مقالة خاصة: الحملة الفعالة لمكافحة الفساد في الصين تمثل نموذجا لجهود مكافحته بالعالم

15:44:37 11-03-2018 | Arabic. News. Cn

بكين 11 مارس 2018(شينخوا) أثارت حملة الصين وجهودها لمكافحة الفساد خلال السنوات الخمس الماضية، إعجاب العالم، وأصبح عزمها على اجتثاث هذا المرض، ملهما للكثيرين في مناطق مختلفة بالعالم.

فمنذ نوفمبر 2012، تمت معاقبة أكثر من 1.5 مليون مسؤول فاسد بالصين، وخضع للتحقيق ما مجموعه 440 مسؤولا حكوميا رفيع المستوى، وفقا للجنة انضباط بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

وفي الوقت الذي تجري فيه حملة الصين هذه محليا ضد المسؤولين الفاسدين على مستوى كل من "النمور" أي مسؤولين كبار، وكذلك مستوى "الذباب" أي الأدنى مستوى منهم، تمارس بكين هذه الحملة أيضا على المستوى الخارجي ضمن ما يعرف بعمليات "الشبكة السماوية" و"صيد الثعالب" لملاحقة واعتقال المسؤولين الفاسدين ممن هربوا خارج البلاد .

يقول المحللون إن مثل هذه الجهود تساعد الصين في السير نحو تحقيق النصر النهائي في معركتها ضد الفساد، وتوفر تجارب ثمينة جدا للدول الأخرى .

نموذج رائد

لقد جعلت حملة الصين هذه من الصعب جدا على المسؤولين الفاسدين أن يهربوا من العدالة، وهذا يمثل عاملا حاسما يقود إلى النصر النهائي ضد الفساد، وفقا لما قاله شوليو ريوس، مدير مركز الاستطلاع الأسباني حول سياسات الصين.

وأضاف أنه من خلال الحكم على ما حققته الصين في مكافحة الفساد، يمكن التأكيد بوضوح على أن الصين على الجبهة الأمامية للقضية العالمية المضادة لممارسات الفساد واستغلال المناصب العامة لمصالح شخصية.

أما كبير مسؤولي وحدة مكافحة الفساد في كمبوديا، أوم ينتينغ، فعزا فعالية حملة الصين لمكافحة الفساد، إلى عزم القيادة الصينية في عدم التسامح أبدا مع الفساد، إضافة إلى الدعم القوي من الشعب الصيني .

وقال في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا إنه "مع الالتزام السياسي الثابت من القيادة الصينية، يبدو أن ثقافة عدم التسامح أبدا مع الفساد، قد تغلغلت عميقا في نفسية الشعب الصيني."

وأوضح قائلا "إنه نموذج رائد لبقية الدول، ومنها كمبوديا."

أما محمد رايا، مدير موقع "الصين في عيون العرب" الإخباري ، فقال إن العالم أجمع ينظر بإعجاب إلى حملة الصين ضد الفساد.

وأضاف أن التجارب الناجحة للصين في هذا المجال يمكن أن تكون مثالا لبقية الدول المتطلعة للتخلص من الفساد.

وفي حديث مع ((شينخوا))، قال أليكسي ماسلوف، وهو بروفيسور في قسم الدراسات الشرقية في المعهد الروسي العالي بجامعة البحوث الاقتصادية، إن حملة الصين يمكن أن تكون مرجعا لروسيا.

وأشار إلى أن هذه الحملة هي مهمة طويلة الأمد ، فيها خطط وآليات واضحة، ويمكن تطبيقها في كافة فروع الحزب المحلية، مضيفا أنه بدون هذه الآليات ، لا يمكن للحكومة إلا أن تعاقب الفاسدين، ولكن بدون القضاء الحقيقي على المشكلة.

ضمان مؤسسي

خلال دورته السنوية الحالية المنعقدة في بكين، يقوم المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو أعلى جهاز تشريعي في الصين، بمناقشة ووضع مسودة قانون إشراف ومتابعة، يساعد في إرساء الأساس القانوني لقوة مهام جديدة ومحدثة لمكافحة الفساد.

وحالما يتم تبني هذا القانون، سيتم تأسيس شبكة إشراف ورقابة جديدة، تتكون من لجان إشراف على المستويات الوطني والمقاطعة والبلدية والمحافظة، وتتميز بمهام وأنظمة محددة قانونيا.

إن إصلاح الصين لشبكة الإشراف والرقابة في البلاد ، سيعني دفعة قوية لجهودها في مكافحة الفساد، بحيث يعود النفع على تنميتها الاقتصادية ، وفقا لما قاله تيدي كابيروكا، وهو محلل اقتصادي في رواندا، في لقاء مع ((شينخوا)).

وأضاف أن هذه الجهود واللجان الجديدة ستعزز وتصون منجزات الصين في حملة مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن مؤسسات قوية ضد الفساد تعتبر أمرا هاما جدا للتنمية الاقتصادية للبلاد .

من جانبه، قال لوكسمان سيريواردينا، المدير التنفيذي لـ((مؤسسة باثفايندر)) وهي مؤسسة بحوث في سريلانكا ، إنه مع الإصلاح المقترح لمنظومة مكافحة الفساد في الصين، يمضي الحزب الشيوعي الصيني ومعه الحكومة الصينية، بخطى سريعة لترجمة العزم القوي ضد الفساد إلى حقائق.

وأضاف قائلا إن التوجه الفعال للصين ضد المسؤولين الفاسدين يوفر درسا عظيما لسريلانكا ، وهي أيضا بلد نام، مؤكدا على ضرورة بذل الجهود لضمان أن الفساد لن يكون أبدا عقبة بوجه التنمية الشاملة للبلاد .

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: الحملة الفعالة لمكافحة الفساد في الصين تمثل نموذجا لجهود مكافحته بالعالم

新华社 | 2018-03-11 15:44:37

بكين 11 مارس 2018(شينخوا) أثارت حملة الصين وجهودها لمكافحة الفساد خلال السنوات الخمس الماضية، إعجاب العالم، وأصبح عزمها على اجتثاث هذا المرض، ملهما للكثيرين في مناطق مختلفة بالعالم.

فمنذ نوفمبر 2012، تمت معاقبة أكثر من 1.5 مليون مسؤول فاسد بالصين، وخضع للتحقيق ما مجموعه 440 مسؤولا حكوميا رفيع المستوى، وفقا للجنة انضباط بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

وفي الوقت الذي تجري فيه حملة الصين هذه محليا ضد المسؤولين الفاسدين على مستوى كل من "النمور" أي مسؤولين كبار، وكذلك مستوى "الذباب" أي الأدنى مستوى منهم، تمارس بكين هذه الحملة أيضا على المستوى الخارجي ضمن ما يعرف بعمليات "الشبكة السماوية" و"صيد الثعالب" لملاحقة واعتقال المسؤولين الفاسدين ممن هربوا خارج البلاد .

يقول المحللون إن مثل هذه الجهود تساعد الصين في السير نحو تحقيق النصر النهائي في معركتها ضد الفساد، وتوفر تجارب ثمينة جدا للدول الأخرى .

نموذج رائد

لقد جعلت حملة الصين هذه من الصعب جدا على المسؤولين الفاسدين أن يهربوا من العدالة، وهذا يمثل عاملا حاسما يقود إلى النصر النهائي ضد الفساد، وفقا لما قاله شوليو ريوس، مدير مركز الاستطلاع الأسباني حول سياسات الصين.

وأضاف أنه من خلال الحكم على ما حققته الصين في مكافحة الفساد، يمكن التأكيد بوضوح على أن الصين على الجبهة الأمامية للقضية العالمية المضادة لممارسات الفساد واستغلال المناصب العامة لمصالح شخصية.

أما كبير مسؤولي وحدة مكافحة الفساد في كمبوديا، أوم ينتينغ، فعزا فعالية حملة الصين لمكافحة الفساد، إلى عزم القيادة الصينية في عدم التسامح أبدا مع الفساد، إضافة إلى الدعم القوي من الشعب الصيني .

وقال في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا إنه "مع الالتزام السياسي الثابت من القيادة الصينية، يبدو أن ثقافة عدم التسامح أبدا مع الفساد، قد تغلغلت عميقا في نفسية الشعب الصيني."

وأوضح قائلا "إنه نموذج رائد لبقية الدول، ومنها كمبوديا."

أما محمد رايا، مدير موقع "الصين في عيون العرب" الإخباري ، فقال إن العالم أجمع ينظر بإعجاب إلى حملة الصين ضد الفساد.

وأضاف أن التجارب الناجحة للصين في هذا المجال يمكن أن تكون مثالا لبقية الدول المتطلعة للتخلص من الفساد.

وفي حديث مع ((شينخوا))، قال أليكسي ماسلوف، وهو بروفيسور في قسم الدراسات الشرقية في المعهد الروسي العالي بجامعة البحوث الاقتصادية، إن حملة الصين يمكن أن تكون مرجعا لروسيا.

وأشار إلى أن هذه الحملة هي مهمة طويلة الأمد ، فيها خطط وآليات واضحة، ويمكن تطبيقها في كافة فروع الحزب المحلية، مضيفا أنه بدون هذه الآليات ، لا يمكن للحكومة إلا أن تعاقب الفاسدين، ولكن بدون القضاء الحقيقي على المشكلة.

ضمان مؤسسي

خلال دورته السنوية الحالية المنعقدة في بكين، يقوم المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو أعلى جهاز تشريعي في الصين، بمناقشة ووضع مسودة قانون إشراف ومتابعة، يساعد في إرساء الأساس القانوني لقوة مهام جديدة ومحدثة لمكافحة الفساد.

وحالما يتم تبني هذا القانون، سيتم تأسيس شبكة إشراف ورقابة جديدة، تتكون من لجان إشراف على المستويات الوطني والمقاطعة والبلدية والمحافظة، وتتميز بمهام وأنظمة محددة قانونيا.

إن إصلاح الصين لشبكة الإشراف والرقابة في البلاد ، سيعني دفعة قوية لجهودها في مكافحة الفساد، بحيث يعود النفع على تنميتها الاقتصادية ، وفقا لما قاله تيدي كابيروكا، وهو محلل اقتصادي في رواندا، في لقاء مع ((شينخوا)).

وأضاف أن هذه الجهود واللجان الجديدة ستعزز وتصون منجزات الصين في حملة مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن مؤسسات قوية ضد الفساد تعتبر أمرا هاما جدا للتنمية الاقتصادية للبلاد .

من جانبه، قال لوكسمان سيريواردينا، المدير التنفيذي لـ((مؤسسة باثفايندر)) وهي مؤسسة بحوث في سريلانكا ، إنه مع الإصلاح المقترح لمنظومة مكافحة الفساد في الصين، يمضي الحزب الشيوعي الصيني ومعه الحكومة الصينية، بخطى سريعة لترجمة العزم القوي ضد الفساد إلى حقائق.

وأضاف قائلا إن التوجه الفعال للصين ضد المسؤولين الفاسدين يوفر درسا عظيما لسريلانكا ، وهي أيضا بلد نام، مؤكدا على ضرورة بذل الجهود لضمان أن الفساد لن يكون أبدا عقبة بوجه التنمية الشاملة للبلاد .

الصور

010020070790000000000000011101421370315081