في الصورة المتلقطة يوم 20 فبراير 2018، يطرح الرئيس محمود عباس خطابا أمام مجلس الأمن الدولي.
رام الله 20 فبراير 2018 (شينخوا) اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الثلاثاء)، المبادرة التي طرحها الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي "فرصة تاريخية على المجتمع الدولي التقاطها واستثمارها".
وقال عريقات، في بيان، إن مبادرة عباس "تستند إلى القانون والشرعية الدولية والمبادرة العربية وتشكل فرصة تاريخية على المجتمع الدولي التقاطها من أجل صنع سلام عادل وشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود 1967".
وأشار عريقات إلى أن عباس "لم يدخر جهداً في إيصال رسالة السلام إلى العالم، واستثمر هذا التجمع الدولي الهام الرافض للاحتلال وإجراءاته غير القانونية، من أجل ترجمة رفضهم إلى إجراءات ملموسة وعملية تعبر عن احترامهم لوظيفتهم باعتبارهم المسؤولين عن حماية منظومة الأمن والسلم الدوليين".
وقال إن مبادرة عباس "دعوة للعالم من أجل إنقاذ السلام في مواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي الذي تحصن بثقافة الافلات من العقاب على مدار 51 عاما، ووضع آليات عملية للتنفيذ والمساءلة، وتنفيذ القرارات الدولية ووضع إطار زمني واضح لإنهاء الاحتلال".
وأضاف "يجب أن يتعاطي المجتمع الدولي مع إطار دولي جديد لرعية عملية السلام، بعد أن أخرجت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها من هذه العملية، وعقد مؤتمر دولي للخروج بمرجعية دولية تحضر لعملية تفاوضية مستندة إلى الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين".
وكان عباس عرض أمام مجلس الأمن الدولي مبادرة فلسطينية للسلام مع إسرائيل "تعالج الإشكالات الجوهرية التي تسببت بفشل مساعي السلام على مدار عقود".
وقال إن الخطة تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف 2018، يستند لقرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو، كما دعا له قرار مجلس الأمن رقم (1850).
وأضاف "يجب أن يكون من مخرجات المؤتمر، قبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، والتوجه لمجلس الأمن لتحقيق ذلك، وتبادل الاعتراف بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل على حدود العام 1967، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، مع توفير الضمانات للتنفيذ".
وذكر عباس أن المبادرة تتضمن أن تتوقف جميع الأطراف خلال فترة المفاوضات، عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، خاصة تلك التي تؤثر على نتائج الحل النهائي، وعلى رأسها النشاطات الاستيطانية في الأرض المحتلة عام 1967 وبما فيها القدس الشرقية، وتجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الاميركية للقدس.
وجاء عرض عباس لمبادرته في ظل توتر العلاقات الفلسطينية الأمريكية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وأعلن الفلسطينيون أن الإدارة الأمريكية فقدت أهليتها كوسيط وراع لعملية السلام ردا على الإعلان وهددوا بتكثيف توجههم لطلب عضوية المنظمات الدولية وخيارات دبلوماسية أخرى عقب القرار كرد على استمرار تعثر عملية السلام.
وتوقفت أخر مفاوضات للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.