تعليق: "أمريكا أولا" يفشل في توحيد الأمم في عام ترامب الأول

10:57:32 18-01-2018 | Arabic. News. Cn

واشنطن 18 يناير 2018 (شينخوا) في الوقت الذي حاول فيه جاهدا وضع أمريكا أولا في جميع أنحاء العالم في عامه الأول رئيسا للولايات المتحدة، حول دونالد ترامب دولته إلى دولة أنانية على نحو متزايد والعالم الأوسع إلى مكان أكثر اضطرابا.

ودفع سجل ترامب، الذي اتسم بـ " دبلوماسية الانسحاب" و"دبلوماسية تويتر"، الولايات المتحدة إلى الانسحاب من اتفاقيات متعددة ومؤسسات دولية متعددة الأطراف، ما أثار الغضب في دول سمها ووصمها بدون تمييز.

وقد أثار تعصبه ووعيده توتر الدول في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وعبر ضفة الأطلنطي وشبه الجزيرة الكورية، حيث زاد خطر حدوث مواجهة نووية كارثية بشكل مطرد.

وتحت شعار "أمريكا أولا"، أصبحت واشنطن أقل ارتباطا من ذي قبل بالمعايير والمسوؤلية الدولية، وباتت أكثر ميلا إلى تهديد الآخرين بالعقوبات، وتعليق المساعدات والترويع النووي. ولا تخفي الدولة سرا الآن تفضيلها لمصالحها الذاتية على حساب المصلحة العامة وتغليب القوة على العقل.

وبالنسبة للعالم، تسبب تراجع إدارة ترامب عن تعددية الأطراف بانعكاسات سلبية، وتشجيع الآخرين على تبرير إنكار التوافق الدولي، ومن ثم تغيير نظام الوضع القائم الذي تحقق بشق الأنفس.

وفي أعقاب قرار ترامب، الذي قوبل بإدانة واسعة، في ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مرر البرلمان الإسرائيلى تشريعا يعرقل تنازل الحكومة عن القدس الشرقية في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. والآن هناك مشاريع قوانين أخرى في طريقها لفصل الأحياء الفلسطينية عن القدس، وتعزيز التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتبدو الآن آفاق السلام في هذه الأرض الممزقة بسبب الحرب أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

من وجهة نظره، يرى ترامب أنه يقود الولايات المتحدة إلى "منطقة الراحة" من خلال إعادة تحديد المحاور وتعديل "الافتراضات الأساسية" الدولية. بيد أن تحركاته هذه قد أدت فقط إلى أزمة ثقة بين حلفاء الولايات المتحدة وما وراءهم.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد حضور قمة مجموعة السبع في مايو" إن الوقت الذي يمكن أن نعتمد فيه على الآخرين تماما، إلى حد ما، قد ولى"، مضيفة "لقد جربت ذلك في الأيام القليلة الماضية. وعلينا نحن الأوروبيون حقا أن نأخذ مصيرنا بأيدينا".

وردا على التعليق الأمريكي في يناير للمساعدة الأمنية لباكستان على خلفية "خيبة الأمل" من أداءها على صعيد مكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف إنه يرى التحالف بين واشنطن وإسلام أباد انتهى.

وقد أشار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن 2018 سيكون "عام تنفيذ" للسياسات الخارجية التي تم وضعها وتطويرها في العام الماضي. وإذا كان الأمر كذلك، فإن العالم بحاجة إلى إعداد نفسه لولايات متحدة أكثر حرصا على إبراز قوتها الصلبة في الوقت والمكان الذي تراه ضروريا لذلك.

وبالنسبة للمدة المتبقية من رئاسته، ربما يحتاج ترامب إلى معرفة أنه في هذا العصر من العولمة، حيث تتشابك مصائر جميع الدول بشكل غير مسبوق، لا يمكن لأحد أن يجعل بلد واحد عظيما بدون انضمام الآخرين من أجل تحقيق ازدهار أوسع.

ويعتمد المسار باتجاه وضع أمريكا أولا على ما إذا كان بإمكان أعضاء هذا المجتمع الدولي المترابط الاتحاد معا من أجل المصلحة العامة بدلا من سلك طرق منفصلة من أجل تحقيق مصالح ذاتية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: "أمريكا أولا" يفشل في توحيد الأمم في عام ترامب الأول

新华社 | 2018-01-18 10:57:32

واشنطن 18 يناير 2018 (شينخوا) في الوقت الذي حاول فيه جاهدا وضع أمريكا أولا في جميع أنحاء العالم في عامه الأول رئيسا للولايات المتحدة، حول دونالد ترامب دولته إلى دولة أنانية على نحو متزايد والعالم الأوسع إلى مكان أكثر اضطرابا.

ودفع سجل ترامب، الذي اتسم بـ " دبلوماسية الانسحاب" و"دبلوماسية تويتر"، الولايات المتحدة إلى الانسحاب من اتفاقيات متعددة ومؤسسات دولية متعددة الأطراف، ما أثار الغضب في دول سمها ووصمها بدون تمييز.

وقد أثار تعصبه ووعيده توتر الدول في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وعبر ضفة الأطلنطي وشبه الجزيرة الكورية، حيث زاد خطر حدوث مواجهة نووية كارثية بشكل مطرد.

وتحت شعار "أمريكا أولا"، أصبحت واشنطن أقل ارتباطا من ذي قبل بالمعايير والمسوؤلية الدولية، وباتت أكثر ميلا إلى تهديد الآخرين بالعقوبات، وتعليق المساعدات والترويع النووي. ولا تخفي الدولة سرا الآن تفضيلها لمصالحها الذاتية على حساب المصلحة العامة وتغليب القوة على العقل.

وبالنسبة للعالم، تسبب تراجع إدارة ترامب عن تعددية الأطراف بانعكاسات سلبية، وتشجيع الآخرين على تبرير إنكار التوافق الدولي، ومن ثم تغيير نظام الوضع القائم الذي تحقق بشق الأنفس.

وفي أعقاب قرار ترامب، الذي قوبل بإدانة واسعة، في ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مرر البرلمان الإسرائيلى تشريعا يعرقل تنازل الحكومة عن القدس الشرقية في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. والآن هناك مشاريع قوانين أخرى في طريقها لفصل الأحياء الفلسطينية عن القدس، وتعزيز التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتبدو الآن آفاق السلام في هذه الأرض الممزقة بسبب الحرب أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

من وجهة نظره، يرى ترامب أنه يقود الولايات المتحدة إلى "منطقة الراحة" من خلال إعادة تحديد المحاور وتعديل "الافتراضات الأساسية" الدولية. بيد أن تحركاته هذه قد أدت فقط إلى أزمة ثقة بين حلفاء الولايات المتحدة وما وراءهم.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد حضور قمة مجموعة السبع في مايو" إن الوقت الذي يمكن أن نعتمد فيه على الآخرين تماما، إلى حد ما، قد ولى"، مضيفة "لقد جربت ذلك في الأيام القليلة الماضية. وعلينا نحن الأوروبيون حقا أن نأخذ مصيرنا بأيدينا".

وردا على التعليق الأمريكي في يناير للمساعدة الأمنية لباكستان على خلفية "خيبة الأمل" من أداءها على صعيد مكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف إنه يرى التحالف بين واشنطن وإسلام أباد انتهى.

وقد أشار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن 2018 سيكون "عام تنفيذ" للسياسات الخارجية التي تم وضعها وتطويرها في العام الماضي. وإذا كان الأمر كذلك، فإن العالم بحاجة إلى إعداد نفسه لولايات متحدة أكثر حرصا على إبراز قوتها الصلبة في الوقت والمكان الذي تراه ضروريا لذلك.

وبالنسبة للمدة المتبقية من رئاسته، ربما يحتاج ترامب إلى معرفة أنه في هذا العصر من العولمة، حيث تتشابك مصائر جميع الدول بشكل غير مسبوق، لا يمكن لأحد أن يجعل بلد واحد عظيما بدون انضمام الآخرين من أجل تحقيق ازدهار أوسع.

ويعتمد المسار باتجاه وضع أمريكا أولا على ما إذا كان بإمكان أعضاء هذا المجتمع الدولي المترابط الاتحاد معا من أجل المصلحة العامة بدلا من سلك طرق منفصلة من أجل تحقيق مصالح ذاتية.

الصور

010020070790000000000000011100001369048311