القاهرة 11 مارس 2018 (شينخوا) في مركز شباب على أطراف العاصمة المصرية القاهرة، يؤدي عشرات الشباب من ذوي الأطراف المبتورة بجد تمرينا رياضيا في كرة القدم في انتظار اعتراف رسمي وإقامة أول دوري محلي في البلاد على أمل المشاركة في محافل دولية.
وشكل هؤلاء، وهم مجموعة من 40 شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة، فريقا لكرة القدم تحت اسم "فريق المعجزات"، لممارسة اللعبة وهم يتكئون على عكاكيز (عصي معدنية أو خشبية للمساعدة في السير والجري) في أحد مراكز الشباب بمدينة السلام شرق القاهرة.
ويأمل الفريق، الذي لم يحظ باعتراف رسمي حتى الآن، في إقامة بطولة دوري لكرة القدم للمبتورين، وتمثيل مصر في كأس العالم للعبة.
ويقول محمود عبدالعظيم الشهير بـ "الشاب الراقص بالعكاز" لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال التمرين "نحب كرة القدم منذ الطفولة، ونحلم أن نكون لاعبين، لكن لم تسنح لنا الفرصة".
وتابع عبدالعظيم، الذي فقد إحدى قدميه في حادث، إنه "بعد أن شاهدنا بالصدفة المباراة الشهيرة بين تركيا وانجلترا في بطولة أوروبا لكرة قدم المبتورين في 2017، والتي فاز بها المنتخب التركي، ازداد الحلم عنفوانا وأدركنا أن هناك بطولات لكرة قدم المبتورين معترف بها دوليا، وأنه يمكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة".
واكتسب عبدالعظيم شهرته من صورة ذاعت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها وهو يقفز في الهواء في حركة بهلوانية وهو يتكئ على عكازيه من فرط سعادته بفوز مصر على الكونغو في أكتوبر الماضي، وتأهلها لكأس العالم في 2018 بروسيا، بعد قرابة ثلاثة عقود على آخر مشاركة.
ويرى الشاب صاحب ال(28 عاما) أن "ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات لتنفيذ أعمال عظيمة قد لا يصدقها العقل، إنهم يستطيعون تحقيق المستحيل إذا أتيحت لهم الفرصة"، مضيفا أن " الفكرة ليست أن نجد أشخاصا يلعبون كرة قدم برجل واحدة بل أن يكون لديهم الشغف بلعب كرة القدم".
وتوقع عبدالعظيم إقامة أول دوري لكرة قدم المبتورين على مستوى مصر في مطلع يوليو المقبل، بعد أن وافق وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز على طلبهم بالاعتراف باللعبة، ووعدهم بدعمها، حسب ما يقول.
ويناشد فريق المعجزات الاتحاد المصري لكرة القدم بتشكيل لجنة خاصة بهم داخل الاتحاد، من أجل التواصل مع الاتحاد الدولي للعبة ومشاركة الفريق في المحافل الرياضية الدولية.
ويقول خالد حسان، أحد لاعبي الفريق، والذي يمشي بشكل شبه طبيعي بعد أن استعان بقدم صناعية "حلمنا أن نشارك بفريق المعجزات في كأس العالم، نحن واثقون أننا نستطيع تحقيق ذلك".
وتابع حسان "هو فعلا فريق المعجزات، لأن أعضاء الفريق ذوو أطراف مبتورة ومازالوا يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون، وهذا هو التحدي وهذه هي المعجزة".
ويتكون فريق كرة القدم للمبتورين من سبعة لاعبين، بينهم حارس مرمى، ويشترط أن يكون اللاعبون ذوو قدم واحدة بينما يكون حارس المرمى ذو ذراع واحد.
ويقول سيف محمد، حارس مرمى فريق المعجزات، إن "رياضة كرة القدم للمبتورين تحد كبير، لأن اللاعبين يجب أن يكونوا ذوو قدم واحدة، وهي لعبة صعبة بالنسبة للاعبين الأسوياء فما بالك بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضاف "نحن نحتاج الدعم لتطوير الفريق، حيث لا يوجد لدينا ملعب ثابت، ولا أدوات تدريب مناسبة، ولا زي خاص، وكل ما يتم بمجهودات ذاتية فقط".
وأردف قائلا إن "كل ذوي الاحتياجات الخاصة أشخاص طموحون، فهم يواجهون الجانب الصعب من الحياة بكل ثقة ويتغلبون عليه".
ويتكون فريق المعجزات من لاعبين من محافظات مختلفة، يفدون إلى القاهرة مرة أو مرتين أسبوعيا لحضور التمرين.
ويستيقظ عبدالله مصطفى (23 عاما) في الصباح الباكر للانتقال من محافظته المنوفية، شمال القاهرة، إلى العاصمة لحضور المران، وتحقيق حلم الطفولة بأن يصبح لاعب كرة قدم.
ويقول مصطفى ل(شينخوا) إنه "على الرغم من قدومي من المنوفية قاطعا مسافة طويلة إلى القاهرة إلا أنني أصل إلى ملعب التدريب قبل باقي أعضاء الفريق بحوالي ساعة، فهذا هو حلمي، وأنا أعمل جاهدا لتحقيقه".
وأوضح أن بعض أصدقاء وأقارب لاعبي فريق المعجزات يحضرون إلى المران لمؤازرة اللاعبين ودعمهم.
ويعرب أحمد إبراهيم (14 عاما) عن فخره بوالده أحد لاعبي فريق المعجزات، قائلا وهو يتابع مران الفريق "أنا فخور جدا بوالدي، فهو ليس مشاركا فقط في فريق المعجزات بل أيضا بطل في كمال الأجسام، إنه لم يتوقف عن لعب كرة القدم منذ أن فقد إحدى قدميه قبل 12 عاما".