واشنطن 29 ديسمبر 2017 (شينخوا) أسهمت 3 لقاءات مباشرة و 9 اتصالات هاتفية بين أعلى قيادة في الصين والولايات المتحدة، في الحفاظ على اتصالات وثيقة بين البلدين هذا العام، ومهدت الطريق أمام التطور المستقبلي للعلاقات الثنائية .
يقول خبراء إن الدبلوماسية رفيعة المستوى أمر حيوي للتطور السلس للعلاقات الصينية الأمريكية . وإن التواصل المستمر والمعمق بين القادة يمكن أن يسهم في تفادي سوء الفهم، ويعزز بناء الثقة وإدارة الاختلافات بشكل صائب، ويزيد التعاون، بما يخدم البلدين والعالم أجمع.
اجتماع مار أ لاغو : بداية جديدة
في إبريل، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في منتجع مار أ لاغو بولاية فلوريدا الأمريكية ، وهو أول لقاء من نوعه منذ أن تولى ترامب مهام منصبه في يناير.
وبدون الشكليات المعتادة في الزيارات الرسمية، أمضى الزعيمان أكثر من 7 ساعات سويا خلال يومين، وناقشا قضايا هامة وحددا الطريق لأهم العلاقات الثنائية بالعالم.
وكما قال شي، هناك "ألف سبب يجعل العلاقات الصينية الأمريكية تواصل حيويتها، ولا سبب لتوقفها."
وتعليقا على هذه العلاقات ، قال داريل ويست، مدير دراسات الحوكمة في معهد بروكينغز "إنهما البلدان الأبرز في العالم، ومن المهم جدا وجود اتصالات مفتوحة، حتى لا يحدث سوء فهم."
خلال لقاء مار أ لاغو ، تم تدشين 4 آليات حوار رفيعة المستوى، مخصصة لزيادة الاتصالات والتعاون بين الصين والولايات المتحدة، وتغطي مجالات رئيسية في الدبلوماسية والأمن والاقتصاد وإنفاذ القانون والأمن السيبراني، إضافة إلى التبادلات الاجتماعية والشعبية.
هذه الآليات توفر فرصا للمسئولين الصينيين والأمريكيين للحديث حول مواضيع هامة تغطي السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، والتبادلات بين جيشي البلدين، وكذلك التعاون الإبداعي ومكافحة الجرائم الإلكترونية .
وبالمقارنة مع آليات الاتصال السابقة، هذه الأربع الجديدة موجهة أكثر نحو تحقيق نتائج ملموسة، والتركيز على مجالات رئيسية ذات اهتمام متبادل، وفقا لما قاله تشينغ لي، مدير مركز جون إل ثورنتون الصيني في معهد بروكينغز، في تصريح لـ((شينخوا)).
ورغم مواصلة الرئيس ترامب لمبدأ "أمريكا أولا "، بعد توليه منصبه، لكنه اعترف أيضا بأن الولايات المتحدة تحتاج للتعاون مع الدول الأخرى فيما يتعلق بالشئون الدولية "ولاسيما مع الصين"، حسب قول لي.
لقاء هامبورغ : تطور جديد
في يوليو، التقى شي وترامب في هامبورغ الألمانية ، على هامش قمة مجموعة العشرين، وناقشا تعميق التعاون على أساس المنفعة المتبادلة.
وفي محادثاتهما، اتفق الجانبان على المعالجة الصائبة لخلافاتهما . وتبادلا أيضا وجهات النظر حول قضايا ساخنة مثل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وأكدا على الحل السلمي لها.
وقال شي لترامب إن العلاقات القوية بين الصين والولايات المتحدة تسهم في دفع الاستقرار والازدهار ، وتخدم مصالح كلا الشعبين، وكذلك المجتمع الدولي، في عالم معقد تبرز فيه صراعات مختلفة.
وفي معرض إشارته إلى أن خطة عمل الـ100 يوم التي أقيمت بعد لقاء الرئيسين في مار أ لاغو ، قد حققت تقدما جديدا، قال شي إن الجانبين يناقشان خطة تعاون لعام واحد.
وحث الرئيس الصيني أيضا على بذل جهود مشتركة للحفاظ على العلاقات الثنائية على مسارها، والتنسيق حول الشئون الدولية.
قال دوغلاس بال، نائب رئيس قسم الدراسات في مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي "إن النتائج المتحققة حتى الآن ضمن برنامج عمل الـ100 يوم لتطوير التجارة والاستثمار، تبدو بناءة جدا بحيث لا يمكن انتقادها أبدا."
أما جيا شيوي دونغ، الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية، فقال إن العلاقات الصينية الأمريكية حيوية جدا للنمط الجديد للعلاقات الدولية، ولجهود بناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية.
وفي حديث مع ((شينخوا)) مؤخرا، قال جوزيف ناي،البروفيسور في جامعة هارفارد، إن الحوار مهم جدا بين أكبر بلد نام وأكبر بلد متطور.
وأوضح "اعتقد أن الحوارات هامة جدا، ونحن فعلا بحاجة لمثل هذه الحوارات" ، مضيفا "أرى أنه كلما زاد الصينيون والأمريكيون من الحوار فيما بينهم، وفهموا بعضهم البعض أكثر فأكثر، كلما قلّ احتمال ظهور سوء فهم بينهم."
زيارة دولة مميزة المستوى : فصل جديد
في 8 نوفمبر، بدأ ترامب زيارة دولة للصين. وكان أيضا أول رئيس دولة يزور الصين بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، والذي عقد في بكين في أكتوبر.
لقد قام "بزيارة دولة في غاية الأهمية " وحظي باستقبال كبير في الصين.
فخلال إقامته، أمضى مع الرئيس شي أكثر من 10 ساعات سويا، حيث تبادلا الحوار والملاحظات حول سلسلة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتم التوصل لتوافق كبير، وتعزز الوئام الشخصي بينهما.
ووقع البلدان اتفاقيات تجارة وأعمال بقيمة 250 مليار دولار، مظهرين الرغبة الحسنة وكذلك الثقة في التعاون الاقتصادي المستقبلي.
وفي هذا الصدد، أكد ويليام جونز، مدير مكتب واشنطن لمجلة Executive Intelligence Review الإخبارية ، على الأهمية التاريخية للقاء شي - ترامب، فقال "لقد حدثت زيارة نيكسون (للصين عام 1972) في ظل أجواء تتميز بالآثار الجيوسياسية للحرب الباردة، ولكننا الآن نعيش في عالم يتجه بشكل متزايد نحو مجتمع المصالح المشتركة، الذي تحدث الرئيس شي عنه كثيرا"، مضيفا "أن العلاقات الصينية - الأمريكية تسير بالتأكيد باتجاه تصاعدي ."
وعلى الصعيد نفسه، قال تسوي لي رو، الرئيس السابق للمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة "إن الإنجاز السياسي الهام لقمة شي - ترامب يتجلى في أن الجانبين اتفقا على أن المستقبل الأفضل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التعاون متبادل المنفعة، بحيث تم تحديد المسار للتطور المستقبلي للعلاقات الصينية - الأمريكية ."
لقد قال نائب وزير الخارجية الصيني، تشينغ تسه قوانغ "إن العلاقات المستقرة والمتطورة بين الصين والولايات المتحدة لا تخدم شعبي البلدين فحسب، بل تلبي أيضا تطلعات المجتمع الدولي."