البحيرة، مصر 10 فبراير 2018 (شينخوا) شهدت صادرات الموالح المصرية إلى الصين زيادة سريعة خلال السنوات الأخيرة، بفضل الطلب المتزايد في الصين على الفواكه ذات الجودة العالية، وهو أمر أدى إلى ازدهار العديد من مزارع الموالح في مصر.
وأصبحت مصر، التي تشتهر بإنتاج البرتقال عالي الجودة، ثالث أكبر مصدر للموالح إلى الصين، وذلك بعد كل من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال محسن البلتاجي رئيس جمعية تطوير الصادرات البستانية (هيا)، " لقد بدأنا تصدير الموالح للصين بحوالي 23 ألف طن في العام 2015، وازدادت الكميات المصدرة حتى وصلت إلى أكثر من 36 ألف طن في 2016، وقفزت إلى أكثر من 101 ألف طن في 2017".
وتعتبر جمعية "هيا"، التي أنشئت في العام 1996، المسؤولة عن اختيار المزارع المعتمدة في مصر، وتصدير الموالح إلى العديد من الدول في أوروبا وآسيا، وذلك بالتنسيق مع السلطات الزراعية في هذه الدول.
وأضاف البلتاجي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، " نحن نفحص هذه المزارع ونختار أفضلها للتصدير إلى الصين بالتعاون مع مسؤولين من وزارة الزراعة الصينية، الذين يزورون مصر لتفقد هذه المزارع".
وتابع أن " جمعية هيا تنظم أيضا دورات للعاملين بمزارع الموالح لتدريبهم على رفع جودة الفواكه التي يقومون بتصديرها إلى الصين".
بدوره، قال هان بينغ المستشار الاقتصادي والتجاري بسفارة الصين بالقاهرة " لقد زاد تصدير البرتقال المصري إلى الصين بسرعة كبيرة في العامين الماضيين، بعد أن فتحنا سوقنا للبرتقال المصري، الذي بلغت صادراته للصين 20 مليون دولار في العام 2015، و 80 مليون دولار في 2016".
وأضاف هان لوكالة ((شينخوا))، " لقد فتحنا سوقنا أيضا أمام العنب المصري في يونيو الماضي، واستغرق الأمر فقط نصف عام لتبلغ صادرات العنب المصري إلى الصين مئات الآلاف من الدولارات".
وأردف أن " العجز في الميزان التجاري بين البلدين كبير، لكنه لا يجب أن يكون مشكلة، فنحن بالفعل نريد أن نستورد منتجات مصرية مثل العنب والبرتقال والمنتجات الزراعية الأخرى لسد الطلب الكبير عليها في السوق الصينية".
وأوضح أن " السوق الصينية كبيرة ومفتوحة وتشهد تنافسية شديدة، فالواردات الصينية ستصل إلى 10 تريليونات دولار خلال الخمسة أعوام القادمة، نحن نتوسع بإيجابية في وارداتنا، ونساعد المنتجات المصرية في تحسين جودتها لتصل إلى مقاييس الواردات الصينية".
وتابع " لقد اتفقنا بالفعل على تفاصيل تصدير مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية المصرية إلى الصين، من بينها البرتقال والعنب، ونتوقع أن نرى المزيد من المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق الصينية".
وتعد مزارع المغربي واحدة من مزارع الموالح المصرية المعتمدة للتصدير إلى الصين، والتي قامت بتصدير 2500 طن من البرتقال إلى البلد الأكثر سكانا في العالم.
وتمتد مزارع المغربي على مساحة كبيرة من الأراضي الصحراوية المستصلحة في محافظة البحيرة، شمال القاهرة.
وتبدو مزارع المغربي كأنها لوحة فنية من أشجار الموالح المتراصة، التي تحمل ثمار البرتقال واليوسفي الناضجة والجاهزة للحصاد، تمهيدا لإرسالها إلى محطات التعبئة والتغليف داخل المزرعة.
وقال المهندس عرفة الشيخ رئيس قسم الموالح بمزارع المغربي، إن " كل فدان ينتج من 20 إلى 25 طن من الموالح، ولدينا حوالي 5500 فدان في مزارع المغربي، وننتج حوالي 100 ألف طن في العام، 90 % منها للتصدير والباقي للسوق المحلية".
وأضاف " إننا نوجه عناية فائقة للموالح منذ المراحل المبكرة لزراعتها.. وجودة الموالح تعتمد على مقاومتها البيولوجية ومكافحة الآفات والاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية المعتمدة، فنحن نعتني بمنتجاتنا من البداية إلى النهاية".
بينما قال عادل قريطم المدير العام لمزارع المغربي، إن " مزارعنا تستخدم الخبرات المصرية والأجنبية، وتتعامل مع أفضل خبراء ما بعد الحصاد، وأحدث المعدات التكنولوجية للوصول إلى أعلى جودة لمنتجاتنا لإرضاء العملاء".
وتابع " على سبيل المثال، هذا هو العام الثاني الذي نستخدم فيه ماكينة الفصل الإلكتروني (electronic sizer)، التي تقوم بالتعرف على كل عيوب البرتقال، والفصل بين ثمار البرتقال من حيث اللون والقطر والحجم والشكل الظاهري".
ويعمل حوالي خمسة آلاف عامل دائم ومؤقت في مزارع المغربي، وهو رقم قابل للزيادة لاسيما أن الشركة تبنى حاليا محطة تغليف أخرى لكن خاصة بالعنب، لإعداده للتصدير.