تونس 8 يناير 2018 (شينخوا) أكد مصدر رسمي أن مُتظاهرا لقي حتفه ليلة الاثنين-الثلاثاء خلال احتجاجات شعبية اندلعت في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين في مدينة طبربة من محافظة منوبة غربي تونس العاصمة.

وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، نقلا عن مصدر أمني لم تذكره بالاسم ، إن المواجهات العنيفة الدائرة في مدينة طبربة أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل مُتظاهر وإصابة خمسة من أفراد الأمن بجروح متفاوتة الخطورة.

وقبل ذلك، أكدت إذاعة (شمس أف أم) المحلية التونسية أن المُتوفي يُدعى خمسي اليفرني، وقد لقي حتفه ليل الإثنين-الثلاثاء، خلال الاحتجاجات الشعبية في مدينة طبربة التي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع أفراد الأمن.

وتشهد مدينة طبربة حالة من الغليان في أعقاب خروج المئات من الشباب إلى الشوارع في مظاهرة ليلية للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، حيث اشتبكوا مع الوحدات الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل الدموع لتفريقهم.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بتخفيض الأسعار وبمراجعة فصول قانون المالية 2018 والتي اعتبروها مجحفة وتثقل كاهل المواطن، كما طالبوا بتوفير فرص التشغيل للشباب والتنمية لمنطقتهم التي اعتبروها مهمشة وتعاني من الفقر والبطالة

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المتظاهرين تعمدوا إشعال النار في إطارات السيارات وسدوا بها طرقات المدينة، كما قاموا بتعطيل حركة القطارات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة.

واقتحموا أيضا أحد المقرات الحكومية في المدينة، وعبثوا بمحتوياته، قبل محاولة إضرام النار فيه، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل في محاولة للسيطرة على الوضع، حيث دارت مواجهات عنيفة أصيب فيها عدد من أفراد الأمن.

وتأتي هذه التطورات فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع الأسعار في تونس، والتي أقرها قانون المالية للعام 2018. وخرجت الاحتجاجات في الأحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة بما في ذلك حي التحرير وحي التضامن.

وكانت هذه الاحتجاجات قد اندلعت يوم الأحد في عدد من المحافظات منها سيدي بوزيد وقفصة والقصرين مدنين، وقابس، والكاف، التي شهدت مظاهرات ومسيرات ليلية للاحتجاج على غلاء المعيشة.

وتواصلت الاحتجاجات يوم الاثنين وتطورت في محافظة القصرين إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، دفعت الجيش التونسي إلى التدخل، حيث تمركزت وحداته ومدرعاته مساء يوم الاثنين أمام مقر فرع البنك المركزي بالمحافظة، والمستودع البلدي ومفترق حي الزهور، وكذلك أيضا أمام عدد من المراكز الأمنية.

وفي غضون ذلك، شهدت مدينة القطار التابعة لمحافظة قفصة هي الأخرى مظاهرات كبيرة قام خلالها المتظاهرون بغلق الطرقات بالإطارات المشتعلة، قبل أن تتوسع دائرة تلك الاحتجاجات لتصل مساء الاثنين إلى وسط مدينة قفصة.

كما اندلعت مواجهات مُماثلة في بلدة بئر بورقبة التابعة لمحافظة نابل(60 كلم شمال شرق تونس العاصة)، قام خلالها المحتجون بغلق الطريق الفرعية بين هذه البلدة ومدينة الحمامات الساحلية إلى جانب وقف حركة القطارات.

وفي مدينة الحامة من محافظة قابس، عمد عدد من الشباب إلى إشعال الإطارات المطاطية وغلق الطريق، وذلك في تحرك احتجاجي ضد ارتفاع الأسعار، وللمطالبة بالتنمية والتشغيل.

وتشهد تونس حالة من الاحتقان الاجتماعي بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطن في أعقاب الزيادات التي أقرها قانون المالية الجديد لعام 2018 والذي بدأ العمل به منذ مطلع الشهر الجاري.

ونص القانون المذكور على زيادات في عدد من المواد ورفع الضرائب على الاتصالات الهاتفية والتأمين ورفع أسعار البنزين وبعض المواد الأخرى مثل الشاي والقهوة والأدوية، إلى جانب اعتزام الحكومة اقتطاع 1 بالمائة من رواتب موظفي القطاع العام كمساهمات للصناديق الاجتماعية .