لماذا اختار الرئيس الفرنسي مدينة شيآن كأول محطة له في زيارته إلى الصين؟

16:37:20 09-01-2018 | Arabic. News. Cn

بكين 9 يناير 2018 (شينخوا) استقبلت مدينة شيآن الصينية يوم 8 يناير رئيسا فرنسيا آخر.

وتعد هذه الزيارة الأولى لايمانويل ماكرون منذ توليه منصبه وهو رابع رئيس فرنسي يزور مدينة شيآن بعد فرانسوا ميتران وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي وأول رئيس فرنسي يزور هذه المدينة التي تعتبر نقطة انطلاق طريق الحرير القديم بعد طرح الصين مبادرة الحزام والطريق.

ومدينة شيآن، التي شهدت ازدهار طريق الحرير القديم، تعيد ازدهارها في العصر المعاصر اعتمادا على مواردها الثقافية والتاريخية الغنية.

تقع مدينة شيآن في شمال غربي الصين وتشتهر في أنحاء العالم بمقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ التي توجد فيها تماثيل الجنود والخيول الصلصالية تيراكوتا المدرجة إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو للأمم المتحدة في عام 1987.

وتعتبر شيآن مع أثينا اليونانية والقاهرة المصرية وروما الإيطالية العواصم القديمة العالمية الأربع. ويرجع تاريخها إلى ما قبل 3 آلاف سنين وقد اتخذتها 13 أسرة ملكية حاكمة عاصمة لها.

وقال قصر الإليزيه إن اختيار ماكرون مدينة شيآن كأول محطة في زيارته "له معنى رمزي كبير نظرا لأن هذه المدينة هي مهد الحضارة الصينية ونقطة انطلاق طريق الحرير القديم".

ورأى محللون أن اختياره هذا يحمل معان سياسية وثقافية متعددة.

واتفق خبراء صينيون وفرنسيون من عدة مجالات في المنتدى الصيني- الفرنسي 2018 على أن اختيار أربع رؤساء فرنسيين مدينة شيآن كمحطة في زياراتهم للصين يعبر عن احترامهم لحضارة الصين وثقافتها، واستعدادهم لتعزيز العلاقات الثنائية انطلاقا من التاريخ.

وقال مدير كلية اللغة الفرنسية بجامعة بكين دونغ تشيانغ، وهو حاصل على وسام الشرف "فارس التعليم" من قبل الحكومة الفرنسية، إن ترتيب زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون هذه المرة يظهر معرفته العميقة بالحضارة الصينية وتاريخ العلاقات بين الصين وفرنسا ومبادرة الحزام والطريق.

وأضاف دونغ أن ماكرون يعرف جيدا التغيرات العالمية في العصر الحالي ومكانة الصين المتصاعدة في المجتمع الدولي.

وبعد رحلة شيآن التي استمرت نصف يوم، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الفرنسي في بكين. وقال شي إن زيارة ماكرون للصين تظهر أنه "يولي اهتماما كبيرا بالعلاقات بين الصين وفرنسا."

وقال إن "الرئيس ماو تسي تونغ والرئيس الفرنسي شارل ديجول أصدرا قرارا تاريخيا بحكمة سياسية رائعة لإقامة علاقات دبلوماسية عام 1964"، مضيفا أن "القرار لم يعمل فقط على تغيير نمط العالم في ذلك الوقت ولكنه أثر أيضا على التنمية العالمية في الوقت الراهن."

وأضاف "في العصر الجديد، علينا أن نتبع روح المسؤولية في التاريخ والالتزام بالطريقة الصحيحة من أجل التحرك نحو مستقبل مشرق للعلاقات بين الصين وفرنسا."

وقال ماكرون إنه مستعد لتبادل وجهات النظر مع شي حول العلاقات بين فرنسا والصين والقضايا الدولية الكبرى خلال أول زيارة دولة له للصين، آملا أن تدفع زيارته الثقة المتبادلة والعلاقات بين فرنسا والصين من جهة والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين من جهة أخرى.

ورأى دونغ أن "فرنسا ترغب في تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق من خلال التبادلات الثقافية".

ويرافق ماكرون في هذه الزيارة العشرات من رؤساء الشركات الفرنسية وكبار المسؤولين بما فيهم لوران فابيوس، الذي تولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الفرنسية وهو خبير في الشؤون الصينية.

وأعرب ماكرون عن استعداد بلاده للمشاركة بفاعلية في مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن فرنسا ستعمل مع الصين لمعالجة التحديات المشتركة التي تواجه المجتمع الدولي مثل تغير المناخ. وأكد أنه يعتقد أن زيارته للصين ستكون حدثا بارزا جديدا في تاريخ العلاقات بين فرنسا والصين.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

لماذا اختار الرئيس الفرنسي مدينة شيآن كأول محطة له في زيارته إلى الصين؟

新华社 | 2018-01-09 16:37:20

بكين 9 يناير 2018 (شينخوا) استقبلت مدينة شيآن الصينية يوم 8 يناير رئيسا فرنسيا آخر.

وتعد هذه الزيارة الأولى لايمانويل ماكرون منذ توليه منصبه وهو رابع رئيس فرنسي يزور مدينة شيآن بعد فرانسوا ميتران وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي وأول رئيس فرنسي يزور هذه المدينة التي تعتبر نقطة انطلاق طريق الحرير القديم بعد طرح الصين مبادرة الحزام والطريق.

ومدينة شيآن، التي شهدت ازدهار طريق الحرير القديم، تعيد ازدهارها في العصر المعاصر اعتمادا على مواردها الثقافية والتاريخية الغنية.

تقع مدينة شيآن في شمال غربي الصين وتشتهر في أنحاء العالم بمقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ التي توجد فيها تماثيل الجنود والخيول الصلصالية تيراكوتا المدرجة إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو للأمم المتحدة في عام 1987.

وتعتبر شيآن مع أثينا اليونانية والقاهرة المصرية وروما الإيطالية العواصم القديمة العالمية الأربع. ويرجع تاريخها إلى ما قبل 3 آلاف سنين وقد اتخذتها 13 أسرة ملكية حاكمة عاصمة لها.

وقال قصر الإليزيه إن اختيار ماكرون مدينة شيآن كأول محطة في زيارته "له معنى رمزي كبير نظرا لأن هذه المدينة هي مهد الحضارة الصينية ونقطة انطلاق طريق الحرير القديم".

ورأى محللون أن اختياره هذا يحمل معان سياسية وثقافية متعددة.

واتفق خبراء صينيون وفرنسيون من عدة مجالات في المنتدى الصيني- الفرنسي 2018 على أن اختيار أربع رؤساء فرنسيين مدينة شيآن كمحطة في زياراتهم للصين يعبر عن احترامهم لحضارة الصين وثقافتها، واستعدادهم لتعزيز العلاقات الثنائية انطلاقا من التاريخ.

وقال مدير كلية اللغة الفرنسية بجامعة بكين دونغ تشيانغ، وهو حاصل على وسام الشرف "فارس التعليم" من قبل الحكومة الفرنسية، إن ترتيب زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون هذه المرة يظهر معرفته العميقة بالحضارة الصينية وتاريخ العلاقات بين الصين وفرنسا ومبادرة الحزام والطريق.

وأضاف دونغ أن ماكرون يعرف جيدا التغيرات العالمية في العصر الحالي ومكانة الصين المتصاعدة في المجتمع الدولي.

وبعد رحلة شيآن التي استمرت نصف يوم، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الفرنسي في بكين. وقال شي إن زيارة ماكرون للصين تظهر أنه "يولي اهتماما كبيرا بالعلاقات بين الصين وفرنسا."

وقال إن "الرئيس ماو تسي تونغ والرئيس الفرنسي شارل ديجول أصدرا قرارا تاريخيا بحكمة سياسية رائعة لإقامة علاقات دبلوماسية عام 1964"، مضيفا أن "القرار لم يعمل فقط على تغيير نمط العالم في ذلك الوقت ولكنه أثر أيضا على التنمية العالمية في الوقت الراهن."

وأضاف "في العصر الجديد، علينا أن نتبع روح المسؤولية في التاريخ والالتزام بالطريقة الصحيحة من أجل التحرك نحو مستقبل مشرق للعلاقات بين الصين وفرنسا."

وقال ماكرون إنه مستعد لتبادل وجهات النظر مع شي حول العلاقات بين فرنسا والصين والقضايا الدولية الكبرى خلال أول زيارة دولة له للصين، آملا أن تدفع زيارته الثقة المتبادلة والعلاقات بين فرنسا والصين من جهة والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين من جهة أخرى.

ورأى دونغ أن "فرنسا ترغب في تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق من خلال التبادلات الثقافية".

ويرافق ماكرون في هذه الزيارة العشرات من رؤساء الشركات الفرنسية وكبار المسؤولين بما فيهم لوران فابيوس، الذي تولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الفرنسية وهو خبير في الشؤون الصينية.

وأعرب ماكرون عن استعداد بلاده للمشاركة بفاعلية في مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن فرنسا ستعمل مع الصين لمعالجة التحديات المشتركة التي تواجه المجتمع الدولي مثل تغير المناخ. وأكد أنه يعتقد أن زيارته للصين ستكون حدثا بارزا جديدا في تاريخ العلاقات بين فرنسا والصين.

الصور

010020070790000000000000011101451368826811