تعليق: تنسيق خطى ومنهجيات أصحاب المصلحة...ضرورة للبناء على زخم أولمبياد بيونغتشانغ

13:53:59 25-02-2018 | Arabic. News. Cn

بكين 25 فبراير 2018 (شينخوا) اتجهت أنظار المجتمع الدولي منذ مطلع فبراير الجاري إلى أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي التي ستختتم اليوم(الأحد). وإلى جانب الأداء الذي قدمه رياضيون من أنحاء العالم في مختلف مسابقات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثالثة والعشرين هذه، يبدو أن الدبلوماسية الرياضية حققت اختراقات عديدة مع أخذ سلسلة التفاعلات التي حدثت بين الشقيقتين الكوريتين بعين الاعتبار.

واستنادا إلى هذا الزخم الإيجابي، فإن وصول إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى كوريا الجنوبية يوم الجمعة على رأس وفد أمريكي لحضور الحفل الختامي للأولمبياد الشتوي يزيد التكهنات بشأن احتمالية قيام اللاعب الآخر في قضية السلام بشبه الجزيرة الكورية بدفع التقدم إلى أقصى حد، رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية قد أشارت قبل الزيارة إلى عدم التخطيط للقاء منفصل مع وفد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وعقدت إيفانكا، بصفتها مستشارة لوالدها، اجتماعا مغلقا مع رئيس كوريا الجنوبية الحليف مون جاي-إن وحضرت أنشطة عديدة على هامش زيارتها. وجاءت فكرة "دبلوماسية الأسرة" كشيء على سبيل المصادفة أو التشابه مع تكتيك كوريا الديمقراطية الذي تمثل في حضور كيم يو يونغ الشقيقة الصغرى للزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم يونغ أون حفل افتتاح أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقالت إيفانكا عند وصولها إنها جاءت إلى كوريا الجنوبية للتأكيد مجددا على الالتزام القوي والدائم من جانب الولايات المتحدة تجاه دولة حليفة. وفي نفس اليوم، قام والدها الرئيس ترامب بتعريف مصطلح "الالتزام القوي والدائم" من خلال إعلان فرض أكبر مجموعة من العقوبات على كوريا الديمقراطية.

وفي الواقع، وضعت خطوة الولايات المتحدة هذه حليفتها في حيرة من أمرها، بعدما بُذلت جهود مضنية لتمهيد الطريق لتقارب الأطراف خلال الأولمبياد. وأمام الخيار بين هوية الدولة وفكرة الأمة، أعطى الطرف الكوري الجنوبي الأولوية للسلام والتناغم داخل الأمة، وهو ما تجسد في حرصه على استضافة وفد كوريا الديمقراطية ولاسيما أن أكثر من 80 في المائة من الكوريين الجنوبيين المستطلعة آراؤهم أيدوا مشاركة جارتهم بشكل عام في الأولمبياد.

وفي المقابل، بعثت كوريا الديمقراطية بإشارات لترد بإيجابية على محاولات جارها هذه حيث نقلت كيم يو يونغ دعوة من زعيم كوريا الديمقراطية إلى الرئيس مون لزيارة بيونغيانغ في الوقت المناسب عندما اجتمعت مع مون في البيت الأزرق، ووصل اليوم الأحد وفد رفيع المستوى من كوريا الديمقراطية يترأسه نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم كيم يونغ تشول لحضور الحفل الختامي للأولمبياد الشتوي. وظلت العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام على مدى أسابيع تتحدث عن مشهد حمل رياضيي الكوريتين لعلم موحد خلال سيرهم في حفل افتتاح الأولمبياد وظهور فرقة من المشجعات من كوريا الديمقراطية في المدرجات أثناء دورة الألعاب.

ومع أن الطرفين اغتنما إلى حد ما فرصة بيونغتشانغ النادرة لتخفيف حدة المناخ المتوتر في شبه الجزيرة، إلا أن أولمبياد بيونغتشانغ لم تتمكن من تحقيق تقدم في حمل الجانبين الأمريكي والكوري الديمقراطي على الجلوس إلى طاولة التشاور في ظل علم المضيف، كوريا الجنوبية، بأن جوهر الاتجاه الذي ستمضى فيه قضية السلام بشبه الجزيرة الكورية يكمن في الخلاف القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية حول القضية النووية.

ويثبت قرار الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا فرض عقوبات ،هي الأكبر على الإطلاق ضد كوريا الديمقراطية، يثبت مرة أخرى أن خطى ومنهجيات أصحاب المصلحة لحل القضية غير متناسقة. ومن ثم، فإن الفرصة التي أتاحتها الدبلوماسية الأولمبية تقترب من نهايتها ومن المحتمل أن يتصاعد التوتر مجددا مع الأخذ في الاعتبار المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي قد وضعت بالفعل على جدول الأعمال ، إضافة إلى مسألة العقوبات.

ولكي تستفيد الأطراف من الزخم الإيجابي الذي شكلته أولمبياد بيونغتشانغ وتحقيق تقدم في إحلال السلام، لابد للأطراف المعنية من تنسيق الخطى ونبذ الإجراءات الأنانية والتعسفية والأخرى المتخذة لخدمة المصالح الذاتية، كما دعت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف المعنية إلى العمل معا للحفاظ على زخم الحوار الذي تحقق بشق الأنفس.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: تنسيق خطى ومنهجيات أصحاب المصلحة...ضرورة للبناء على زخم أولمبياد بيونغتشانغ

新华社 | 2018-02-25 13:53:59

بكين 25 فبراير 2018 (شينخوا) اتجهت أنظار المجتمع الدولي منذ مطلع فبراير الجاري إلى أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي التي ستختتم اليوم(الأحد). وإلى جانب الأداء الذي قدمه رياضيون من أنحاء العالم في مختلف مسابقات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثالثة والعشرين هذه، يبدو أن الدبلوماسية الرياضية حققت اختراقات عديدة مع أخذ سلسلة التفاعلات التي حدثت بين الشقيقتين الكوريتين بعين الاعتبار.

واستنادا إلى هذا الزخم الإيجابي، فإن وصول إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى كوريا الجنوبية يوم الجمعة على رأس وفد أمريكي لحضور الحفل الختامي للأولمبياد الشتوي يزيد التكهنات بشأن احتمالية قيام اللاعب الآخر في قضية السلام بشبه الجزيرة الكورية بدفع التقدم إلى أقصى حد، رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية قد أشارت قبل الزيارة إلى عدم التخطيط للقاء منفصل مع وفد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وعقدت إيفانكا، بصفتها مستشارة لوالدها، اجتماعا مغلقا مع رئيس كوريا الجنوبية الحليف مون جاي-إن وحضرت أنشطة عديدة على هامش زيارتها. وجاءت فكرة "دبلوماسية الأسرة" كشيء على سبيل المصادفة أو التشابه مع تكتيك كوريا الديمقراطية الذي تمثل في حضور كيم يو يونغ الشقيقة الصغرى للزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم يونغ أون حفل افتتاح أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقالت إيفانكا عند وصولها إنها جاءت إلى كوريا الجنوبية للتأكيد مجددا على الالتزام القوي والدائم من جانب الولايات المتحدة تجاه دولة حليفة. وفي نفس اليوم، قام والدها الرئيس ترامب بتعريف مصطلح "الالتزام القوي والدائم" من خلال إعلان فرض أكبر مجموعة من العقوبات على كوريا الديمقراطية.

وفي الواقع، وضعت خطوة الولايات المتحدة هذه حليفتها في حيرة من أمرها، بعدما بُذلت جهود مضنية لتمهيد الطريق لتقارب الأطراف خلال الأولمبياد. وأمام الخيار بين هوية الدولة وفكرة الأمة، أعطى الطرف الكوري الجنوبي الأولوية للسلام والتناغم داخل الأمة، وهو ما تجسد في حرصه على استضافة وفد كوريا الديمقراطية ولاسيما أن أكثر من 80 في المائة من الكوريين الجنوبيين المستطلعة آراؤهم أيدوا مشاركة جارتهم بشكل عام في الأولمبياد.

وفي المقابل، بعثت كوريا الديمقراطية بإشارات لترد بإيجابية على محاولات جارها هذه حيث نقلت كيم يو يونغ دعوة من زعيم كوريا الديمقراطية إلى الرئيس مون لزيارة بيونغيانغ في الوقت المناسب عندما اجتمعت مع مون في البيت الأزرق، ووصل اليوم الأحد وفد رفيع المستوى من كوريا الديمقراطية يترأسه نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم كيم يونغ تشول لحضور الحفل الختامي للأولمبياد الشتوي. وظلت العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام على مدى أسابيع تتحدث عن مشهد حمل رياضيي الكوريتين لعلم موحد خلال سيرهم في حفل افتتاح الأولمبياد وظهور فرقة من المشجعات من كوريا الديمقراطية في المدرجات أثناء دورة الألعاب.

ومع أن الطرفين اغتنما إلى حد ما فرصة بيونغتشانغ النادرة لتخفيف حدة المناخ المتوتر في شبه الجزيرة، إلا أن أولمبياد بيونغتشانغ لم تتمكن من تحقيق تقدم في حمل الجانبين الأمريكي والكوري الديمقراطي على الجلوس إلى طاولة التشاور في ظل علم المضيف، كوريا الجنوبية، بأن جوهر الاتجاه الذي ستمضى فيه قضية السلام بشبه الجزيرة الكورية يكمن في الخلاف القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية حول القضية النووية.

ويثبت قرار الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا فرض عقوبات ،هي الأكبر على الإطلاق ضد كوريا الديمقراطية، يثبت مرة أخرى أن خطى ومنهجيات أصحاب المصلحة لحل القضية غير متناسقة. ومن ثم، فإن الفرصة التي أتاحتها الدبلوماسية الأولمبية تقترب من نهايتها ومن المحتمل أن يتصاعد التوتر مجددا مع الأخذ في الاعتبار المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي قد وضعت بالفعل على جدول الأعمال ، إضافة إلى مسألة العقوبات.

ولكي تستفيد الأطراف من الزخم الإيجابي الذي شكلته أولمبياد بيونغتشانغ وتحقيق تقدم في إحلال السلام، لابد للأطراف المعنية من تنسيق الخطى ونبذ الإجراءات الأنانية والتعسفية والأخرى المتخذة لخدمة المصالح الذاتية، كما دعت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف المعنية إلى العمل معا للحفاظ على زخم الحوار الذي تحقق بشق الأنفس.

الصور

010020070790000000000000011101421369985721