تحقيق إخباري: حكاية عيد وعيدية وسفر... بنظرة عربية في أهم الأعياد التقليدية الصينية

15:39:56 14-02-2018 | Arabic. News. Cn

بكين 14 فبراير 2018 (شينخوا) مع اقتراب عيد الربيع التقليدي في الصين...تتلألأ الفوانيس الحمراء بشتي أحجامها على جانبي الشوارع وتتدلى الزينات الحمراء بمختلف أشكالها أمام المحال والدكاكين وتلصق المقصوصات الحمراء الحاملة لعبارات الخير والتفاؤل والسعادة على الأبواب، كل هذه الأشياء المعبرة عن العيد تتلون بالحمرة وتخلق أجواء كرنفالية بهيجة لتفوح رائحة العيد في كل مكان وتعتلى البهجة وجوه الجميع.

ومع مرور الأيام واندماج الثقافات العالمية، صار عيد الربيع الصيني مهرجانا يُحتفل به في مناطق مختلفة من العالم. وبفضل تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية وزيادة عدد الطلبة المبعوثين بين الصين والدول العربية، بدأت معرفة الأقطار العربية بعيد الربيع وعاداته وتقاليده تزداد أكثر فأكثر.

وتصديقا لمقولة الكاتب المسرحي والأديب البريطاني الشهير وليم شكسبير "هناك ألف هاملت في عيون ألف قارئ"، حمل عيد الربيع صورا مختلفة في عين كل عربي.

--"نيان" (حكاية عيد الربيع)

"في قديم الزمان كان هناك وحش مفترس رهيب يدعى (نيان) يعيش في الجبال ويخرج عشية رأس السنة الصينية الجديدة ليهاجم المواشي والبشر وخاصة الأطفال والعجائز، لكنه يخاف اللون الأحمر واللهب وأصوات الضجيج، فقام الناس بلصق مقاطع صينية حمراء على الأبواب وسهروا طوال تلك الليلة وهم يدقون الطبول ويطلقون المفرقعات والألعاب النارية حتى رحل الوحش، ومنذ ذلك الحين تحتفل الأسر الصينية بعيد الربيع من خلال تعليق الفوانيس وقصاصات الورق الحمراء على أبواب ونوافذ المنازل وإشعال الألعاب النارية طوال الليل لطرد الأرواح الشريرة، إضافة إلى تبادل التهاني والزيارات والعودة إلى مسقط الرأس للم الشمل مع العائلة بعد فراق قد يمتد لسنة أو أكثر"، هكذا شرحت هالة حكاية عيد الربيع.

"سيحل عيد الربيع بعد يومين، لهذا أرافق ابنيّ لشراء ملابس جديدة لهما"، هكذا قالت هالة (من مصر) أمام أحد محال الملابس في شارع "الشيدان" التجاري، وهو أحد أكثر الأحياء التجارية ازدهارا ببكين، مضيفة بقولها "وفقا للعادات الصينية التقليدية، يشتري الآباء ملابس جديدة يكون اللون الأحمر عنصرا أساسيا فيها للأبناء قبل عيد الربيع لأن الأحمر - سيد الألوان عند الصينيين في العيد - يحفظ من يرتديه ويبعد عنه الأذى ويجعل الحظ السعيد من نصيبه دائما في العام الجديد".

وهذا العام، تقضى هالة سابع عيد ربيع لها في بكين، فقد اعتادت على الحياة هنا وتتطلع إلى حلوله وتستعد له بتعليق المقطع الصيني"فو" (السعادة) بالمقلوب حتى تصل السعادة كما يقول الصينيون إلى البيت. لكن مقارنة بمعرفة هالة الشاملة بهذه المناسبة الكبيرة التي تحل مرة في العام، أولى ابناها مزيدا من الاهتمام بالأطعمة التقليدية الصينية التي تعد خصيصا خلال عطلة العيد.

"أنا أحب تناول طبق (الجياوتسي، وهي نوع من المعجنات المحشوة بالبيض وأنواع مختلفة من اللحم والخضار)"، حسبما قال أحمد، ابن هالة الأكبر وعمره 15عاما، "لم أتناول الجياوتسي في مصر من قبل، إنه طبق يختلف مذاقه بعض الشئ عن الأطعمة المصرية لكنه لذيذ وأعجبني كثيرا منذ أن تذوقته أول مرة مع أصدقائي الصينيين. وفي كل عيد، نحب الاجتماع مع الجيران وإعداد الجياوتسي سويا، لكن للأسف الشديد، لم أستطع إعداد الجياوتسي بنفسي بعد، لهذا أنوى التعلم بجد هذه المرة."

وقال شادى، الابن الأصغر وعمره 12 عاما، "أنا أعشق تناول السمك، وأخبرتني أمي أن السمك أحد الأطباق الضرورية على المائدة في ليلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة. لأن هناك تشابها بين نطق كلمتي سمك وفائض في اللغة الصينية، ويعني تناول السمك في العيد تمنيات بأن يكون هناك فائضا من الخيرات لينعم بها الفرد في السنة القادمة."

وعلاوة على الأطعمة الشهية التي يتطلعان الأخوان إليها، قالا إن لديهما أمنية مشتركة للعام الجديد، وهي ألا تكلفهما الأم بأداء واجبات دراسية في عطلة العيد. فعيد الربيع الذي يعد أهم الأعياد هو عطلة للاستراحة واللعب في عيون الأطفال العرب والصينيين على حد سواء.

-- الظرف الأحمر (العيدية)

"في الصين، هناك تقليد جميل جدا يقدم فيه الكبار للصغار ظرفا أحمر عليه عبارة مكتوبة باللون الذهبي تعني "البركة"، يضع فيه الصينيون نقودا، خاصة من فئة الـ100 يوان الصيني، ويقدمونه هدية خاصة للشباب والأولاد والفتيات. ويفرح الأطفال به كثيرا لأنه فرصة لشراء الحلويات أو الألعاب النارية أو ما يريدونه"، هكذا ذكر عباس كديمي (من العراق)، الذي يقيم في الصين من 20 عاما تقريبا، وهو جالس في أحد المقاهي.

وتابع بقوله "لدي ذكريات جميلة عن الظرف الأحمر. فعندما كانت ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر 6 سنوات تقريبا، زارت عائلتي عائلة صينية في عيد الربيع لتقديم التهاني، وقام صديقي الصيني بإهدائها هدية عبارة عن ظرف أحمر (عيدية)، ويهتم صديقي منذ ذلك الحين بإعطاء ابنتي كل عام في العيد ظرفا أحمر."

"في البداية لم نكن نريد أخذ هذا الظرف لأننا لا نحب الهدية النقدية. لكن صديقي شرح لي وقال إن هذا تقليد صيني يحبه الصينيون كثيرا، فبدأت أتفهم وأقبل هديته لابنتي"، هكذا قال كديمي.

وذكر "الجميل هنا هو أنه في كل سنة، يكبر الظرف الأحمر، وتزداد القيمة المالية للعيدية. ووفقا للعادات والتقاليد الصينية، لا يمكن أن تزداد العيدية زيادة فردية وإنما زيادة زوجية لأن هناك اعتقادا بأن البركة تتمثل في الرقم الزوجي، وهكذا كبر المبلغ داخل الظرف الأحمر من 200 إلى 400 فـ600 ثم 800... والآن أصبح الظرف الأحمر الذي يتم إهداؤه لابنتي أكبر وهي تفرح به في كل مرة بينما تخجل بعض شيء لأنها كبرت وأصبح عمرها 20 عاما، لكن مازال هذا العم اللطيف يعطيها الظرف الأحمر."

-- ذروة السفر خلال عيد الربيع

يدرس حسن (من اليمن) في مدينة شانغهاي الصينية منذ أكثر من خمس سنوات، ولم يعد إلى بلاده منذ وصوله إلى الصين بسبب الوضع المضطرب هناك. وعندما سُئل: كيف ترى عيد الربيع؟ ابتسم وأجاب "ذروة السفر تحديدا كانت أول انطباعي لي عن عيد الربيع."

وفتح حسن قلبه لنا ليحكى لنا ذكرياته في أول عيد ربيع له هنا، قائلا "أول فكرة خطرت في بالي هي أن أسافر إلى مدينة شيآن لزيارة معالمها السياحية وابتعد عن شعور الوحدة إذا ما قضيت عطلة العيد وحدي في الجامعة، وعرفت أن وسائل المواصلات الصينية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الماضية حتى أنها صارت لها الريادة على المستوى العالمي، وخاصة القطار فائق السرعة، وأبلغني زملائي أن بإمكاني شراء التذكرة عبر الإنترنت مباشرة دون الحاجة إلى الذهاب إلى محطة القطار، لذا رأيت أنها فرصة جيدة لتجربة السفر بالسكك الحديدية الصينية فائقة السرعة."

وتابع بقوله "ما إن دخلت على الموقع لشراء تذكرة، حتى أصابتني الدهشة: فلم تتبق حتى ولو تذكرة واحدة! لقد تفاجأت بعدم وجود أي تذكرة إلى مدينة شيآن في الفترة التي تسبق وتعقب العيد بأسبوع . ما شاء الله، هذا شيء لا يصدق."

وأضاف "لم أفهم سبب ذلك إلا عندما درست عبارة (تشون يون) الصينية وتعني ذروة السفر خلال عيد الربيع. وتعتبر ذروة السفر هذه أكبر حركة انتقال للسكان في العالم، وتستمر لحوالي 40 يوما خاصة أثناء عطلة العيد. كما عرفت أن أكثر من 350 مليون شخص سافروا بالسكك الحديدية خلال هذه الفترة عام 2017".

"العديد من الناس يسافرون بعيدا عن البيت للعمل أو الدراسة، لذا يعد عيد الربيع في قلوب الصينيين مناسبة رائعة للقاء أفراد العائلة. ويسعى الصيني بقدر الإمكان إلى العودة إلى مسقط رأسه في هذا العيد. والآن، عرفت لماذا لم أستطع شراء التذكرة خلال عيد الربيع، إنه أمر صعب للغاية بالتأكيد"، هكذا شرح حسن.

قد أصبح التواصل بين الصين والدول العربية أوثق يوما بعد يوم في إطار مبادرة الحزام والطريق، ويعد عيد الربيع الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ الصيني القديم نافذة للتعرف على الثقافة الصينية كما يعد بمثابة جسر لتعزيز التفاهم والتقارب والتبادل بين العرب والصينيين.

ومن ناحية أخرى، تزداد مكانة الدول العربية أهمية في قائمة المقاصد السياحية التي يتوجه إليها الصينيون خلال عطلة عيد الربيع. ويتيح عيد الربيع فرصة للعرب للمقارنة بين الصين الحقيقية والانطباعات التي حصلوا عليها عن الصين من ساحة الإعلام الدولي وخاصة الغربي.

وكما قال حسن "لا يعد عيد الربيع عيدا تقليديا صينيا فحسب، بل يمثل أيضا منصة لإلقاء نظرة على الثقافة الصينية العميقة وإحدى نقاط انطلاق الصين نحو العالم".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: حكاية عيد وعيدية وسفر... بنظرة عربية في أهم الأعياد التقليدية الصينية

新华社 | 2018-02-14 15:39:56

بكين 14 فبراير 2018 (شينخوا) مع اقتراب عيد الربيع التقليدي في الصين...تتلألأ الفوانيس الحمراء بشتي أحجامها على جانبي الشوارع وتتدلى الزينات الحمراء بمختلف أشكالها أمام المحال والدكاكين وتلصق المقصوصات الحمراء الحاملة لعبارات الخير والتفاؤل والسعادة على الأبواب، كل هذه الأشياء المعبرة عن العيد تتلون بالحمرة وتخلق أجواء كرنفالية بهيجة لتفوح رائحة العيد في كل مكان وتعتلى البهجة وجوه الجميع.

ومع مرور الأيام واندماج الثقافات العالمية، صار عيد الربيع الصيني مهرجانا يُحتفل به في مناطق مختلفة من العالم. وبفضل تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية وزيادة عدد الطلبة المبعوثين بين الصين والدول العربية، بدأت معرفة الأقطار العربية بعيد الربيع وعاداته وتقاليده تزداد أكثر فأكثر.

وتصديقا لمقولة الكاتب المسرحي والأديب البريطاني الشهير وليم شكسبير "هناك ألف هاملت في عيون ألف قارئ"، حمل عيد الربيع صورا مختلفة في عين كل عربي.

--"نيان" (حكاية عيد الربيع)

"في قديم الزمان كان هناك وحش مفترس رهيب يدعى (نيان) يعيش في الجبال ويخرج عشية رأس السنة الصينية الجديدة ليهاجم المواشي والبشر وخاصة الأطفال والعجائز، لكنه يخاف اللون الأحمر واللهب وأصوات الضجيج، فقام الناس بلصق مقاطع صينية حمراء على الأبواب وسهروا طوال تلك الليلة وهم يدقون الطبول ويطلقون المفرقعات والألعاب النارية حتى رحل الوحش، ومنذ ذلك الحين تحتفل الأسر الصينية بعيد الربيع من خلال تعليق الفوانيس وقصاصات الورق الحمراء على أبواب ونوافذ المنازل وإشعال الألعاب النارية طوال الليل لطرد الأرواح الشريرة، إضافة إلى تبادل التهاني والزيارات والعودة إلى مسقط الرأس للم الشمل مع العائلة بعد فراق قد يمتد لسنة أو أكثر"، هكذا شرحت هالة حكاية عيد الربيع.

"سيحل عيد الربيع بعد يومين، لهذا أرافق ابنيّ لشراء ملابس جديدة لهما"، هكذا قالت هالة (من مصر) أمام أحد محال الملابس في شارع "الشيدان" التجاري، وهو أحد أكثر الأحياء التجارية ازدهارا ببكين، مضيفة بقولها "وفقا للعادات الصينية التقليدية، يشتري الآباء ملابس جديدة يكون اللون الأحمر عنصرا أساسيا فيها للأبناء قبل عيد الربيع لأن الأحمر - سيد الألوان عند الصينيين في العيد - يحفظ من يرتديه ويبعد عنه الأذى ويجعل الحظ السعيد من نصيبه دائما في العام الجديد".

وهذا العام، تقضى هالة سابع عيد ربيع لها في بكين، فقد اعتادت على الحياة هنا وتتطلع إلى حلوله وتستعد له بتعليق المقطع الصيني"فو" (السعادة) بالمقلوب حتى تصل السعادة كما يقول الصينيون إلى البيت. لكن مقارنة بمعرفة هالة الشاملة بهذه المناسبة الكبيرة التي تحل مرة في العام، أولى ابناها مزيدا من الاهتمام بالأطعمة التقليدية الصينية التي تعد خصيصا خلال عطلة العيد.

"أنا أحب تناول طبق (الجياوتسي، وهي نوع من المعجنات المحشوة بالبيض وأنواع مختلفة من اللحم والخضار)"، حسبما قال أحمد، ابن هالة الأكبر وعمره 15عاما، "لم أتناول الجياوتسي في مصر من قبل، إنه طبق يختلف مذاقه بعض الشئ عن الأطعمة المصرية لكنه لذيذ وأعجبني كثيرا منذ أن تذوقته أول مرة مع أصدقائي الصينيين. وفي كل عيد، نحب الاجتماع مع الجيران وإعداد الجياوتسي سويا، لكن للأسف الشديد، لم أستطع إعداد الجياوتسي بنفسي بعد، لهذا أنوى التعلم بجد هذه المرة."

وقال شادى، الابن الأصغر وعمره 12 عاما، "أنا أعشق تناول السمك، وأخبرتني أمي أن السمك أحد الأطباق الضرورية على المائدة في ليلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة. لأن هناك تشابها بين نطق كلمتي سمك وفائض في اللغة الصينية، ويعني تناول السمك في العيد تمنيات بأن يكون هناك فائضا من الخيرات لينعم بها الفرد في السنة القادمة."

وعلاوة على الأطعمة الشهية التي يتطلعان الأخوان إليها، قالا إن لديهما أمنية مشتركة للعام الجديد، وهي ألا تكلفهما الأم بأداء واجبات دراسية في عطلة العيد. فعيد الربيع الذي يعد أهم الأعياد هو عطلة للاستراحة واللعب في عيون الأطفال العرب والصينيين على حد سواء.

-- الظرف الأحمر (العيدية)

"في الصين، هناك تقليد جميل جدا يقدم فيه الكبار للصغار ظرفا أحمر عليه عبارة مكتوبة باللون الذهبي تعني "البركة"، يضع فيه الصينيون نقودا، خاصة من فئة الـ100 يوان الصيني، ويقدمونه هدية خاصة للشباب والأولاد والفتيات. ويفرح الأطفال به كثيرا لأنه فرصة لشراء الحلويات أو الألعاب النارية أو ما يريدونه"، هكذا ذكر عباس كديمي (من العراق)، الذي يقيم في الصين من 20 عاما تقريبا، وهو جالس في أحد المقاهي.

وتابع بقوله "لدي ذكريات جميلة عن الظرف الأحمر. فعندما كانت ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر 6 سنوات تقريبا، زارت عائلتي عائلة صينية في عيد الربيع لتقديم التهاني، وقام صديقي الصيني بإهدائها هدية عبارة عن ظرف أحمر (عيدية)، ويهتم صديقي منذ ذلك الحين بإعطاء ابنتي كل عام في العيد ظرفا أحمر."

"في البداية لم نكن نريد أخذ هذا الظرف لأننا لا نحب الهدية النقدية. لكن صديقي شرح لي وقال إن هذا تقليد صيني يحبه الصينيون كثيرا، فبدأت أتفهم وأقبل هديته لابنتي"، هكذا قال كديمي.

وذكر "الجميل هنا هو أنه في كل سنة، يكبر الظرف الأحمر، وتزداد القيمة المالية للعيدية. ووفقا للعادات والتقاليد الصينية، لا يمكن أن تزداد العيدية زيادة فردية وإنما زيادة زوجية لأن هناك اعتقادا بأن البركة تتمثل في الرقم الزوجي، وهكذا كبر المبلغ داخل الظرف الأحمر من 200 إلى 400 فـ600 ثم 800... والآن أصبح الظرف الأحمر الذي يتم إهداؤه لابنتي أكبر وهي تفرح به في كل مرة بينما تخجل بعض شيء لأنها كبرت وأصبح عمرها 20 عاما، لكن مازال هذا العم اللطيف يعطيها الظرف الأحمر."

-- ذروة السفر خلال عيد الربيع

يدرس حسن (من اليمن) في مدينة شانغهاي الصينية منذ أكثر من خمس سنوات، ولم يعد إلى بلاده منذ وصوله إلى الصين بسبب الوضع المضطرب هناك. وعندما سُئل: كيف ترى عيد الربيع؟ ابتسم وأجاب "ذروة السفر تحديدا كانت أول انطباعي لي عن عيد الربيع."

وفتح حسن قلبه لنا ليحكى لنا ذكرياته في أول عيد ربيع له هنا، قائلا "أول فكرة خطرت في بالي هي أن أسافر إلى مدينة شيآن لزيارة معالمها السياحية وابتعد عن شعور الوحدة إذا ما قضيت عطلة العيد وحدي في الجامعة، وعرفت أن وسائل المواصلات الصينية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الماضية حتى أنها صارت لها الريادة على المستوى العالمي، وخاصة القطار فائق السرعة، وأبلغني زملائي أن بإمكاني شراء التذكرة عبر الإنترنت مباشرة دون الحاجة إلى الذهاب إلى محطة القطار، لذا رأيت أنها فرصة جيدة لتجربة السفر بالسكك الحديدية الصينية فائقة السرعة."

وتابع بقوله "ما إن دخلت على الموقع لشراء تذكرة، حتى أصابتني الدهشة: فلم تتبق حتى ولو تذكرة واحدة! لقد تفاجأت بعدم وجود أي تذكرة إلى مدينة شيآن في الفترة التي تسبق وتعقب العيد بأسبوع . ما شاء الله، هذا شيء لا يصدق."

وأضاف "لم أفهم سبب ذلك إلا عندما درست عبارة (تشون يون) الصينية وتعني ذروة السفر خلال عيد الربيع. وتعتبر ذروة السفر هذه أكبر حركة انتقال للسكان في العالم، وتستمر لحوالي 40 يوما خاصة أثناء عطلة العيد. كما عرفت أن أكثر من 350 مليون شخص سافروا بالسكك الحديدية خلال هذه الفترة عام 2017".

"العديد من الناس يسافرون بعيدا عن البيت للعمل أو الدراسة، لذا يعد عيد الربيع في قلوب الصينيين مناسبة رائعة للقاء أفراد العائلة. ويسعى الصيني بقدر الإمكان إلى العودة إلى مسقط رأسه في هذا العيد. والآن، عرفت لماذا لم أستطع شراء التذكرة خلال عيد الربيع، إنه أمر صعب للغاية بالتأكيد"، هكذا شرح حسن.

قد أصبح التواصل بين الصين والدول العربية أوثق يوما بعد يوم في إطار مبادرة الحزام والطريق، ويعد عيد الربيع الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ الصيني القديم نافذة للتعرف على الثقافة الصينية كما يعد بمثابة جسر لتعزيز التفاهم والتقارب والتبادل بين العرب والصينيين.

ومن ناحية أخرى، تزداد مكانة الدول العربية أهمية في قائمة المقاصد السياحية التي يتوجه إليها الصينيون خلال عطلة عيد الربيع. ويتيح عيد الربيع فرصة للعرب للمقارنة بين الصين الحقيقية والانطباعات التي حصلوا عليها عن الصين من ساحة الإعلام الدولي وخاصة الغربي.

وكما قال حسن "لا يعد عيد الربيع عيدا تقليديا صينيا فحسب، بل يمثل أيضا منصة لإلقاء نظرة على الثقافة الصينية العميقة وإحدى نقاط انطلاق الصين نحو العالم".

الصور

010020070790000000000000011100001369754261