليها عبارة (أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله)، ويرتدون جميعا ملابس تشبه الملابس العسكرية عبارة عن بنطال مموه وقميص أسود اللون"، حسب بيان النيابة العامة.
وجاء هذا الحادث بعد نحو شهر من آخر قاس، أسفر عن مقتل 29 قتيلا وجريحا في صفوف الشرطة و15 في صفوف الإرهابيين خلال مواجهات على طريق الواحات بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة.
كما وقع في 9 أبريل الماضي تفجيران طالا كنيستين في طنطا والإسكندرية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والمصابين، بالتزامن مع احتفالات دينية للأقباط.
ولم يخل العام الجاري من الفرحة بالنسبة للمصريين، حيث صعد المنتخب الوطني لكرة القدم إلى مونديال روسيا 2018، للمرة الاولى منذ 28 عاما.
وأوقعت القرعة التي أجريت بقصر الكرملين في موسكو منتخب مصر في مجموعة متوسطة مع منتخبات البلد المضيف روسيا، وأوروجواي والسعودية.
ويخوض المنتخب المصري أولى مبارياته ضد منتخب أوروجواي في 15 يونيو القادم.