تقرير إخباري: تحذير "الفرصة الأخيرة" لترامب يلقي بظلاله على الاتفاق النووي الإيراني

15:17:20 13-01-2018 | Arabic. News. Cn

واشنطن 12 يناير 2018 (شينخوا) قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه سيمدد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي التاريخي للمرة الأخيرة، مهددا بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ما لم يتمكن الكونغرس الأمريكي وحلفاءه الأوروبيون من إصلاح "عيوب كارثية" مزعومة.

وتثير أحدث خطوة لترامب شكوكا حول مستقبل الاتفاق ، الذي تم توقيعه في عام 2015 بين إيران ومجموعة 5 +1 -- وهي روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا -- والاتحاد الأوروبي ، والذي يعتبر ممارسة ناجحة لحل قضية ساخنة عبر وسائل سياسية ودبلوماسية.

-- فرصة أخيرة أم محاولة يائسة

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، وصف ترامب التنازل بأنه "فرصة أخيرة" لإصلاح "العيوب" في الاتفاق النووي الإيراني .

وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة "لن تتنازل مرة أخرى عن العقوبات من أجل البقاء في الاتفاق النووي الإيراني"، ما لم تحصل على الاتفاق الذي تريده.

وفي تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) تلت موقف ترامب الصارم، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الجمعة إنها "محاولة يائسة" لتقويض اتفاق تصرّ إيران على أنه "غير قابل للتفاوض".

ولطالما وجه ترامب انتقادات للاتفاق النووي منذ توقيعه في عام 2015، والذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه يوفر فوائدا "واضحة وملموسة" من خلال الحد من البرنامج النووي الإيراني .

وفي أكتوبر الماضي، رفض ترامب التصديق للكونغرس حول امتثال إيران بالاتفاق ، دون الأخذ في الاعتبار التقارير التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي المنظمة الدولية المعنية بمراقبة عدم الانتشار، والتي تؤكد أن طهران تمتثل امتثالا تاما لأحكام الاتفاق .

وذكر مسؤولون رفيعو المستوى في إدارة ترامب يوم الجمعة لدى إطلاعهم صحفيين على قرار ترامب، أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع شركائها الأوروبيين على إعداد اتفاقية متابعة تتضمن إدراج "مشغلات" معينة لا يمكن أن تتجاوزها إيران تتعلق بالصواريخ الباليستية وعمليات التفتيش.

ولفت المسؤولون إلى أن إلغاء "بند الانقضاء" الذي يسمح لإيران باستئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم بعد عام 2025 هو أيضا ضمن شواغل ترامب.

كما أراد ترامب أيضا من الكونغرس الأمريكي أن يعدل قانونا حول مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، بحيث تتمكن واشنطن من إعادة فرض كل العقوبات في حال خرقت إيران "نقاط مشغلة" معينة.

ويتوجب على الرئيس الأمريكي التوقيع على تنازل يتم بموجبه تعليق العقوبات الأمريكية على إيران كل 120يوما.

وقال مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، "لذلك فقد أصدر ترامب الآن موعدا نهائيا واضحا في مايو القادم للكونغرس والأوروبيين".

ونشر دوبويتز تغريدة على (تويتر) قال فيها "هل هو يخادع؟ لا أعتقد ذلك".

وفي يوم الجمعة أيضا، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 14 فردا وكيانا لمزاعم حول انتهاكات إيران لحقوق الإنسان وبرنامجها للصواريخ الباليستية، من بينهم رئيس الجهاز القضائي والوحدة السيبرانية في الحرس الثوري الإسلامي في إيران.

وعلى الرغم من الاتفاق النووي الإيراني ، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حوالي 100 فرد وكيان على صلة ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية وغيرها من الأنشطة ، التي تراها الولايات المتحدة بأنها "غير مشروعة".

-- مستقبل قاتم يهدد الاتفاق النووي الإيراني

على الرغم من أن ترامب لم يعيد فرض عقوبات على إيران في الوقت الحالي، فإن "إنذاره" ما يزال يلقي بظلال داكنة على مستقبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كون كل من إيران والدول الأوروبية لم تبد اهتماما ملموسا إزاء إعادة التفاوض حول الاتفاق .

وفي يوم الخميس، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا أيضا، عن وجهات نظرهم المتمثلة في دعم الاتفاق الذي تحقق بشق الأنفس .

ومتفقا مع موغيريني ، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان "لا يوجد سبب محدد لفك الارتباط بأي شكل من الأشكال عن هذا الاتفاق نظرا لأن إيران تقوم باحترام بنود الاتفاق".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي أشاد بالاتفاق باعتباره "إنجازا دبلوماسيا كبيرا"، إن أحدا لم يأت حتى الآن ببديل أفضل.

وأفاد ديفيد بولوك، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن نعلم أن الاتحاد الأوروبي والقوى الأخرى تريد الحفاظ على الاتفاق النووي بغض النظر عن أي شيء".

في الوقت نفسه، قال خبراء إن الانسحاب من الاتفاق يعاكس أيضا مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية الخاصة.

وصرح داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكنغز، ومقره واشنطن، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "حكومة (ترامب) لا تريده أن يلغي الاتفاق النووي لأن ذلك قد يفتح المنطقة أمام الانتشار النووي".

وأعرب ويست عن اعتقاده أن إيران يمكن أن تستخدم هذا القرار لاستئناف برنامجها النووي، وهذا من شأنه أن يشجع البلدان الأخرى في تلك المنطقة على أن تفعل الشيء نفسه.

وأضاف ويست "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق، فإن ذلك سوف يقوض الثقة العالمية في أمريكا. وسيشكك القادة الأجانب حول ما إذا كان بإمكانهم الوثوق باتفاقيات الولايات المتحدة في حال قام الرئيس بالتخلي عن الاتفاق".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تقرير إخباري: تحذير "الفرصة الأخيرة" لترامب يلقي بظلاله على الاتفاق النووي الإيراني

新华社 | 2018-01-13 15:17:20

واشنطن 12 يناير 2018 (شينخوا) قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه سيمدد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي التاريخي للمرة الأخيرة، مهددا بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ما لم يتمكن الكونغرس الأمريكي وحلفاءه الأوروبيون من إصلاح "عيوب كارثية" مزعومة.

وتثير أحدث خطوة لترامب شكوكا حول مستقبل الاتفاق ، الذي تم توقيعه في عام 2015 بين إيران ومجموعة 5 +1 -- وهي روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا -- والاتحاد الأوروبي ، والذي يعتبر ممارسة ناجحة لحل قضية ساخنة عبر وسائل سياسية ودبلوماسية.

-- فرصة أخيرة أم محاولة يائسة

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، وصف ترامب التنازل بأنه "فرصة أخيرة" لإصلاح "العيوب" في الاتفاق النووي الإيراني .

وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة "لن تتنازل مرة أخرى عن العقوبات من أجل البقاء في الاتفاق النووي الإيراني"، ما لم تحصل على الاتفاق الذي تريده.

وفي تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) تلت موقف ترامب الصارم، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الجمعة إنها "محاولة يائسة" لتقويض اتفاق تصرّ إيران على أنه "غير قابل للتفاوض".

ولطالما وجه ترامب انتقادات للاتفاق النووي منذ توقيعه في عام 2015، والذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه يوفر فوائدا "واضحة وملموسة" من خلال الحد من البرنامج النووي الإيراني .

وفي أكتوبر الماضي، رفض ترامب التصديق للكونغرس حول امتثال إيران بالاتفاق ، دون الأخذ في الاعتبار التقارير التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي المنظمة الدولية المعنية بمراقبة عدم الانتشار، والتي تؤكد أن طهران تمتثل امتثالا تاما لأحكام الاتفاق .

وذكر مسؤولون رفيعو المستوى في إدارة ترامب يوم الجمعة لدى إطلاعهم صحفيين على قرار ترامب، أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع شركائها الأوروبيين على إعداد اتفاقية متابعة تتضمن إدراج "مشغلات" معينة لا يمكن أن تتجاوزها إيران تتعلق بالصواريخ الباليستية وعمليات التفتيش.

ولفت المسؤولون إلى أن إلغاء "بند الانقضاء" الذي يسمح لإيران باستئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم بعد عام 2025 هو أيضا ضمن شواغل ترامب.

كما أراد ترامب أيضا من الكونغرس الأمريكي أن يعدل قانونا حول مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، بحيث تتمكن واشنطن من إعادة فرض كل العقوبات في حال خرقت إيران "نقاط مشغلة" معينة.

ويتوجب على الرئيس الأمريكي التوقيع على تنازل يتم بموجبه تعليق العقوبات الأمريكية على إيران كل 120يوما.

وقال مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، "لذلك فقد أصدر ترامب الآن موعدا نهائيا واضحا في مايو القادم للكونغرس والأوروبيين".

ونشر دوبويتز تغريدة على (تويتر) قال فيها "هل هو يخادع؟ لا أعتقد ذلك".

وفي يوم الجمعة أيضا، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 14 فردا وكيانا لمزاعم حول انتهاكات إيران لحقوق الإنسان وبرنامجها للصواريخ الباليستية، من بينهم رئيس الجهاز القضائي والوحدة السيبرانية في الحرس الثوري الإسلامي في إيران.

وعلى الرغم من الاتفاق النووي الإيراني ، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حوالي 100 فرد وكيان على صلة ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية وغيرها من الأنشطة ، التي تراها الولايات المتحدة بأنها "غير مشروعة".

-- مستقبل قاتم يهدد الاتفاق النووي الإيراني

على الرغم من أن ترامب لم يعيد فرض عقوبات على إيران في الوقت الحالي، فإن "إنذاره" ما يزال يلقي بظلال داكنة على مستقبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كون كل من إيران والدول الأوروبية لم تبد اهتماما ملموسا إزاء إعادة التفاوض حول الاتفاق .

وفي يوم الخميس، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا أيضا، عن وجهات نظرهم المتمثلة في دعم الاتفاق الذي تحقق بشق الأنفس .

ومتفقا مع موغيريني ، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان "لا يوجد سبب محدد لفك الارتباط بأي شكل من الأشكال عن هذا الاتفاق نظرا لأن إيران تقوم باحترام بنود الاتفاق".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي أشاد بالاتفاق باعتباره "إنجازا دبلوماسيا كبيرا"، إن أحدا لم يأت حتى الآن ببديل أفضل.

وأفاد ديفيد بولوك، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن نعلم أن الاتحاد الأوروبي والقوى الأخرى تريد الحفاظ على الاتفاق النووي بغض النظر عن أي شيء".

في الوقت نفسه، قال خبراء إن الانسحاب من الاتفاق يعاكس أيضا مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية الخاصة.

وصرح داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد بروكنغز، ومقره واشنطن، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "حكومة (ترامب) لا تريده أن يلغي الاتفاق النووي لأن ذلك قد يفتح المنطقة أمام الانتشار النووي".

وأعرب ويست عن اعتقاده أن إيران يمكن أن تستخدم هذا القرار لاستئناف برنامجها النووي، وهذا من شأنه أن يشجع البلدان الأخرى في تلك المنطقة على أن تفعل الشيء نفسه.

وأضاف ويست "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق، فإن ذلك سوف يقوض الثقة العالمية في أمريكا. وسيشكك القادة الأجانب حول ما إذا كان بإمكانهم الوثوق باتفاقيات الولايات المتحدة في حال قام الرئيس بالتخلي عن الاتفاق".

الصور

010020070790000000000000011101421368930551