السويداء ــ سوريا 5 يناير 2018 (شينخوا) وقف أبو رواد ينظر من نافذة منزله، على منظر تساقط الثلوج الغزيرة على الأرض ، والفرح والسرور يملئ وجهه المتجعد الذي يدل على تعب السنين التي عاشها هذا الرجل السبعيني بالعمر.

وقال أبو رودا وهو يرتدي فروة سواء اللون وعلى رأسه كوفيه حمراء اللون لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الجمعة) إن " هطول المطر تأخر كثيرا هذا العام، وبدأنا نشعر بالقلق الحقيقي على مواسم الزراعة التي قمنا ببذرها بالأرض " ، مشيرا إلى أن هذا الهطل اليوم وتساقط الثلوج احيا فينا الامل بموسم جيد.

ومضى أبو رواد يقول إن " معظم الفلاحين في محافظة السويداء اليوم يشعرون بالفرح والسرور لمشاهدة منظر سقوط الامطار والثلوج " ، داعيا ان يستمر هذا الهطل على فترات متواصلة خلال فصل الشتاء .

من جانبه، استيقظ سليمان (43 عاما) على مشهد طال انتظاره هذه السنة وهو مشهد تساقط الثلج في بلدته التي تقع جنوب شرق محافظة السويداء ( جنوب سوريا ) ، وقال وهو يتأمل بكثير من الفرح " الحمد الله الذي تساقط الثلج بعد انحباس لاكثر من شهرين " .

وأكد سليمان وهو موظف في إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الزراعة في سوريا أن هذه الهطولات الثلجية والمطرية تبشر بالخير ، مبينا أن تأخر الهطل المطري ادخل القلق والخوف في نفوس الفلاحين.

اما أبو عدنان (67 عاما) يعمل في قطاع الزراعة ، أعتبر ان تساقط الثلج هو نعمة الله من السماء على الأرض، مؤكدا أن هذا التأخر يؤثر سلبا على المخزون الاحتياطي للأرض .

وقال أبو عدنان إن " الامطار والثلوج كانت في العام الماضي افضل بكثير وكانت مواسم القمح والشعير افضل " ، متمنيا أن يكون هذا العام مبشرا بالخير.

وأشار إلى أن الانحباس المطري أيضا يؤثر على المياه الجوفية والابار الارتوازية الموجودة في محافظة السويداء ، وهذا بدوره يهدد بالعطش وشح في مياه الشرب.

وكانت وزارة الأوقاف في سوريا دعت الأسبوع الماضي إلى صلاة استسقاء ، بسبب تأخر نزول المطر .

وعبر الكثير من المواطنين السوريين عن فرحتهم بتساقط الثلج ، ولو كانت بسمكات قليلة ، مؤكدين أن الثلج هو خميرة الأرض ، ومن خلالها تسيل الينابيع والوديان في فصل الربيع .

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم أنه بعد انحباس طويل للمطر شهدت مدينة دمشق وريفها منذ ساعات فجر اليوم الجمعة هطول أمطار غزيرة حملت معها التفاؤل والآمال بأن تعوض هذه الهطولات فترة الانقطاع السابقة ويكون الموسم الحالي خيرا ما ينعكس إيجابا على الواقع المائي والزراعي.

ومن المتوقع أن تستمر الأمطار في الهطول على دمشق وريفها حتى بعد ظهر السبت وفق المتنبئ الجوي.

وعبر المتنبئ الجوي عن أمله بأن تكون هذه الأمطار التي بلغت حتى الثامنة من صباح اليوم في دمشق 12 ملم بشارة لانتهاء انحباس الأمطار ، موضحا أن الانحباس المطري خلال الفترة الماضية كان بسبب المرتفع الجوي الذي سيطر على المنطقة دون أن تأتي منخفضات قوية قادرة على إزاحته .

ولفت إلى أن وجود مرتفع جوي فوق شمال افريقيا وجنوب أوروبا سمح بتدفق تيارات شمالية غربية باتجاه شرق المتوسط ما أدى إلى تعمق منخفض جوي في هذه المنطقة وهو الذي أثر على سوريا ، مبينا أن " التنبؤات الجوية طويلة الأمد جيدة بشكل عام بالنسبة لسوري" .

ويعتمد أهالي محافظة السويداء بشكل عام على الزراعة ، ويشعرون بالخوف والقلق من تأخر هطول الامطار والثلوج .