تحقيق إخباري: كساد مطلق يلتهم سوق الحمير شرقي العراق

18:37:21 19-01-2018 | Arabic. News. Cn

بعقوبة، العراق 19 يناير 2018 (شينخوا) لعقود طويلة امتاز سوق بيع الحيوانات بمحافظة ديالى شرقي العراق أو ما يعرف محليا بـ"الجوبة" بوجود ركن مخصص لبيع وشراء الحمير، لكن هذا الركن بدى فارغا تماما منذ عدة أشهر ولم يعد يرى وجود للحمير، التي كانت تباع باسعار عالية لاقبال الفلاحين على شرائها.

وقال مازن عبيد (بائع حمير) أثناء وقوفه باطراف ساحة كبيرة لبيع الحيوانات اطراف بعقوبة مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء (شينخوا) " كانت مهنة بيع الحمير مصدر رزقي لسنين طويلة فهناك اصناف تباع باسعار مضاعفة والطلب كان متزايدا خاصة في عقد التسعينيات من القرن الماضي الذي شهد ازدهارا غير مسبوق خلال فترة الحصار الاقتصادي".

وشهد القطاع الزراعي في فترة الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على العراق في عقد التسعينيات على العراق بسبب غزوة الكويت، ازدهارا كبيرا في قطاع الزراعة لسد حاجة الاسواق المحلية بعد منع دخول البضائع ووقف الاستيراد الخارجي.

واضاف عبيد، الذي تحول إلى بيع الاغنام والماعز أخيرا، ان " كسادا مطلقا التهم سوق الحمير وما يزال مستمرا منذ اشهر طويلة، فالحمار الآن بدون ثمن لان بالاساس ليس هناك اي طلب على شراءه ابدا".

بدوره، أشار فارس خليل (بائع حمير سابق) إلى أن بروز الالات وخاصة الدراجات النارية المحورة المعروفة محليا بـ الستوتة" كانت بمثابة لعنة اصابة سوق الحمير ودفعت إلى انهياره بشكل كامل، مبينا ان اغلب الفلاحين استغنوا عن حميرهم واستبدلوها بالستوتة.

والستوتة هي دراجة نارية محورة بدأت تستخدم في المدن العراقية بعد العام 2007 واخذت تستقطب الكثير من الفلاحين لقدرتها على حمل كميات من المحاصيل الزراعية وسرعتها والمناورة في الطرق سواء اكانت ترابية او معبدة بالاضافة إلى رخص ثمنها وقلة استهلاكها للوقود.

وتابع خليل وهو يبتسم "يمكنك ان تأخذ ما تريد من الحمير بدون ثمن فهي تملأ الطرقات البرية القريبة من الارياف بعدما سرحت من قبل اصحابها لانها اصبحت بدون قيمة بالنسبة لهم".

إلى ذلك، يتذكر ابو حامد وهو بائع حمير سابق بانه باع حمارا بمبلغ نحو 300 الف دينار (240 دولارا) في السوق اما الان فلا يدفع احد به الف دينار (أقل من دولار)، لان ليس هناك زبائن، لقد تغيرت الاحوال ولم يعد هناك من يرغب بشرائها".

ويقصد بالجوبة وهي كلمة محلية تطلق على سوق بيع الحيوانات والتي تقتصر على الاغنام والماعز والابقار والابل بالاضافة إلى الحمير لكنها لم تعد موجودة في السوق بالوقت الراهن.

وأوضح ابو حامد ان الحمير تختفي من السوق يوما بعد اخر وربما يأتي يوما تصبح من الحيوانات المنقرضة.

اما المزارع عبدالله الشمري من سكنة اطراف بلدة جديدة الشط (30 كلم) شمال غرب بعقوبة فقد اشار الى انه استغنى عن الحمير بعد مرور اكثر من 70 سنة على توارث تربيته واستخدامه في نقل المحاصيل.

وقال الشمري إن " بروز الستوتة وقدرتها في نقل المحاصيل والحشائش ساهمت في تخليه عن الحمير كما فعل الكثيرون في منطقته".

إلى ذلك بين جواد حسن فلاح من سكنة ريف المقدادية (40 كلم) شمال شرق بعقوبة ان 90 بالمائة من الفلاحين تخلوا عن استخدام الحمير واغلبهم اطلقوا سراحها في البساتين التي اصبحت مليئة بها في الوقت الراهن، لافتا إلى أن لعنة الالات هي من اسهمت في انهاء وجود الحمير في المناطق الزراعية.

من جانبه، أفاد هيثم الزيدي سائق مركبة اجرة على طريق بعقوبة - بغداد القديم بانه نجا باعجوبة قبل اسابيع من موت محقق بفعل حمار عبر الطريق فجأة لتصدمه مركبته، مبينا انه اصيب بكدمات وخسائر مادية تجاوزت مليون دينار (800 دولار) لاصلاح المركبة.

وتابع ان " حوادث المركبات بسبب الحمير ازدادت أخيرا بسبب انتشارها على الطرق البرية الرئيسية، انها ظاهرة تهدد سلامة السائقين والمسافرين معا خاصة في الليل".

وتتميز محافظة ديالى بكونها ذات طبيعة زراعية يعتمد اغلب مواطنيها على القطاع الزراعي في تأمين مصادر رزقهم وعيشهم.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: كساد مطلق يلتهم سوق الحمير شرقي العراق

新华社 | 2018-01-19 18:37:21

بعقوبة، العراق 19 يناير 2018 (شينخوا) لعقود طويلة امتاز سوق بيع الحيوانات بمحافظة ديالى شرقي العراق أو ما يعرف محليا بـ"الجوبة" بوجود ركن مخصص لبيع وشراء الحمير، لكن هذا الركن بدى فارغا تماما منذ عدة أشهر ولم يعد يرى وجود للحمير، التي كانت تباع باسعار عالية لاقبال الفلاحين على شرائها.

وقال مازن عبيد (بائع حمير) أثناء وقوفه باطراف ساحة كبيرة لبيع الحيوانات اطراف بعقوبة مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء (شينخوا) " كانت مهنة بيع الحمير مصدر رزقي لسنين طويلة فهناك اصناف تباع باسعار مضاعفة والطلب كان متزايدا خاصة في عقد التسعينيات من القرن الماضي الذي شهد ازدهارا غير مسبوق خلال فترة الحصار الاقتصادي".

وشهد القطاع الزراعي في فترة الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على العراق في عقد التسعينيات على العراق بسبب غزوة الكويت، ازدهارا كبيرا في قطاع الزراعة لسد حاجة الاسواق المحلية بعد منع دخول البضائع ووقف الاستيراد الخارجي.

واضاف عبيد، الذي تحول إلى بيع الاغنام والماعز أخيرا، ان " كسادا مطلقا التهم سوق الحمير وما يزال مستمرا منذ اشهر طويلة، فالحمار الآن بدون ثمن لان بالاساس ليس هناك اي طلب على شراءه ابدا".

بدوره، أشار فارس خليل (بائع حمير سابق) إلى أن بروز الالات وخاصة الدراجات النارية المحورة المعروفة محليا بـ الستوتة" كانت بمثابة لعنة اصابة سوق الحمير ودفعت إلى انهياره بشكل كامل، مبينا ان اغلب الفلاحين استغنوا عن حميرهم واستبدلوها بالستوتة.

والستوتة هي دراجة نارية محورة بدأت تستخدم في المدن العراقية بعد العام 2007 واخذت تستقطب الكثير من الفلاحين لقدرتها على حمل كميات من المحاصيل الزراعية وسرعتها والمناورة في الطرق سواء اكانت ترابية او معبدة بالاضافة إلى رخص ثمنها وقلة استهلاكها للوقود.

وتابع خليل وهو يبتسم "يمكنك ان تأخذ ما تريد من الحمير بدون ثمن فهي تملأ الطرقات البرية القريبة من الارياف بعدما سرحت من قبل اصحابها لانها اصبحت بدون قيمة بالنسبة لهم".

إلى ذلك، يتذكر ابو حامد وهو بائع حمير سابق بانه باع حمارا بمبلغ نحو 300 الف دينار (240 دولارا) في السوق اما الان فلا يدفع احد به الف دينار (أقل من دولار)، لان ليس هناك زبائن، لقد تغيرت الاحوال ولم يعد هناك من يرغب بشرائها".

ويقصد بالجوبة وهي كلمة محلية تطلق على سوق بيع الحيوانات والتي تقتصر على الاغنام والماعز والابقار والابل بالاضافة إلى الحمير لكنها لم تعد موجودة في السوق بالوقت الراهن.

وأوضح ابو حامد ان الحمير تختفي من السوق يوما بعد اخر وربما يأتي يوما تصبح من الحيوانات المنقرضة.

اما المزارع عبدالله الشمري من سكنة اطراف بلدة جديدة الشط (30 كلم) شمال غرب بعقوبة فقد اشار الى انه استغنى عن الحمير بعد مرور اكثر من 70 سنة على توارث تربيته واستخدامه في نقل المحاصيل.

وقال الشمري إن " بروز الستوتة وقدرتها في نقل المحاصيل والحشائش ساهمت في تخليه عن الحمير كما فعل الكثيرون في منطقته".

إلى ذلك بين جواد حسن فلاح من سكنة ريف المقدادية (40 كلم) شمال شرق بعقوبة ان 90 بالمائة من الفلاحين تخلوا عن استخدام الحمير واغلبهم اطلقوا سراحها في البساتين التي اصبحت مليئة بها في الوقت الراهن، لافتا إلى أن لعنة الالات هي من اسهمت في انهاء وجود الحمير في المناطق الزراعية.

من جانبه، أفاد هيثم الزيدي سائق مركبة اجرة على طريق بعقوبة - بغداد القديم بانه نجا باعجوبة قبل اسابيع من موت محقق بفعل حمار عبر الطريق فجأة لتصدمه مركبته، مبينا انه اصيب بكدمات وخسائر مادية تجاوزت مليون دينار (800 دولار) لاصلاح المركبة.

وتابع ان " حوادث المركبات بسبب الحمير ازدادت أخيرا بسبب انتشارها على الطرق البرية الرئيسية، انها ظاهرة تهدد سلامة السائقين والمسافرين معا خاصة في الليل".

وتتميز محافظة ديالى بكونها ذات طبيعة زراعية يعتمد اغلب مواطنيها على القطاع الزراعي في تأمين مصادر رزقهم وعيشهم.

الصور

010020070790000000000000011101451369087611