تحقيق إخبارى: الغجر بمحافظة ديالى شرقي العراق يعانون من التهميش والاقصاء وازدراء المجتمع لهم

04:57:32 12-01-2018 | Arabic. News. Cn

بعقوبة، العراق 11 يناير 2018 (شينخوا) في الأطراف الغربية لمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرقي العراق تتناثر عشرات المنازل التي تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة الانسانية، يقطنها ما تبقى من اقلية الغجر في المحافظة وهم يحاولون الحفاظ على البقاء والتعايش مع مجتمع يتعامل معهم بازدراء، وما يزيد من بؤسهم هو محدودية فرص العمل للشباب الذين يعاني اغلبهم من البطالة ونظرة المجتمع السوداوية تجاههم.

وفي هذا الإطار، قال سعد ياس وهو غجري يبلغ من العمر (22 سنة) لوكالة أنباء (شينخوا)، وهو يقف إلى جوار منزل متواضع جرى تشييد سقفه من الاخشاب وبعض قطع الحديد "اننا غجر هذه حقيقتنا ولدنا على هذه الارض مثلما ولد اباءنا واجدادنا لكن المجتمع يتعامل معنا بازدراء شديد جدا لدرجة لا يمكن وصفها".

وأضاف إن " أقلية الغجر اصبحت ملعونة في عموم العراق، اما في ديالى فالوضع كارثي حتى ان المنظمات الانسانية تتهرب من تقديم اي مساعدة لنا بل ان اغلب المسؤولين يجد في الوصول الينا احراجا له لانه يخشى ان تلصق به تهمة الاعتناء بالغجر".

وتابع ياس "قبل اسابيع طردت من عملي بعدما عرف صاحب العمل الذي اعمل عنده باني غجري وقال لي بشكل مباشر، غادر انت تنتمي إلى مجموعة سيئة لا نريد ان يصيبنا شر الكلام بسببك".

اما ابو ياسر (28 عاما) غجري لديه طفلين فقال " منذ نحو عامين وانا احاول الحصول على عمل ثابت، ولكني كلما احصل على فرصة عمل ويعرف صاحبه باني من الغجر يقوم بطردي".

وأضاف ان " اطفال الغجر بدون تعليم ودراسة وتجد اغلبهم يمارس التسول في الطرقات وهذه حقيقة لابد ان نعترف بها والمجتمع هو من قادنا اليها للاسف، بسبب نظرته السوداوية الينا".

واعتبر صالح عبد (50 عاما) ان " الغجر في ديالى مهمشون في كل شي والجميع ضدهم في جميع المجالات، حتى في تقديم الخدمات الانسانية"، مبينا انه "مؤمن بان لعنة البؤس تلاحق الغجر دوما ".

واضاف ان " شباب الغجر يعانون التهميش والاقصاء من المجتمع المحيط بهم وهم يعيشون في هذه العشوائية في ظروف قاسية للغاية من دون عمل ومن دون اي اهتمام حكومي".

ورغم قسوة الظروف التي يعيشها الغجر الا ان الامر لا يخلو من وجود بعض المواقف الانسانية التي تحاول انصافهم، حيث اكد ابوامير وهو صاحب مخزن لبيع المواد الغذائية في مدينة بعقوبة ان "لديه اثنان من شباب الغجر يعملان في المخزن منذ نحو شهرين وقد نصحهما بعدم الكشف عن انتمائهم إلى اقلية الغجر لاي شخص يقابلانه حتى لا يكونا عرضة للاهانة او التهكم لان المجتمع هنا ينظر بازدراء كبير إلى اقلية الغجر".

واضاف ان " الغجر بغض النظر عما يقال بحقهم فهم بشر واتعامل معهم وفق المبادئ الانسانية"، متسائلا اذا كان المجتمع يحارب الغجر في كل شي حتى في لقمة الخبز هل هذا يتلائم مع مبادئنا وتقاليدنا".

واكد شاكر بدر وهو غجري ان " معدلات البطالة في صفوف شباب الغجر تزيد عن 80 بالمائة والفقر بلغ مستويات لا تطاق واغلب العوائل تعيش على التسول الذي اصبح مهنة للنساء والاطفال في مجتمعنا".

واضاف " لو جاء اي مسؤول لمنازلنا لما استطاع البقاء فيها دقيقة واحدة لانها ببساطة مأساة بكل معنى الكلمة ومن يقول إن الغجر طائفة ملعونة، ارد عليه بانها اكثر من ذلك بكثير".

وراى حسن صاحب وهو مسؤول محلي سابق في مدينة بعقوبة، بان نظرة المجتمع السوداء حيال الغجر هي من منعت الكثير من المسؤولين من متابعة ملفهم الانساني وتقديم الخدمات لهم"، مبينا ان "اغلب المسؤولين يجد بالفعل حرجا في زيارة عشوائية الغجر لان المجتمع لا يرحم وقد يستهدف شخصيا بالكلام السيء".

وبين صاحب ان "الناس هنا ينظرون إلى الغجر على انهم اناس سيئون يمارسون السحر والشعوذة واعمال اخرى تنافي الاداب العامة وهذه الفكرة ترسخت في اذهان المجتمع عبر الاجيال، الامر الذي جعل من الغجر اقلية منبوذة".

والغجر ويعرفون بالكاولية في اللهجة العراقية، هم اقلية عرقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند، وينتشرون في العديد من مدن وسط وجنوب العراق ويسكنون في قرى، وتجمعات غالبا ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات.

وينتشر الغجر في محافظة ديالى منذ عقود طويلة ويتركز وجودهم في المناطق الشرقية من المحافظة، قبل ان تتقلص اعدادهم بسبب اعمال العنف وعمليات الاستهداف من قبل بعض المجاميع المتطرفة، بعد العام 2003 ليتجمع ما تبقى منهم في منازل عشوائية مبعثرة في اطراف مدينة بعقوبة الغربية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخبارى: الغجر بمحافظة ديالى شرقي العراق يعانون من التهميش والاقصاء وازدراء المجتمع لهم

新华社 | 2018-01-12 04:57:32

بعقوبة، العراق 11 يناير 2018 (شينخوا) في الأطراف الغربية لمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرقي العراق تتناثر عشرات المنازل التي تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة الانسانية، يقطنها ما تبقى من اقلية الغجر في المحافظة وهم يحاولون الحفاظ على البقاء والتعايش مع مجتمع يتعامل معهم بازدراء، وما يزيد من بؤسهم هو محدودية فرص العمل للشباب الذين يعاني اغلبهم من البطالة ونظرة المجتمع السوداوية تجاههم.

وفي هذا الإطار، قال سعد ياس وهو غجري يبلغ من العمر (22 سنة) لوكالة أنباء (شينخوا)، وهو يقف إلى جوار منزل متواضع جرى تشييد سقفه من الاخشاب وبعض قطع الحديد "اننا غجر هذه حقيقتنا ولدنا على هذه الارض مثلما ولد اباءنا واجدادنا لكن المجتمع يتعامل معنا بازدراء شديد جدا لدرجة لا يمكن وصفها".

وأضاف إن " أقلية الغجر اصبحت ملعونة في عموم العراق، اما في ديالى فالوضع كارثي حتى ان المنظمات الانسانية تتهرب من تقديم اي مساعدة لنا بل ان اغلب المسؤولين يجد في الوصول الينا احراجا له لانه يخشى ان تلصق به تهمة الاعتناء بالغجر".

وتابع ياس "قبل اسابيع طردت من عملي بعدما عرف صاحب العمل الذي اعمل عنده باني غجري وقال لي بشكل مباشر، غادر انت تنتمي إلى مجموعة سيئة لا نريد ان يصيبنا شر الكلام بسببك".

اما ابو ياسر (28 عاما) غجري لديه طفلين فقال " منذ نحو عامين وانا احاول الحصول على عمل ثابت، ولكني كلما احصل على فرصة عمل ويعرف صاحبه باني من الغجر يقوم بطردي".

وأضاف ان " اطفال الغجر بدون تعليم ودراسة وتجد اغلبهم يمارس التسول في الطرقات وهذه حقيقة لابد ان نعترف بها والمجتمع هو من قادنا اليها للاسف، بسبب نظرته السوداوية الينا".

واعتبر صالح عبد (50 عاما) ان " الغجر في ديالى مهمشون في كل شي والجميع ضدهم في جميع المجالات، حتى في تقديم الخدمات الانسانية"، مبينا انه "مؤمن بان لعنة البؤس تلاحق الغجر دوما ".

واضاف ان " شباب الغجر يعانون التهميش والاقصاء من المجتمع المحيط بهم وهم يعيشون في هذه العشوائية في ظروف قاسية للغاية من دون عمل ومن دون اي اهتمام حكومي".

ورغم قسوة الظروف التي يعيشها الغجر الا ان الامر لا يخلو من وجود بعض المواقف الانسانية التي تحاول انصافهم، حيث اكد ابوامير وهو صاحب مخزن لبيع المواد الغذائية في مدينة بعقوبة ان "لديه اثنان من شباب الغجر يعملان في المخزن منذ نحو شهرين وقد نصحهما بعدم الكشف عن انتمائهم إلى اقلية الغجر لاي شخص يقابلانه حتى لا يكونا عرضة للاهانة او التهكم لان المجتمع هنا ينظر بازدراء كبير إلى اقلية الغجر".

واضاف ان " الغجر بغض النظر عما يقال بحقهم فهم بشر واتعامل معهم وفق المبادئ الانسانية"، متسائلا اذا كان المجتمع يحارب الغجر في كل شي حتى في لقمة الخبز هل هذا يتلائم مع مبادئنا وتقاليدنا".

واكد شاكر بدر وهو غجري ان " معدلات البطالة في صفوف شباب الغجر تزيد عن 80 بالمائة والفقر بلغ مستويات لا تطاق واغلب العوائل تعيش على التسول الذي اصبح مهنة للنساء والاطفال في مجتمعنا".

واضاف " لو جاء اي مسؤول لمنازلنا لما استطاع البقاء فيها دقيقة واحدة لانها ببساطة مأساة بكل معنى الكلمة ومن يقول إن الغجر طائفة ملعونة، ارد عليه بانها اكثر من ذلك بكثير".

وراى حسن صاحب وهو مسؤول محلي سابق في مدينة بعقوبة، بان نظرة المجتمع السوداء حيال الغجر هي من منعت الكثير من المسؤولين من متابعة ملفهم الانساني وتقديم الخدمات لهم"، مبينا ان "اغلب المسؤولين يجد بالفعل حرجا في زيارة عشوائية الغجر لان المجتمع لا يرحم وقد يستهدف شخصيا بالكلام السيء".

وبين صاحب ان "الناس هنا ينظرون إلى الغجر على انهم اناس سيئون يمارسون السحر والشعوذة واعمال اخرى تنافي الاداب العامة وهذه الفكرة ترسخت في اذهان المجتمع عبر الاجيال، الامر الذي جعل من الغجر اقلية منبوذة".

والغجر ويعرفون بالكاولية في اللهجة العراقية، هم اقلية عرقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند، وينتشرون في العديد من مدن وسط وجنوب العراق ويسكنون في قرى، وتجمعات غالبا ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات.

وينتشر الغجر في محافظة ديالى منذ عقود طويلة ويتركز وجودهم في المناطق الشرقية من المحافظة، قبل ان تتقلص اعدادهم بسبب اعمال العنف وعمليات الاستهداف من قبل بعض المجاميع المتطرفة، بعد العام 2003 ليتجمع ما تبقى منهم في منازل عشوائية مبعثرة في اطراف مدينة بعقوبة الغربية.

الصور

010020070790000000000000011100001368892491