تحقيق: قوات حفظ السلام الصينية بجنوب لبنان تجازف بأرواحها من أجل السلام

22:39:53 10-02-2018 | Arabic. News. Cn

يارون (جنوب لبنان) 10 فبراير 2018 (شينخوا) بعيدا عن عائلته ومنزله ي فى جنوب لبنان يستيقظ جون يينغ البالغ من العمر 25 عاما فى السادسة صباحا ويستعد للبحث عن الألغام المتناثرة على طول "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ويقول جون يينغ إنه واحد من أكثر من 400 من أفراد الجيش الصيني المنتشرين كقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة ومسؤولة عن مراقبة الهدوء في منطقة حساسة على البحر الأبيض المتوسط.

وتعرف قوات حفظ السلام الأممية في لبنان رسميا باسم قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" التي كان أعلن عن تشكيلها مجلس الأمن الدولي في 19 مارس 1978 لمراقبة انسحاب القوات الاسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.

وتنتشر قوات حفظ السلام بالقرب من "الخط الأزرق" الذي يفصل بين البلدين ، وفي أعقاب 3 غزوات إسرائيلية أخرى في الأعوام 1982 و 2000 و2006 قامت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بتحديث ولايتها بزيادة كبيرة في عدد أفرادها وتوسيع مسؤولياتهم في منطقة النزاع.

وكانت الكتيبة الصينية التابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جزءا من زيادة عديد اليونيفيل، حيث تواجدت رسميا في لبنان في 31 مارس من العام 2006 ، وبينما كان يتم تبديل عناصرها كل ثمانية أشهر فإن عناصر الكتيبة تتمركز الآن لمدة سنة قبل أن تعود إلى الوطن.

ويقوم الرقيب لي من الكتيبة الصينية وحوالي 60 رجلا آخر يبلغ بعضهم 22 عاما من العمر بنزع أكثر من نصف مليون لغم تركتها إسرائيل بجنوب لبنان.

ومعظم هذه الألغام القاتلة تنتشر بشكل كثيف على طول الحدود الجنوبية للبنان ، وفي أعقاب الانسحاب الإسرائيلي الأخير من الجنوب في عام 2006، أسفرت الألغام والذخائر العنقودية عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة مئات آخرين.

وقال الرقيب لي وهو يستعيد ذكرى أول يوم له في الميدان "كنت خائفا في البداية وعلى الرغم من تدريبنا في الصين ولبنان فمن الطبيعي أن ينتابك الخوف لكن سرعان ما ينتهي وسط الكثير من الإنتباه والمتابعة".

وعلى رغم صغر سنه فان الرقيب لي يخدم حاليا في مهمة ثانية فى جنوب لبنان وهو كان قد وصل لأول مرة في عام 2013 عندما كلف بتطهير قطعة أرض من المتفجرات.

بدوره الرقيب جين وي البالغ من العمر 29 عاما يؤدي مهمته الثالثة في لبنان وقال لوكالة انباء ( شينخوا) إن "والدي ووالدتي كانا قلقين عندما أخبرتهم ما أفعله وأقوم به في مهمتي".

وأضاف "لكننا نعمل بعناية وانتباه فائق ولا نرتكب أية أخطاء.

وهنا يضحك المقدم ليو تشيانغ المشرف الرئيسي على فريق إزالة الألغام في الكتيبة الصينية تعبيرا عن رضاه وتأييده لما قاله الرقيب جين وي.

وبكثير من الفخر يقول المقدم ليو " الصينيون مميزون"، مشيرا إلى سجل الكتيبة الصينية الذي يخلو من أى حوادث وإصابات منذ بداية عملها فى عام 2006، ويضيف "اننا نعمل باحتراف ومهنية ولا نخطئ أبدا".

ويبدي محمد رضا عضو القوات المسلحة اللبنانية المكلف بالعمل جنبا إلى جنب مع الكتيبة الصينية موافقته على حديث المقدم ليو تشيانغ ويقول "الصينيون محترفون للغاية ويعملون بجد ويقومون بعمل جيد".

ويعلق هنا المقدم أول ليو تشيانغ "المهمة ليست سهلة، وتتطلب اهتماما دقيقا بالتفاصيل"، ويوضح أن عوامل الطقس وانتقال الناس والحيوانات تؤثر على المهمة، حيث من الممكن أن تتغير مواقع الألغام عن غير قصد ".

ويقول "لهذا السبب لا نعمل عندما تسقط الأمطار لأن الأمر يصبح خطرا عندما تتراكم التربة ، حيث يمكن أن تنزلق الألغام والقنابل غير المنفجرة".

ويستيقظ منقبو الألغام في الكتيبة الصينية عند الفجر تقريبا وينطلقون بآلياتهم إلى موقع العمل الذي يبعد حوالي ساعة من قاعدة الكتيبة التي تبعد بدورها أقل من كيلومتر واحد عن إسرائيل.

وعند وصولهم يبدأ العناصر العمل في الأقسام مستخدمين مجموعة من الأدوات بينها أجهزة الكشف عن الألغام الكبيرة والمجارف اليدوية والفرشات الصغيرة لإزالة الأوساخ والأتربة والحجارة والشجيرات في المنطقة.

وبعد الكشف عن الألغام في كل قسم تقوم الكتيبة الصينية بإبلاغ كبار المشرفين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الذين يتواصلون بدورهم مع القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي على حد سواء لإبلاغهم بالتفجيرات المقررة.

وبمجرد استلام الموافقة يتم توصيل متفجرات "تي ان تي" مع الألغام ليتم تفجيرها بعناية وحرص.

ويؤكد المقدم ليو تشيانغ أن "العمل الذى نقوم به صعب وخطر ويتطلب اهتماما دقيقا، ونحن فخورون لمنحنا مثل هذه المهمة ونمثل الصين فى القيام بها".

وفي زيارة له إلى موقع عمل الكتيبة الصينية أثنى رئيس بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وقائد قواتها اللواء مايكل بيري على الكتيبة وما أحرزته من تقدم وتفان في مهمتها.

وقال بيري خلال زيارته موقع عمل للكتيبة الصينية أن "الخط الأزرق هو قضية حساسة بالنسبة للبنان وإسرائيل وهو قضية استراتيجية، ويساعد عملكم على ضمان ألا يصبح متوترا وأن نتمكن من استخدام الخط الأزرق كمرجع لذلك كل ما نفعله هو عمل قيم للغاية وأنا فخور حقا بما تفعله هنا ".

وبينما يمكن القول إن إزالة الألغام هي أهم مهمة تكلف بها الكتيبة الصينية إلا أنها ليست المهمة الوحيدة التي تتحمل مسؤوليتها اذ تساعد الكتيبة أفراد حفظ السلام في الكتائب الآخرى في اليونيفيل في الأعمال الإنسانية ومشاريع البناء كما تشمل هذه الجهود تقديم المساعدة الطبية وشق الطرق للسكان المحليين.

هذه المسؤوليات الجسيمة تترتب عليها تضحيات كبرى بالنسبة للمئات من حفظة السلام ويضاف اليها عام كامل يقضونه في الخارج بعيدا عن الوطن وعن العائلات مما يجلب الشعور بالوحدة الذي يمكن أن يخفف منه عصر الإنترنت ، حيث لايمنع التواصل مع العائلة والاصدقاء سوى فارق التوقيت الزمني.

وفي خلال أوقات الاستراحة يمكنك أن تلاحظ أن أفراد الكتيبة الصينية منكبون على الدردشة والحديث عبر التطبيقات الهاتفية المتعددة مع زوجاتهم وأطفالهم وأصدقائهم.

ويقول المقدم ليو تشيانغ "عندما أعود إلى البيت فان أول ماسأفعله هو رؤية أطفالي وزوجتي وبالطبع الاستمتاع بالأطعمة الصينية المفضلة."

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق: قوات حفظ السلام الصينية بجنوب لبنان تجازف بأرواحها من أجل السلام

新华社 | 2018-02-10 22:39:53

يارون (جنوب لبنان) 10 فبراير 2018 (شينخوا) بعيدا عن عائلته ومنزله ي فى جنوب لبنان يستيقظ جون يينغ البالغ من العمر 25 عاما فى السادسة صباحا ويستعد للبحث عن الألغام المتناثرة على طول "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ويقول جون يينغ إنه واحد من أكثر من 400 من أفراد الجيش الصيني المنتشرين كقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة ومسؤولة عن مراقبة الهدوء في منطقة حساسة على البحر الأبيض المتوسط.

وتعرف قوات حفظ السلام الأممية في لبنان رسميا باسم قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" التي كان أعلن عن تشكيلها مجلس الأمن الدولي في 19 مارس 1978 لمراقبة انسحاب القوات الاسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.

وتنتشر قوات حفظ السلام بالقرب من "الخط الأزرق" الذي يفصل بين البلدين ، وفي أعقاب 3 غزوات إسرائيلية أخرى في الأعوام 1982 و 2000 و2006 قامت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بتحديث ولايتها بزيادة كبيرة في عدد أفرادها وتوسيع مسؤولياتهم في منطقة النزاع.

وكانت الكتيبة الصينية التابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جزءا من زيادة عديد اليونيفيل، حيث تواجدت رسميا في لبنان في 31 مارس من العام 2006 ، وبينما كان يتم تبديل عناصرها كل ثمانية أشهر فإن عناصر الكتيبة تتمركز الآن لمدة سنة قبل أن تعود إلى الوطن.

ويقوم الرقيب لي من الكتيبة الصينية وحوالي 60 رجلا آخر يبلغ بعضهم 22 عاما من العمر بنزع أكثر من نصف مليون لغم تركتها إسرائيل بجنوب لبنان.

ومعظم هذه الألغام القاتلة تنتشر بشكل كثيف على طول الحدود الجنوبية للبنان ، وفي أعقاب الانسحاب الإسرائيلي الأخير من الجنوب في عام 2006، أسفرت الألغام والذخائر العنقودية عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة مئات آخرين.

وقال الرقيب لي وهو يستعيد ذكرى أول يوم له في الميدان "كنت خائفا في البداية وعلى الرغم من تدريبنا في الصين ولبنان فمن الطبيعي أن ينتابك الخوف لكن سرعان ما ينتهي وسط الكثير من الإنتباه والمتابعة".

وعلى رغم صغر سنه فان الرقيب لي يخدم حاليا في مهمة ثانية فى جنوب لبنان وهو كان قد وصل لأول مرة في عام 2013 عندما كلف بتطهير قطعة أرض من المتفجرات.

بدوره الرقيب جين وي البالغ من العمر 29 عاما يؤدي مهمته الثالثة في لبنان وقال لوكالة انباء ( شينخوا) إن "والدي ووالدتي كانا قلقين عندما أخبرتهم ما أفعله وأقوم به في مهمتي".

وأضاف "لكننا نعمل بعناية وانتباه فائق ولا نرتكب أية أخطاء.

وهنا يضحك المقدم ليو تشيانغ المشرف الرئيسي على فريق إزالة الألغام في الكتيبة الصينية تعبيرا عن رضاه وتأييده لما قاله الرقيب جين وي.

وبكثير من الفخر يقول المقدم ليو " الصينيون مميزون"، مشيرا إلى سجل الكتيبة الصينية الذي يخلو من أى حوادث وإصابات منذ بداية عملها فى عام 2006، ويضيف "اننا نعمل باحتراف ومهنية ولا نخطئ أبدا".

ويبدي محمد رضا عضو القوات المسلحة اللبنانية المكلف بالعمل جنبا إلى جنب مع الكتيبة الصينية موافقته على حديث المقدم ليو تشيانغ ويقول "الصينيون محترفون للغاية ويعملون بجد ويقومون بعمل جيد".

ويعلق هنا المقدم أول ليو تشيانغ "المهمة ليست سهلة، وتتطلب اهتماما دقيقا بالتفاصيل"، ويوضح أن عوامل الطقس وانتقال الناس والحيوانات تؤثر على المهمة، حيث من الممكن أن تتغير مواقع الألغام عن غير قصد ".

ويقول "لهذا السبب لا نعمل عندما تسقط الأمطار لأن الأمر يصبح خطرا عندما تتراكم التربة ، حيث يمكن أن تنزلق الألغام والقنابل غير المنفجرة".

ويستيقظ منقبو الألغام في الكتيبة الصينية عند الفجر تقريبا وينطلقون بآلياتهم إلى موقع العمل الذي يبعد حوالي ساعة من قاعدة الكتيبة التي تبعد بدورها أقل من كيلومتر واحد عن إسرائيل.

وعند وصولهم يبدأ العناصر العمل في الأقسام مستخدمين مجموعة من الأدوات بينها أجهزة الكشف عن الألغام الكبيرة والمجارف اليدوية والفرشات الصغيرة لإزالة الأوساخ والأتربة والحجارة والشجيرات في المنطقة.

وبعد الكشف عن الألغام في كل قسم تقوم الكتيبة الصينية بإبلاغ كبار المشرفين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الذين يتواصلون بدورهم مع القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي على حد سواء لإبلاغهم بالتفجيرات المقررة.

وبمجرد استلام الموافقة يتم توصيل متفجرات "تي ان تي" مع الألغام ليتم تفجيرها بعناية وحرص.

ويؤكد المقدم ليو تشيانغ أن "العمل الذى نقوم به صعب وخطر ويتطلب اهتماما دقيقا، ونحن فخورون لمنحنا مثل هذه المهمة ونمثل الصين فى القيام بها".

وفي زيارة له إلى موقع عمل الكتيبة الصينية أثنى رئيس بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وقائد قواتها اللواء مايكل بيري على الكتيبة وما أحرزته من تقدم وتفان في مهمتها.

وقال بيري خلال زيارته موقع عمل للكتيبة الصينية أن "الخط الأزرق هو قضية حساسة بالنسبة للبنان وإسرائيل وهو قضية استراتيجية، ويساعد عملكم على ضمان ألا يصبح متوترا وأن نتمكن من استخدام الخط الأزرق كمرجع لذلك كل ما نفعله هو عمل قيم للغاية وأنا فخور حقا بما تفعله هنا ".

وبينما يمكن القول إن إزالة الألغام هي أهم مهمة تكلف بها الكتيبة الصينية إلا أنها ليست المهمة الوحيدة التي تتحمل مسؤوليتها اذ تساعد الكتيبة أفراد حفظ السلام في الكتائب الآخرى في اليونيفيل في الأعمال الإنسانية ومشاريع البناء كما تشمل هذه الجهود تقديم المساعدة الطبية وشق الطرق للسكان المحليين.

هذه المسؤوليات الجسيمة تترتب عليها تضحيات كبرى بالنسبة للمئات من حفظة السلام ويضاف اليها عام كامل يقضونه في الخارج بعيدا عن الوطن وعن العائلات مما يجلب الشعور بالوحدة الذي يمكن أن يخفف منه عصر الإنترنت ، حيث لايمنع التواصل مع العائلة والاصدقاء سوى فارق التوقيت الزمني.

وفي خلال أوقات الاستراحة يمكنك أن تلاحظ أن أفراد الكتيبة الصينية منكبون على الدردشة والحديث عبر التطبيقات الهاتفية المتعددة مع زوجاتهم وأطفالهم وأصدقائهم.

ويقول المقدم ليو تشيانغ "عندما أعود إلى البيت فان أول ماسأفعله هو رؤية أطفالي وزوجتي وبالطبع الاستمتاع بالأطعمة الصينية المفضلة."

الصور

010020070790000000000000011101451369654731