بورتسودان، شرقى السودان 12 فبراير 2018 (شينخوا) يمثل متحف (هداب) على بعد نحو (64) كيلو مترا إلى الجنوب من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر بشرق السودان أكبر متحف يؤرخ لحضارة شرق السودان وارث مجموعاته السكانية.

وتم إنشاء المتحف بجهد شخصى لاحد أعيان شرق السودان، واسمه محمد نور هداب، وقد تم افتتاحه فى العام 1989.

ويحتوى المتحف على مقتنيات تاريخية لعصور مختلفة من بينها صور عامة وقطع اثاث وأزياء ونموذج لسكن وغيرها من الأعمال الفولكلورية، كما توجد بالمتحف مقتنيات للأمير عثمان دقنة احد قادة الثورة المهدية (1881 - 1889).

وقال محمد نور هداب، مؤسس المتحف، فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم "بجهد شخصى ومن حر مالى قمت بتأسيس هذا المتحف وعمره الآن 29 عاما، وقد افتتحه الرئيس عمر البشير بتاريخ 29 سبتمبر 1989".

وأضاف " قمت بجمع القطع الاثرية النادرة من مناطق شرق السودان وجمعها فى مكان واحد، ليصبح هذا المتحف الذى ترونه ، لم يكن ذلك امرا سهلا ولا يسيرا، استلزم الأمر جهدا كبيرا ووقتا طويلا".

وتابع " كل المقتنيات الاثرية بداخل المتحف لا يمكن ان تجد لها مثيلا فى اى مكان، انها مقتنيات نادرة لفترات تاريخية مهمة تمثل توثيقا لحضارة شرق السودان وتاريخ هذه المنطقة بتراثها وارثها الانسانى".

ومضى قائلا " لدى مقتنيات اثرية اخرى لم يتم عرضها حتى الآن، بعضها من الذهب، وبعضها الآخر من الفضة والنحاس، كما لدى سيوف على منقوشات تؤشر إلى حقب تاريخية قديمة".

ويشير هداب إلى أن المتحف يضم ادوات فخارية كانت تستخدم لاغراض مختلفة ومنها الشرب والطبخ وحفظ الطعام، بجانب مقتنيات اثرية تشكل اساس المنزل التقليدى بشرق السودان فى العصور الماضية.

وقال " توجد نماذج لاسلحة بيضاء كانت تستخدم من قبل ثوار المهدية بقيادة الامير عثمان دقنة، ومنها سيوف وحراب وسهام وعصى، كما توجد بعض الاسلحة النارية القديمة مثل البندقية التى تسمى محليا (الخرطوش).

ويزين جدار المتحف صور لمنازل اثرية مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية.

ودعا هداب السلطات الحكومية إلى دعم مشروعه الذى يهدف إلى حفظ تراث شرق السودان وتعريف الاجيال به، وقال " كثيرون نصحونى بترك الفكرة وبيع قطعة الارض التى اقيم عليها المتحف باعتبار ان الأمر مرهق ماديا".

وأضاف "ولكنى متمسك بفكرتى ومشروعى ولا ابخل عليه، لم تقصر معى السلطات الحكومية وشجعتنى، وارجو ان يستمر اهتمامها وان تدعم هذا العمل الوطنى حتى يحقق اهدافه كاملة".