تقرير إخباري: جهود متواضعة لإعمار المدينة القديمة في الموصل

22:37:31 05-01-2018 | Arabic. News. Cn

الموصل، العراق 5 يناير 2018 (شينخوا) منازل وبنايات وأسواق ومساجد وكنائس ومحال كلها مدمرة بالكامل في المدينة القديمة التي تقع قلب مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، ورغم كل ذلك فان جهود الاعمار قليلة جدا او تكاد تكون معدومة ولا تتناسب مع حجم الدمار.

وقال المهندس احمد جاسم مدير القطاع البلدي للمدينة القديمة لوكالة أنباء (شينخوا)، "لا استطيع ان أعطي نسبة معينة للدمار في المدينة القديمة لان اغلب المباني والبيوت والأسواق مدمرة بالكامل او فيها دمار كبير ".

واضاف جاسم الذي كان يستعد للقيام بحملة لفتح بعض الازقة في منطقة خزرح، بدأنا في العاشر من شهر اغسطس الماضي العمل وانجزنا جسر الحديد والجسر الخامس ورفعنا مليون و500 الف م3 من الانقاض اي ما يعادل مليوني طن من الشوارع وبعض الازقة.

وبين أن أكثر من 3 ملايين طن من الانقاض ما تزال موجودة، مشيرا إلى أن الانقاض التي تم رفعها هي من الشوارع والازقة الداخلية فقط.

وأوضح أن أهم المشاكل التي تواجههم هي كثرة السيارات المحروقة لان التنظيم الارهابي جمع الالاف السيارات داخل المدينة وقام بحرقها عند تقدم القوات العراقية ما شكل لنا مشكلة كبيرة، لافتا إلى أن المشكلة الاخرى التي تواجههم هي احتياجهم إلى آليات خاصة للدخول إلى الازقة الضيقة من اجل رفع الانقاض، وهي غير متوفرة حاليا، والمشكلة الاخرى ان العوائل عندما تعود وتقوم بتنظيف منازلها تقوم بوضع الانقاض في الافرع او الشوارع وهذا يعيق عملها.

وتابع "نحتاج إلى آليات متخصصة ومبالغ كبيرة من اجل اعمار هذه المدينة المكونة من 14 حيا تضم 12 الف وحدة سكنية، وفيها 127 موقعا اثريا بينها مساجد وكنائس ودور عباد لليهود، وهذه كلها تحتاج إلى اعادة اعمار والى فرق خاصة باعمارها".

واشار الى ان الحكومة المركزية دعمت قاطع بلدية المدينة القديمة ببعض الآليات التي يعملون فيها لرفع ما تبقى من الانقاض، مبينا ان القوات العراقية المتمثلة بالفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية هي الاخرى تساهم وفقا لامكانياتها في حملة الاعمار واعادة الحياة إلى طبيعتها في هذا الجزء المهم من مدينة الموصل، داعيا الاغنياء من اهالي الموصل إلى التبرع لدعم عمل البلدية.

من جانبه، قال المواطن ذنون عبدالجواد "إن الجهود التي تقوم بها البلدية جيدة لكن امكانياتهم قليلة جدا، واعمار هذه المدينة التي تبلغ نسبة الدمار فيها 90 بالمائة تحتاج إلى امكانيات دولة غنية حتى تعيدها الى طبيعتها"، مضيفا "الدمار شمل كل شيء الاسواق كلها مدمرة والمنازل اغلبها مدمرة، الدمار في كل مكان، لكن الحكومة المركزية ما تزال لم تقدم لنا اي شيء، وما نزال نأمل ان تقدم لنا على الاقل تعويضات لنعيد بناء منازلنا".

وأفاد بان العوائل التي تعود تقوم بجمع تبرعات فيما بينها من اجل ادامة الحياة وتوفير الحد الادني من الخدمات لكي تستمر الحياة، وقال "سكان المدينة القديمة اغلبهم فقراء، لذلك بدأوا يعودون إلى منازلهم رغم ان اغلب منازلهم مدمرة ، لكن عادوا لانهم لايستطيعون دفع ايجار منزل في منطقة اخرى"، مؤكدا أن الجهود الحكومية قليلة جدا قياسا إلى حجم الدمار الكبير.

بدوره، قال محمد غانم صاحب محل "نقوم بالاعتماد على انفسنا لاعمار محلاتنا لان الجهود الحكومية قليلة جدا او معدومة فكل ما تفعله البلدية هو تنظيف الشوارع فقط"، متسائلا "اين الدول المانحة التي اعلنت انها سوف تساعد اهالي الموصل في اعمار مدينتهم التي هدمها الارهاب".

ومضى يقول "اهالي الموصل اناس عمليون ويحسبون كل شيء بدقة ويحبون الحياة ولن يسمحوا لعجلتها بالتوقف، لذلك هبوا إلى تعمير منازلهم ومحالهم وفقا لامكانياتهم ولو كانت لديهم اموال كافية او جهات تقدم لهم القروض لرأيت الموصل الان بحلة مختلفة تماما".

وحسب مدير القطاع البلدي فان عدد سكان المدينة القديمة قبل احتلالها من تنظيم داعش كان يبلغ 100 الف نسمة وفيها 15 الف عائلة، مبينا ان آلف عائلة فقط عادت إلى منازلها، والعوائل الباقية تأتي لتنظيف منازلها ومن يتوفر لديه أبسط مقومات السكن يعود فورا.

وتشير الاحصائيات التي اعدتها بعض المنظمات المختصة إلى أن 63 مسجدا وكنسية اغلبها تاريخية دمرت، كما دمر 212 معملا وورشة و29 فندقا و9 مستشفيات و76 مركزا صحيا، فضلا عن تدمير جسور المدينة الخمسة، وتدمير 308 مدارس و12 معهدا وجامعة الموصل وكلياتها، وجميع الدوائر التابعة للشرطة والاجهزة الامنية فيما قدرت الامم المتحدة المنازل المدمرة في المدينة القديمة وحدها باكثر من 7600.

وتمكن تنظيم داعش الارهابي في العاشر من يونيو عام 2014 من السيطرة على مدينة الموصل والمنشآت الحيوية والمباني الحكومية الرئيسة فيها، بما فيها مبنى محافظة نينوى والمطار وقنوات تلفزيونية وقام بتدمير العديد من الأماكن الأثرية فيها، وتمكنت القوات العراقية من استعادتها بالكامل في العاشر من يوليو الماضي.

وتقر الحكومة العراقية بفداحة الاضرار في مدينة الموصل بشكل عام وتعهدت بالقيام بحملة لاعادة اعمار هذه المدينة من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد ان حررتها القوات العراقية من سيطرة التنظيم المتطرف في العاشر من يوليو الماضي، لكنها ما تزال تنتظر مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في دولة الكويت في شهر فبراير المقبل.

ويتوقع ان تصل قيمة فاتورة إعادة إعمار الدمار الذي خلفته معارك استعادة الموصل وغيرها من المناطق العراقية من آثار تنظيم داعش الارهابي إلى 100 مليار دولار.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تقرير إخباري: جهود متواضعة لإعمار المدينة القديمة في الموصل

新华社 | 2018-01-05 22:37:31

الموصل، العراق 5 يناير 2018 (شينخوا) منازل وبنايات وأسواق ومساجد وكنائس ومحال كلها مدمرة بالكامل في المدينة القديمة التي تقع قلب مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، ورغم كل ذلك فان جهود الاعمار قليلة جدا او تكاد تكون معدومة ولا تتناسب مع حجم الدمار.

وقال المهندس احمد جاسم مدير القطاع البلدي للمدينة القديمة لوكالة أنباء (شينخوا)، "لا استطيع ان أعطي نسبة معينة للدمار في المدينة القديمة لان اغلب المباني والبيوت والأسواق مدمرة بالكامل او فيها دمار كبير ".

واضاف جاسم الذي كان يستعد للقيام بحملة لفتح بعض الازقة في منطقة خزرح، بدأنا في العاشر من شهر اغسطس الماضي العمل وانجزنا جسر الحديد والجسر الخامس ورفعنا مليون و500 الف م3 من الانقاض اي ما يعادل مليوني طن من الشوارع وبعض الازقة.

وبين أن أكثر من 3 ملايين طن من الانقاض ما تزال موجودة، مشيرا إلى أن الانقاض التي تم رفعها هي من الشوارع والازقة الداخلية فقط.

وأوضح أن أهم المشاكل التي تواجههم هي كثرة السيارات المحروقة لان التنظيم الارهابي جمع الالاف السيارات داخل المدينة وقام بحرقها عند تقدم القوات العراقية ما شكل لنا مشكلة كبيرة، لافتا إلى أن المشكلة الاخرى التي تواجههم هي احتياجهم إلى آليات خاصة للدخول إلى الازقة الضيقة من اجل رفع الانقاض، وهي غير متوفرة حاليا، والمشكلة الاخرى ان العوائل عندما تعود وتقوم بتنظيف منازلها تقوم بوضع الانقاض في الافرع او الشوارع وهذا يعيق عملها.

وتابع "نحتاج إلى آليات متخصصة ومبالغ كبيرة من اجل اعمار هذه المدينة المكونة من 14 حيا تضم 12 الف وحدة سكنية، وفيها 127 موقعا اثريا بينها مساجد وكنائس ودور عباد لليهود، وهذه كلها تحتاج إلى اعادة اعمار والى فرق خاصة باعمارها".

واشار الى ان الحكومة المركزية دعمت قاطع بلدية المدينة القديمة ببعض الآليات التي يعملون فيها لرفع ما تبقى من الانقاض، مبينا ان القوات العراقية المتمثلة بالفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية هي الاخرى تساهم وفقا لامكانياتها في حملة الاعمار واعادة الحياة إلى طبيعتها في هذا الجزء المهم من مدينة الموصل، داعيا الاغنياء من اهالي الموصل إلى التبرع لدعم عمل البلدية.

من جانبه، قال المواطن ذنون عبدالجواد "إن الجهود التي تقوم بها البلدية جيدة لكن امكانياتهم قليلة جدا، واعمار هذه المدينة التي تبلغ نسبة الدمار فيها 90 بالمائة تحتاج إلى امكانيات دولة غنية حتى تعيدها الى طبيعتها"، مضيفا "الدمار شمل كل شيء الاسواق كلها مدمرة والمنازل اغلبها مدمرة، الدمار في كل مكان، لكن الحكومة المركزية ما تزال لم تقدم لنا اي شيء، وما نزال نأمل ان تقدم لنا على الاقل تعويضات لنعيد بناء منازلنا".

وأفاد بان العوائل التي تعود تقوم بجمع تبرعات فيما بينها من اجل ادامة الحياة وتوفير الحد الادني من الخدمات لكي تستمر الحياة، وقال "سكان المدينة القديمة اغلبهم فقراء، لذلك بدأوا يعودون إلى منازلهم رغم ان اغلب منازلهم مدمرة ، لكن عادوا لانهم لايستطيعون دفع ايجار منزل في منطقة اخرى"، مؤكدا أن الجهود الحكومية قليلة جدا قياسا إلى حجم الدمار الكبير.

بدوره، قال محمد غانم صاحب محل "نقوم بالاعتماد على انفسنا لاعمار محلاتنا لان الجهود الحكومية قليلة جدا او معدومة فكل ما تفعله البلدية هو تنظيف الشوارع فقط"، متسائلا "اين الدول المانحة التي اعلنت انها سوف تساعد اهالي الموصل في اعمار مدينتهم التي هدمها الارهاب".

ومضى يقول "اهالي الموصل اناس عمليون ويحسبون كل شيء بدقة ويحبون الحياة ولن يسمحوا لعجلتها بالتوقف، لذلك هبوا إلى تعمير منازلهم ومحالهم وفقا لامكانياتهم ولو كانت لديهم اموال كافية او جهات تقدم لهم القروض لرأيت الموصل الان بحلة مختلفة تماما".

وحسب مدير القطاع البلدي فان عدد سكان المدينة القديمة قبل احتلالها من تنظيم داعش كان يبلغ 100 الف نسمة وفيها 15 الف عائلة، مبينا ان آلف عائلة فقط عادت إلى منازلها، والعوائل الباقية تأتي لتنظيف منازلها ومن يتوفر لديه أبسط مقومات السكن يعود فورا.

وتشير الاحصائيات التي اعدتها بعض المنظمات المختصة إلى أن 63 مسجدا وكنسية اغلبها تاريخية دمرت، كما دمر 212 معملا وورشة و29 فندقا و9 مستشفيات و76 مركزا صحيا، فضلا عن تدمير جسور المدينة الخمسة، وتدمير 308 مدارس و12 معهدا وجامعة الموصل وكلياتها، وجميع الدوائر التابعة للشرطة والاجهزة الامنية فيما قدرت الامم المتحدة المنازل المدمرة في المدينة القديمة وحدها باكثر من 7600.

وتمكن تنظيم داعش الارهابي في العاشر من يونيو عام 2014 من السيطرة على مدينة الموصل والمنشآت الحيوية والمباني الحكومية الرئيسة فيها، بما فيها مبنى محافظة نينوى والمطار وقنوات تلفزيونية وقام بتدمير العديد من الأماكن الأثرية فيها، وتمكنت القوات العراقية من استعادتها بالكامل في العاشر من يوليو الماضي.

وتقر الحكومة العراقية بفداحة الاضرار في مدينة الموصل بشكل عام وتعهدت بالقيام بحملة لاعادة اعمار هذه المدينة من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد ان حررتها القوات العراقية من سيطرة التنظيم المتطرف في العاشر من يوليو الماضي، لكنها ما تزال تنتظر مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في دولة الكويت في شهر فبراير المقبل.

ويتوقع ان تصل قيمة فاتورة إعادة إعمار الدمار الذي خلفته معارك استعادة الموصل وغيرها من المناطق العراقية من آثار تنظيم داعش الارهابي إلى 100 مليار دولار.

الصور

010020070790000000000000011101451368750871