شيكاغو 10 مارس 2018 (شينخوا) ذكر مسؤول تجاري في ولاية أيوا الأمريكية أن فرض رسوم جمركية قد يساعد عمال الصلب الأمريكيين، "لكن الضرر المحتمل أن يتعرض له الاقتصاد الكلي ربما يكون أكبر من الفائدة التي ستعود على صناعة الصلب".

وقال كيريك ليدز الرئيس التنفيذي لجمعية فول الصويا في أيوا، التي تخدم أكثر من 11 ألف عضو في جميع أنحاء هذه الولاية الزراعية، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مزارعي فول الصويا في ولاية أيوا قلقون للغاية بشأن التأثير المحتمل" لفرض رسوم جمركية كبيرة على واردات الصلب والألومنيوم.

فرغم تصاعد الخلافات وسط الشركاء التجاريين في جميع أنحاء العالم، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع يوم الخميس قرارا يقضى بفرض رسوم جمركية نسبتها 25 في المائة على واردات الصلب ورسوم جمركية نسبتها 10 في المائة على واردات الألومنيوم.

وفي رسالة مفتوحة بعثوا بها إلى ترامب يوم الأربعاء، حذر جميع نواب الكونغرس الستة عن ولاية أيوا من أن الرسوم الجمركية هذه "يمكن أن تحرك سلسلة من الإجراءات المقابلة بالمثل، ما سيلحق الضرر بأهالي أيوا بدءا من مزارع العائلات وصولا إلى مصانع التصنيع المملوكة لعائلات ".

و"في الوقت الذي واجه فيه المزارعون بالفعل عدة سنوات من انخفاض أسعار السلع، فإن أي ضرر قد يلحق بالطلب سيكون مدمرا لأوضاعهم المالية"، هكذا أضافت الرسالة.

واتفقت مارينا وايتمان الأستاذة الفخرية في تخصص إدارة الأعمال والسياسة العامة بجامعة ميشيغان مع ليدز في الرأى، قائلة إن قرار ترامب بشأن الرسوم الجمركية "من المرجح أن يرفع أسعار السلع الاستهلاكية التي يدخل الأولمنيوم أو الصلب في صناعتها، والأهم من ذلك أنه سيرفع أسعارها بالنسبة للمصانع التي يدخل الأولمنيوم والصلب في تكوين منتجاتها، ما يجعلها أقل قدرة على المنافسة".

ولفتت إلى أن "عدد من يعملون في الولايات المتحدة في شركات تستخدم الأولمنيوم أو الصلب في منتجاتها أكبر من عدد من يعملون في شركات تنتجهما". وإنها علاوة على ذلك تعد "خطوة كبيرة نحو تقويض مسألة سيادة القانون على الصعيد الدولي في التجارة، والتي أخذت الولايات المتحدة بزمام المبادرة في خلقها منذ الحرب العالمية الثانية".

كما ردت جمعية فول الصويا الأمريكية بقوة على الرسوم الجمركية. وذكر في بيان أن "هذه الرسوم الجمركية مسار عمل كارثي من البيت الأبيض . وقد تؤدى إلى إجراء مقابل بالمثل من قبل واحد أو أكثر من شركائنا التجاريين القيمين، وهو ما سيقوض بدوره الطلب على فول الصويا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الزراعي".

فلقد أصبحت التجارة الزراعية بمثابة صابورة السفن التي تبحر في بحر التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح ليدز، الذي سيقوم قريبا بزيارة للصين، أن "الوسيلة الوحيدة للحفاظ على علاقات تجارية جيدة بين الصين والولايات المتحدة هو التأكد من استمرار الجانبين في الإنخراط بشكل كامل في محادثات ومفاوضات وحوار مفتوح".

وذكر أنه "على مدار سنوات، طورت جمعية فول الصويا في إيوا علاقات عميقة ومفيدة جدا مع العديد من الأصدقاء في الصين"، مضيفا "سنستمر في التواصل مع هؤلاء الأصدقاء ونحن نعبر هذه الأوقات المضطربة".

وقال ليدز إن "الصين عميل مهم بالنسبة لمزارعي فول الصويا في ولاية إيوا ونتطلع إلى العمل مع أصدقائنا للتغلب على ما نأمل أن تكون تحديات قصيرة الأمد"، مضيفا "نحن بحاجة إلى التأكد من أن الموجات الحالية من عدم الرضا في التجارة بين دولتينا المهمتين لا تعوق التجارة الزراعية".