مقالة خاصة: موقف صارم لتركيا من الولايات المتحدة قبل زيارة تيلرسون

20:40:06 14-02-2018 | Arabic. News. Cn

أنقرة 14 فبراير 2018 (شينخوا) استخدمت تركيا لغة صارمة ضد الولايات المتحدة قبل زيارة مهمة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة التي تهدف إلى استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي بعد أن تدهورت بسبب تضارب المصالح بينهما في سوريا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الثلاثاء، في حديثه إلى نوابه البرلمان من الواضح للغاية أن من يقولون (سنرد بعدوانية إذا ضربتمونا) لم يجربوا الصفعة العثمانية."

وأضاف، في إشارة للدعم الأمريكي لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا "نعلن أننا سندمر كل إرهابي رأيناه بداية من الأشخاص الذين وقفوا إلى جوارهم. ثم سيفهمون أنه من الأفضل لهم ألا يقفوا إلى جوار الإرهابيين الذين يستندون عليهم."

وشنت تركيا في يناير عملية في مدينة عفرين بشمال سوريا وأطلقت عليها "عملية غصن الزيتون" لطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية من حدودها الجنوبية.

وستحول تركيا اهتمامها إلى منبج بعد عفرين، حسبما قالت الحكومة التركية، محذرة القوات الأمريكية المتمركزة هناك بعدم اعتراضها. إلا أن واشنطن قالت إنه لا تعتزم سحب جنودها من المدينة.

وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي بول فانك خلال زيارته إلى منبج "إذا أصبتمونا، فسنرد بعدوانية. فسندافع عن أنفسنا."

ولم يكن الجنرالات الأمريكيون وحدهم الذين استعرضوا عضلاتهم ولكن اشتملت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2019 أموالا لتدريب وإمداد القوات المحلية في سوريا بالسلاح.

وطلب البنتاجون تخصيص 300 مليون دولار "لأنشطة تدريب وتزويد بالعتاد" في سوريا و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود في خطوة تتعارض مع مطالب أنقرة بوقف دعم وتسليح الميليشيا الكردية المحلية.

وقال الرئيس أردوغان إن البنتاجون طلب تخصيص 550 مليون دولار لوحدات حماية الشعب الكردية في 2019، مع الإشارة لإمكانية زيادة المبلغ المخصص إلى 3 مليارات دولار.

وأضاف أردوغان بأن القرار الأمريكي بمواصلة الدعم المالي للميليشيا الكردية السورية سيؤثر على قرارات تركيا المستقبلية.

وحذر قائلا "من الأفضل لهم ألا يقفوا في صف الإرهابيين الذين يدعمونهم اليوم. أقول لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المال يأتي من ميزانية الولايات المتحدة يأتي من جيوب الشعب."

وتابع أردوغان بقوله إن الحكومة التركية ستبحث بصراحة تلك الشؤون مع تيرسلون "وستعرض كافة الحقائق صراحة"، مشددا على أن الوحدات الكردية تمثل تهديدا للأمن القومي التركي على الحدود.

وأنقرة وواشنطن على خلاف منذ وقت طويل على خلفية تعارض المصالح بينهما بشكل صاروخ في سوريا، بيد أن زيادة الدعم الذي تقدمه الأخيرة للميليشيا الكردية السورية، التي تعتبرها الولايات المتحدة شريكا محليا ليس فقط في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية وإنما في خططها طويلة الأمد في البلاد التي مزقتها الحرب، دفعت العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي لنقطة انهيار.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ستدرب وستشكل جيش لتأمين الحدود مع قوات سوريا الديمقراطية المحلية التي تسيطر عليها بشكل كبير وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وأثار ذلك غضب أنقرة نظرا لأن الحكومة التركية تعتبر الوحدات الكردية منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين "سنبحث تلك القضايا خلال زيارة تيلرسون، العلاقات بيننا عند مرحلة حاسمة للغاية. وأضاف "إما نصل علاقاتنا أو ستنهار تماما."

وأكد الوزير يوم الثلاثاء على أن تركيا فقدت ثقتها في حليفتها بحلف الناتو وقدمت ثلاثة مطالب لواشنطن إذا أرادت الأخيرة بإصلاح ذات البين مع أنقرة. وألقى باللوم على التناقض بين أعمال وزارتي الخارجية والدفاع.

وأضاف جاويش أوغلو أنه ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن تقديم السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية وجمع الأسلحة التي قدمتها كما ينبغي على مقاتلي الوحدات الكردية التراجع عن غرب نهر الفرات."

وبالنسبة للشرط الثالث، أراد وزير الخارجية من واشنطن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد فتح الله كولن رجل الدين الإسلامي المقيم بالولايات المتحدة والذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو 2016.

والتقى مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هربرت ماكماستر بالمتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين يوم الأحد في محاولة لتخفيف التوترات بين البلدين.

وكجزء من المحاولة الأمريكية لإصلاح العلاقات مع تركيا، سيلتقي تيلرسون بالقيادة التركية في أنقرة يومي 15 و 16 فبراير.

واقترحت واشنطن على أنقرة إقامة تركيا لمنطقة آمنة في غرب الفرات ولكنها طلبت منها عدم الدخول إلى مركز مدينة عفرين، وذلك بحسب كاتب العمود بصحيفة حريت اليومية عبد القادر سلفي يوم الثلاثاء.

ومن جانبها، ستخلي الولايات المتحدة عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية، كما يتضمن الاقتراح إقامة مجلس مدينة يضم في عضويته الفصائل المحلية كما حدث في منبج، بحسب سلفي.

لكن أنقرة اعتبرت المقترح الأمريكي خطوة لحماية الوحدات الكردية ولمنع العملية العسكرية التركية في عفرين، حسبما قال.

وأضاف في إشارة لاجتماعات تيلرسون الهامة في أنقرة هذا الأسبوع "الولايات المتحدة بحاجة لطرح مقترحات مقنعة بشأن عفرين ومنبج تأخذها أنقرة بجدية."

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: موقف صارم لتركيا من الولايات المتحدة قبل زيارة تيلرسون

新华社 | 2018-02-14 20:40:06

أنقرة 14 فبراير 2018 (شينخوا) استخدمت تركيا لغة صارمة ضد الولايات المتحدة قبل زيارة مهمة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة التي تهدف إلى استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي بعد أن تدهورت بسبب تضارب المصالح بينهما في سوريا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الثلاثاء، في حديثه إلى نوابه البرلمان من الواضح للغاية أن من يقولون (سنرد بعدوانية إذا ضربتمونا) لم يجربوا الصفعة العثمانية."

وأضاف، في إشارة للدعم الأمريكي لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا "نعلن أننا سندمر كل إرهابي رأيناه بداية من الأشخاص الذين وقفوا إلى جوارهم. ثم سيفهمون أنه من الأفضل لهم ألا يقفوا إلى جوار الإرهابيين الذين يستندون عليهم."

وشنت تركيا في يناير عملية في مدينة عفرين بشمال سوريا وأطلقت عليها "عملية غصن الزيتون" لطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية من حدودها الجنوبية.

وستحول تركيا اهتمامها إلى منبج بعد عفرين، حسبما قالت الحكومة التركية، محذرة القوات الأمريكية المتمركزة هناك بعدم اعتراضها. إلا أن واشنطن قالت إنه لا تعتزم سحب جنودها من المدينة.

وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي بول فانك خلال زيارته إلى منبج "إذا أصبتمونا، فسنرد بعدوانية. فسندافع عن أنفسنا."

ولم يكن الجنرالات الأمريكيون وحدهم الذين استعرضوا عضلاتهم ولكن اشتملت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2019 أموالا لتدريب وإمداد القوات المحلية في سوريا بالسلاح.

وطلب البنتاجون تخصيص 300 مليون دولار "لأنشطة تدريب وتزويد بالعتاد" في سوريا و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود في خطوة تتعارض مع مطالب أنقرة بوقف دعم وتسليح الميليشيا الكردية المحلية.

وقال الرئيس أردوغان إن البنتاجون طلب تخصيص 550 مليون دولار لوحدات حماية الشعب الكردية في 2019، مع الإشارة لإمكانية زيادة المبلغ المخصص إلى 3 مليارات دولار.

وأضاف أردوغان بأن القرار الأمريكي بمواصلة الدعم المالي للميليشيا الكردية السورية سيؤثر على قرارات تركيا المستقبلية.

وحذر قائلا "من الأفضل لهم ألا يقفوا في صف الإرهابيين الذين يدعمونهم اليوم. أقول لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المال يأتي من ميزانية الولايات المتحدة يأتي من جيوب الشعب."

وتابع أردوغان بقوله إن الحكومة التركية ستبحث بصراحة تلك الشؤون مع تيرسلون "وستعرض كافة الحقائق صراحة"، مشددا على أن الوحدات الكردية تمثل تهديدا للأمن القومي التركي على الحدود.

وأنقرة وواشنطن على خلاف منذ وقت طويل على خلفية تعارض المصالح بينهما بشكل صاروخ في سوريا، بيد أن زيادة الدعم الذي تقدمه الأخيرة للميليشيا الكردية السورية، التي تعتبرها الولايات المتحدة شريكا محليا ليس فقط في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية وإنما في خططها طويلة الأمد في البلاد التي مزقتها الحرب، دفعت العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي لنقطة انهيار.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ستدرب وستشكل جيش لتأمين الحدود مع قوات سوريا الديمقراطية المحلية التي تسيطر عليها بشكل كبير وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وأثار ذلك غضب أنقرة نظرا لأن الحكومة التركية تعتبر الوحدات الكردية منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين "سنبحث تلك القضايا خلال زيارة تيلرسون، العلاقات بيننا عند مرحلة حاسمة للغاية. وأضاف "إما نصل علاقاتنا أو ستنهار تماما."

وأكد الوزير يوم الثلاثاء على أن تركيا فقدت ثقتها في حليفتها بحلف الناتو وقدمت ثلاثة مطالب لواشنطن إذا أرادت الأخيرة بإصلاح ذات البين مع أنقرة. وألقى باللوم على التناقض بين أعمال وزارتي الخارجية والدفاع.

وأضاف جاويش أوغلو أنه ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن تقديم السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية وجمع الأسلحة التي قدمتها كما ينبغي على مقاتلي الوحدات الكردية التراجع عن غرب نهر الفرات."

وبالنسبة للشرط الثالث، أراد وزير الخارجية من واشنطن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد فتح الله كولن رجل الدين الإسلامي المقيم بالولايات المتحدة والذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو 2016.

والتقى مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هربرت ماكماستر بالمتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين يوم الأحد في محاولة لتخفيف التوترات بين البلدين.

وكجزء من المحاولة الأمريكية لإصلاح العلاقات مع تركيا، سيلتقي تيلرسون بالقيادة التركية في أنقرة يومي 15 و 16 فبراير.

واقترحت واشنطن على أنقرة إقامة تركيا لمنطقة آمنة في غرب الفرات ولكنها طلبت منها عدم الدخول إلى مركز مدينة عفرين، وذلك بحسب كاتب العمود بصحيفة حريت اليومية عبد القادر سلفي يوم الثلاثاء.

ومن جانبها، ستخلي الولايات المتحدة عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية، كما يتضمن الاقتراح إقامة مجلس مدينة يضم في عضويته الفصائل المحلية كما حدث في منبج، بحسب سلفي.

لكن أنقرة اعتبرت المقترح الأمريكي خطوة لحماية الوحدات الكردية ولمنع العملية العسكرية التركية في عفرين، حسبما قال.

وأضاف في إشارة لاجتماعات تيلرسون الهامة في أنقرة هذا الأسبوع "الولايات المتحدة بحاجة لطرح مقترحات مقنعة بشأن عفرين ومنبج تأخذها أنقرة بجدية."

الصور

010020070790000000000000011100001369760521