القاهرة 12 فبراير 2018 (شينخوا) بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال لقاء اليوم (الاثنين) بالقاهرة، تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأكد السيسي خلال اللقاء، أن العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة "راسخة"، لكنه شدد على أهمية الارتقاء بها في مختلف المجالات، بما يمكن البلدين من التصدي للتحديات المشتركة، حسب المتحدث الرئاسي بسام راضي.
ونقل تيلرسون إلى الرئيس السيسي تحيات نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وأكد " ما تمثله مصر كشريك مهم للولايات المتحدة، وما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها وتطويرها".
وتناولت المباحثات بين السيسي وتيلرسون الملفات الإقليمية المختلفة، ومن بينها الأوضاع في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية، حيث أكد السيسي موقف مصر الواضح والثابت بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا السيسي، الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى إعادة إحياء ودفع عملية المفاوضات من جديد وفق مقررات الشرعية الدولية.
كما التقى تيلرسون نظيره المصري سامح شكري، حيث اتفق الوزيران على آلية جديدة للتعاون بين البلدين بصيغة "2 + 2"، التي تجمع وزيري الخارجية والدفاع من البلدين.
وذكر شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي، أنه بحث مع تيلرسون اقتراح تقدم به الأخير يتمثل في إنشاء آلية أخرى تتمثل في إطار مشاورات بصيغة "2+2" بين وزيري الخارجية والدفاع من البلدين، مشيرا إلى أن مصر تقدر هذا الاقتراح وترى أنه يسهم بشكل إيحابى في المزيد من تطوير العلاقات.
وأوضح أنه اتفق مع تيلرسون على عقد اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية في النصف الثاني من العام الجاري لضمان الإعداد الجيد لها بما يؤدي إلى الخروج بنتائج تساعد في دعم العلاقات.
وبين شكري أن زيارة تيلرسون الأولى إلى القاهرة، والتي تأتى في أعقاب الزيارة الناجحة لنائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، تتيح الفرصة لتأكيد عمق العلاقات المصرية الأمريكية.
ورأى أن المباحثات مع نظيره الأمريكي اتسمت بالإيجابية، منوها بأن المباحثات تناولت أيضا الحرب ضد الإرهاب حيث تخوض مصر في هذه الأيام حملة قوية لاستئصال الإرهاب من سيناء.
وتابع " نقدر الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر في هذه الحرب، والتنسيق الكامل فيما بيننا لمحاربة الإرهاب ليس فقط من المنظور الأمني لكن أيضا السياسي بما يؤدى إلى القضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل".
من جانبه، قال تيلرسون إن هناك قدرا كبيرا من التوافق بيننا على كيفية معالجة التحديات والقضايا في المنطقة.
ووصف المباحثات بأنها " مثمرة فيما يخص القضايا الأمنية التي تهمنا، وبحثنا آلية تدعيم العلاقات الثنائية من خلال الحوار الاستراتيجي وآلية 2 + 2، ليس فقط من أجل مناقشة القضايا الأمنية لكن الاقتصادية والسياسية أيضا".
وعبر عن تعازي الولايات المتحدة للشعب المصري فى ضحايا أعمال العنف والإرهاب سواء الذي يقوم به تنظيم داعش أو غيره من الجماعات الإرهابية، وأكد استمرار الولايات المتحدة في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب.
وكرر " الالتزام المشترك لدعم مصر في حربها ضد داعش، مصر شريك هام في الحرب ضد داعش".
وأوضح أن المباحثات " تناولت ملف حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني"، وأكد " دعم الولايات المتحدة إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وحق الشعب المصري في الاختيار".
وردا على سؤال حول مدى إصرار الولايات المتحدة على طرح ما يسمى بـ"صفقة القرن" الخاصة بعملية السلام، على الرغم من الرفض العربي والاسلامي لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أكد تيلرسون أن بلاده ملتزمة بدعم عملية السلام.
