الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
تحقيق: الركود الاقتصادي يقتل بهجة عيد الحب في غزة
                 arabic.news.cn | 2018-02-15 01:39:53

غزة 14 فبراير 2018 (شينخوا) لم يسبق أن حل "عيد العيد" بهذا المستوى من الركود الاقتصادي الحاد على وسيم عبدو الذي يعمل في تجارة الورود وبيع الهدايا في قطاع غزة منذ 18 عاما.

واشتكى عبدو صاحب متجر (سفير الحب) وسط مدينة غزة، من إحجام هائل لدى السكان على شراء الورود والهدايا احتفاء بحلول عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل عام.

وقال عبدو بنبرات محبطة لوكالة أنباء ((شينخوا)): "هذا الوضع غير مسبوق علينا منذ بدأنا العمل في هذا المجال، نعاني ركودا اقتصاديا شديدا لم يجعلنا حتى نشعر بحلول عيد الحب".

وغطت باقات الأزهار يتوسطها دمى وقلوب أسفنجية حمراء كتب عليها عبارات حب واجهة متجر (سفير الحب) وعدد من المتاجر المجاورة له في منطقة (الرمال) الراقية وسط غزة.

لكن على مدار ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر كانت الحركة ضعيفة جدا في الإقبال على تلك المتاجر.

ويقول عبدو إنه في سنوات ماضية كان يتلقى مئات طلبات الحجز قبل حلول عيد الحب بعدة أيام لكن كل هذا الوضع تغير بفعل ظروف السكان الاقتصادية الصعبة.

ويضيف أن "جميع التجار أمثاله في غزة يشتكون من ركود تجاري حاد وأوضاعهم في تدهور مستمر حتى أننا نخشى من أن الوضع يتجه إلى الهلاك أكثر".

وبحسب عبدو فإنه متجره تجهز منذ شهرين تقريبا بعرض بضائع متنوعة وموديلات جديدة لاستقبال مناسبة عيد العيد لكن تطلعاتهم خابت بفعل ضعف معدلات البيع.

ويعتبر عيد الحب من أعياد الرومان وهو تعبير عن الحب الإلهي، وله عدة أساطير استمرت عند الرومان، وأصبح العالم يحتفل به في 14 فبراير من كل عام.

وبات تقليدا سنويا أن يعبر المحبون في عيد الحب عن حبهم لبعضهم بطرق مختلفة، منها إرسال الزهور والهدايا التي يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض لما لها من دلالة على الحب والنقاء والإخلاص.

وعمد أصحاب متاجر بيع الهدايا في غزة إلى إبراز البضائع ذات الأسعار المتوسطة والرخيصة كي تكون في متناول أكبر عدد من الزبائن لكن مستوى الإقبال ظل ضعيفا بحسب ما يقولون.

ويعلق عبدو "نلاحظ أن الزبون لديه رغبة شديدة في شراء هدية والاحتفاء بمناسبة محببة مثل عيد الحب لكن الوضع الاقتصادي لا يساعد أحد ومن يشتري يختار الهدية الأقل تكلفة".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن اثنين مليون نسمة منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 45 في المائة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو 2014 سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حماس.

وفي مناطق أخرى في غزة لوحظت بعض المظاهر للاحتفاء بعيد الحب مع انتشار محدود لباعة يتجولون في شوارع رئيسة وهم يحملون باقات زهور ومجسمات لقلوب ودببة حمراء.

ولم يعلن مسبقا في غزة عن حفلات بالمناسبة في المطاعم أو الفنادق القليلة في القطاع الساحلي الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة.

وإلى جانب ضعف مظاهر الاحتفاء العامة، فإن عيد الحب لهذا العام يحل على قطاع غزة وسط تلاشي شبه كلي في زراعة الزهور في أراضيه بعد كان لعدة عقود من أهم المصدرين لها إلى أسواق أوروبا.

وبلغت زراعة الزهور في قطاع غزة ذروتها خلال الفترة من عام 2003 إلى 2006 وكان في حينه يتم تصدير ما يزيد عن 40 مليون زهرة إلى الدول الأوروبية خاصة (الجوري) و(الخرسيوت) و(لواندا).

لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية تراجع تصدير الزهور من قطاع غزة إلى نحو خمسة ملايين زهرة سنويا، قبل أن يتوقف تماما العام الماضي وهذا العام.

ويقول مدير عام الإرشاد في وزارة الزراعة في غزة المهندس نزار الوحيدي لـ ((شينخوا))، إن إجمالي 10 دونمات فقط مزروعة حاليا بالأزهار في القطاع بعد أن كانت قبل عدة أعوام تصل إلى 500 دونم.

وعزا الوحيدي هذا الانحسار الشديد في زراعة الأزهار في قطاع غزة، إلى انعدام كميات المياه العذبة بحكم أن زارعة الدونم الواحد منها يحتاج إلى 1200 لتر مكعب من المياه.

وذكر أنه يضاف إلى ذلك قيود إسرائيل على التصدير لخارج قطاع غزة ما يقلص من هامش أرباح المزارعين ويكبدهم خسائر مالية بسبب تلف كميات من منتجاتهم وهي في طريقها للتصدير.

كما أشار إلى أنه لا يمكن لمزارعي قطاع غزة زراعة الزهور من دون دعم خارجي لأن تكلفتها عالية جدا وتصل للدونم الواحد بنحو 10 آلاف دولار أمريكي إلى جانب تكلفة التصدير العالية.

والاعتماد الكلي على استيراد الزهور عبئا إضافيا على التجار في غزة ويزيد من مصاعبهم الاقتصادية ما جعل يوم العيد يمر كيوم عادي بالنسبة لأغلبهم بعد أن كان يمثل موسما مفضلا.

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

الرئيس شي يحث على العمل الجاد في العصر الجديد
الرئيس شي يحث على العمل الجاد في العصر الجديد
الرئيس الصيني يشدد على صعوبة التخفيف من الفقر والحاجة الملحة له
الرئيس الصيني يشدد على صعوبة التخفيف من الفقر والحاجة الملحة له
تحقيق إخباري : السوريون ينشدون السلام والمحبة في "عيد الحب "
تحقيق إخباري : السوريون ينشدون السلام والمحبة في "عيد الحب "
مبنى الإمباير ستيت يتلألأ بالأحمر والذهبي بمناسبة العام القمري الصيني الجديد
مبنى الإمباير ستيت يتلألأ بالأحمر والذهبي بمناسبة العام القمري الصيني الجديد
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

تحقيق: الركود الاقتصادي يقتل بهجة عيد الحب في غزة

新华社 | 2018-02-15 01:39:53

غزة 14 فبراير 2018 (شينخوا) لم يسبق أن حل "عيد العيد" بهذا المستوى من الركود الاقتصادي الحاد على وسيم عبدو الذي يعمل في تجارة الورود وبيع الهدايا في قطاع غزة منذ 18 عاما.

واشتكى عبدو صاحب متجر (سفير الحب) وسط مدينة غزة، من إحجام هائل لدى السكان على شراء الورود والهدايا احتفاء بحلول عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل عام.

وقال عبدو بنبرات محبطة لوكالة أنباء ((شينخوا)): "هذا الوضع غير مسبوق علينا منذ بدأنا العمل في هذا المجال، نعاني ركودا اقتصاديا شديدا لم يجعلنا حتى نشعر بحلول عيد الحب".

وغطت باقات الأزهار يتوسطها دمى وقلوب أسفنجية حمراء كتب عليها عبارات حب واجهة متجر (سفير الحب) وعدد من المتاجر المجاورة له في منطقة (الرمال) الراقية وسط غزة.

لكن على مدار ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر كانت الحركة ضعيفة جدا في الإقبال على تلك المتاجر.

ويقول عبدو إنه في سنوات ماضية كان يتلقى مئات طلبات الحجز قبل حلول عيد الحب بعدة أيام لكن كل هذا الوضع تغير بفعل ظروف السكان الاقتصادية الصعبة.

ويضيف أن "جميع التجار أمثاله في غزة يشتكون من ركود تجاري حاد وأوضاعهم في تدهور مستمر حتى أننا نخشى من أن الوضع يتجه إلى الهلاك أكثر".

وبحسب عبدو فإنه متجره تجهز منذ شهرين تقريبا بعرض بضائع متنوعة وموديلات جديدة لاستقبال مناسبة عيد العيد لكن تطلعاتهم خابت بفعل ضعف معدلات البيع.

ويعتبر عيد الحب من أعياد الرومان وهو تعبير عن الحب الإلهي، وله عدة أساطير استمرت عند الرومان، وأصبح العالم يحتفل به في 14 فبراير من كل عام.

وبات تقليدا سنويا أن يعبر المحبون في عيد الحب عن حبهم لبعضهم بطرق مختلفة، منها إرسال الزهور والهدايا التي يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض لما لها من دلالة على الحب والنقاء والإخلاص.

وعمد أصحاب متاجر بيع الهدايا في غزة إلى إبراز البضائع ذات الأسعار المتوسطة والرخيصة كي تكون في متناول أكبر عدد من الزبائن لكن مستوى الإقبال ظل ضعيفا بحسب ما يقولون.

ويعلق عبدو "نلاحظ أن الزبون لديه رغبة شديدة في شراء هدية والاحتفاء بمناسبة محببة مثل عيد الحب لكن الوضع الاقتصادي لا يساعد أحد ومن يشتري يختار الهدية الأقل تكلفة".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن اثنين مليون نسمة منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 45 في المائة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو 2014 سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حماس.

وفي مناطق أخرى في غزة لوحظت بعض المظاهر للاحتفاء بعيد الحب مع انتشار محدود لباعة يتجولون في شوارع رئيسة وهم يحملون باقات زهور ومجسمات لقلوب ودببة حمراء.

ولم يعلن مسبقا في غزة عن حفلات بالمناسبة في المطاعم أو الفنادق القليلة في القطاع الساحلي الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة.

وإلى جانب ضعف مظاهر الاحتفاء العامة، فإن عيد الحب لهذا العام يحل على قطاع غزة وسط تلاشي شبه كلي في زراعة الزهور في أراضيه بعد كان لعدة عقود من أهم المصدرين لها إلى أسواق أوروبا.

وبلغت زراعة الزهور في قطاع غزة ذروتها خلال الفترة من عام 2003 إلى 2006 وكان في حينه يتم تصدير ما يزيد عن 40 مليون زهرة إلى الدول الأوروبية خاصة (الجوري) و(الخرسيوت) و(لواندا).

لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية تراجع تصدير الزهور من قطاع غزة إلى نحو خمسة ملايين زهرة سنويا، قبل أن يتوقف تماما العام الماضي وهذا العام.

ويقول مدير عام الإرشاد في وزارة الزراعة في غزة المهندس نزار الوحيدي لـ ((شينخوا))، إن إجمالي 10 دونمات فقط مزروعة حاليا بالأزهار في القطاع بعد أن كانت قبل عدة أعوام تصل إلى 500 دونم.

وعزا الوحيدي هذا الانحسار الشديد في زراعة الأزهار في قطاع غزة، إلى انعدام كميات المياه العذبة بحكم أن زارعة الدونم الواحد منها يحتاج إلى 1200 لتر مكعب من المياه.

وذكر أنه يضاف إلى ذلك قيود إسرائيل على التصدير لخارج قطاع غزة ما يقلص من هامش أرباح المزارعين ويكبدهم خسائر مالية بسبب تلف كميات من منتجاتهم وهي في طريقها للتصدير.

كما أشار إلى أنه لا يمكن لمزارعي قطاع غزة زراعة الزهور من دون دعم خارجي لأن تكلفتها عالية جدا وتصل للدونم الواحد بنحو 10 آلاف دولار أمريكي إلى جانب تكلفة التصدير العالية.

والاعتماد الكلي على استيراد الزهور عبئا إضافيا على التجار في غزة ويزيد من مصاعبهم الاقتصادية ما جعل يوم العيد يمر كيوم عادي بالنسبة لأغلبهم بعد أن كان يمثل موسما مفضلا.

الصور

010020070790000000000000011100001369763571