ميونيخ 18 فبراير 2018 (شينخوا) كان وما زال مؤتمر ميونيخ للأمن منصة جيدة لإجراء مناقشات حول العلاقة الثلاثية التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.

وأفاد قو شويو، مدير مركز الدراسات العالمية بجامعة بون، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن أوروبا باتت تشعر بخيبة أكبر إزاء الولايات المتحدة بخصوص قضية الدفاع، قائلا إن "الشعور بالأمن والثقة في الولايات المتحدة في طريقه إلى التلاشي".

ولفت قو إلى أنه في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة حثت الاتحاد الأوروبي على تحمل المزيد من المسؤوليات، بيد أنها أهملت مطلب الاتحاد الأوروبي، ما تسبب بشرخ في الثقة بين بعضهما البعض.

ولدى إشارته إلى روسيا، أشار قو إلى أن الوحدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستكون مصدر قلق بالنسبة لروسيا فيما يخص إستراتيجية الأمن الخاصة بها.

-- بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، خلال الدورة الـ 54 لمؤتمر ميونيخ للأمن، إنه إذا أراد الاتحاد الأوروبي حقا أن يصبح فاعلا عالميا، يتعين عليه اتخاذ المزيد من القرارات في مجال السياسة الخارجية.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كان الدفاع المشترك موضوعا بالغ الأهمية في التحول بعيدا عن الاعتماد على الولايات المتحدة، مع توقيعه في نوفمبر في عام 2017 وإطلاقه في ديسمبر من عام 2017 اتفاقية التعاون الهيكلي الدائم، والتي سمحت لـ 25 دولة مشاركة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإقامة المزيد من التعاون في مسائل الدفاع والأمن.

وأشاد يونكر بالتقدم المحرز في العام الماضي في هذا الصدد. وقال "نريد أن نحرر أنفسنا في قضايا سياسة الدفاع والأمن". ولكن ذلك لا يعني ضد حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة مهم للحفاظ على الهيكل الغربي للحرية، الذي تم بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية.

بيد أنه أبدى شكوكا بالقول إن "الألمان هذه الأيام ليسوا متأكدين بشكل خاص فيما إذا كنا ما زلنا نميز أمريكا التي نعرفها. هل حريّ بنا النظر إلى الأفعال أم الكلمات أم التغريدات لتقييم أمريكا".

-- بين الولايات المتحدة وروسيا

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت رايموند ماكماستر، الذي تحدث في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، إن الدليل على أن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 "لا يقبل الجدال".

وأضاف ماكماستر "كما ترون مع لائحة الاتهام الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن الدليل الآن بات حقا لا يقبل الجدال ومتاح على النطاق العام، في حين كان من الصعب في الماضي أن يتم نسبه لعدة أسباب".

واتهمت لائحة الاتهام 13 روسيا بإدارة حملة ضخمة لكن مخفية على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف جزئيا إلى مساعدة دونالد ترامب على هزيمة هيلاري كلينتون.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إنه "طالما إننا لا نملك وقائعا، فإن الباقي كله هو ثرثرة".

وعلى الرغم من الخلافات الدبلوماسية بين البلدين، أوضح نائب الرئيس الأمريكي السابق، جوزيف بايدن، في مؤتمر ميونيخ للأمن، أنه "حتى ونحن نقف بحزم في الدفاع عن ديمقراطيتنا، لا نستطيع التخلي عن الحديث مع روسيا أو محاولة العمل معها حول قضايا حاسمة مثل الاستقرار الإستراتيجي، لأن ما على المحك باهظ للغاية".

-- بين الاتحاد الأوروبي وروسيا

واتهم لافروف حلف "الناتو" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بممارسة الدعاية المناهضة لروسيا التي أدت إلى "شلل" في الاتصالات المتبادلة، داعيا إلى إظهار المزيد من الاحترام لروسيا.

ولدى حديثه يوم السبت، قال لافروف إن روسيا عوملت كتلميذ مدرسة في التسعينيات من القرن الماضي، بينما يتم الحديث اليوم عن "التهديد الروسي".

وأوضح الدبلوماسي البارز أنه يتم التعامل مع تأثير روسيا المتزايد في سياق سلبي، في حين أن روسيا تهدف إلى أن تكون شريكا يعول عليه.

وقال "إننا مستعدون للدخول في حوار مفتوح يتسم بالاحترام"، مضيفا "أننا نود أن يكون لدينا اتحاد أوروبي قابل للتنبؤ وقوي بحيث يكون لاعبا مسؤولا على ساحة السياسة الخارجية".

ومن جانبه، دعا غابرييل إلى خفض تدريجي للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.

ولفت إلى أنه من غير الواقعي الإصرار على التنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك للسلام قبل تخفيف بعض العقوبات التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن دور روسيا في أوكرانيا، مضيفا أن الخفض التدريجي للعقوبات يصب "في مصلحة العالم" لكسر الجمود الحالي.