تحليل إخباري: ترامب يواصل المضي قدما في بناء الجدار الحدودي مع المكسيك رغم زوبعة من الجدل

10:24:37 14-03-2018 | Arabic. News. Cn

واشنطن 13 مارس 2018 (شينخوا) يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المضي قدما في خطته الرامية إلى بناء جدار بطول الحدود مع المكسيك رغم بحر من الجدل حول هذه القضية.

فقد تفقد ترامب يوم الثلاثاء ثمانية نماذج أولية في مدينة سان دييغو الحدودية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، من أجل "الجدار الحدودي الجميل والكبير" الذي يرغب في بنائه لفصل الولايات المتحدة عن المكسيك.

وتؤكد هذه الخطوة أن ترامب جاد في بناء الجدار، رغم تشكك بعض المراقبين والمحليين الذين يعتقد الكثير منهم أن الخطة متشددة للغاية وببساطة مجرد وعد فارغ أطلقه أثناء الحملة الانتخابية.

وقال داريل ويست، وهو زميل أقدم بمؤسسة "بروكينغز إنستيتيوشن" البحثية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "بناء جدار بطول الحدود المكسيكية هو أحد الوعود الانتخابية الأولية لترامب، لهذا فهو يكرس الكثير من الوقت لدفع هذه المبادرة كوسيلة لإثبات أنه يفعل ما قال إنه سيفعله".

لقد بدأ البناء في سبتمبر في النماذج الأولية الثمانية الكبرى، طول كل منها يتراوح بين 18 و 30 قدم، بتكلفة تتراوح بين مليونين وأربعة ملايين دولار أمريكي لكل منها.

وكان ترامب قد وقع في يناير 2017 أمرا تنفيذيا يقضى بالبدء فورا في بناء الجدار الحدودي، حيث يصل طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك إلى قرابة ألفي ميل تقريبا وثلثها فقط مجهز بسياج لمنع دخول الأشخاص والمركبات.

ويأتي بناء الجدار في الوقت الذي تعد فيه الولايات المتحدة موطنا لملايين المهاجرين غير الشرعيين، الكثير منهم جاءوا من أمريكا اللاتينية ودخلوا البلاد عبر المكسيك.

وقال ترامب مرارا إنه سيحمل المكسيك على دفع ثمن إقامة الجدار، ما أزعج أحد أكبر الشركاء التجاريين للبلاد.

لكن مؤيدي البيت الأبيض وترامب يؤكدون أن هذه الخطوات هي ببساطة خطوات عملية، وأن كل دولة ذات سيادة تحتفظ بحقها في حماية حدودها. كما أشار ترامب إلى أن الجدار ضروري لمنع تسلل تجار المخدرات، في وقت تعاني فيه المكسيك من عصابات المخدرات.

وذكر ويست أن "ترامب يدرك أن الدفع ببناء الجدار أمر حيوي بالنسبة لقاعدته و(سياسة) يؤيدونها تأييدا كاملا . فالعديد ممن يؤيدونه يريدون سياسة أشد صرامة بشأن الهجرة وتأتي إقامة جدار متماشية مع هذه الرغبة ".

وتتمثل العقبة الرئيسية في أن الجدار مكلف للغاية ويعتقد القليلون أنه سيوقف موجة المهاجرين غير الشرعيين.

ويشير المحللون إلى أنه إلى جانب تكلفة هذا الهيكل، تشكل التحديات اللوجستية والجغرافية لبنائه على الحدود الجنوبية عقبة أخرى.

ويعتقد الناس أن العديد من الأفكار الأخرى مثل زيادة عدد حرس الحدود ونشر كاميرات إلكترونية وأجهزة استشعار إلكترونية ستكون أكثر فعالية. حتى أن المشرعين الجمهوريين غير مقتنعين تماما بأن الجدار حيوي للأمن الحدودي، حسبما ذكر ويست.

لكن البعض يؤيد الجدار بحجة أنه قد حان الوقت لكي تقوم الولايات المتحدة بحماية حدودها.

فقد قالت آنا كوينتانا محللة الشؤون السياسية لأمريكا اللاتينية بمؤسسة ((هيريتيج فاونديشن)) لـ((شينخوا)) "لقد طال انتظار تحديث البنية التحتية لأمن الحدود في الولايات المتحدة، وقد وعد الرئيس ترامب بتغيير ذلك".

ولفتت كوينتانا إلى أن "هناك خسائر مباشرة مرتبطة بالتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة من المنظمات الإجرامية العابرة للقوميات ومهربي المخدرات. والرئيس ترامب ينفذ ببساطة التعهدات التي قطعها على نفسه بمواجهة هذه التهديدات".

وأضافت أن المكسيك تقوم حاليا بحماية حدودها الجنوبية من جارتها جواتيمالا.

وقالت إن "معضلات المكسيك الأمنية داخليا وعلى حدودها الجنوبية مع جواتيمالا تسلط الضوء على الأهمية المشتركة التي توليها كل من الولايات المتحدة والمكسيك لأمن الحدود".

ومن جانبه، ذكر دان ماهافي، كبير نواب رئيس مركز الدراسات التابع للكونغرس والرئاسة ومدير السياسات فيه، لـ((شينخوا)) أن "هذا يعكس وجود سياسة صارمة متبعة تجاه جميع أشكال الهجرة، مع إيلاء اهتمام خاص بالهجرة غير الشرعية -- التي تعد مصدر قلق رئيسيا بشأن قاعدة ترامب السياسية".

وفي الواقع، يشير الخبراء إلى أنه بالنسبة للبيت الأبيض، يعد تطبيق سياسات الرئيس بشأن الهجرة أكثر أهمية بكثير من استمرارية العلاقات الجيدة مع المكسيك.

وقال ماهافي "بالنسبة للرئيس، تعد هذه السياسات أكثر أهمية من ضمان استمرارية التعاون مع المكسيك في مجموعة واسعة من المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية ".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحليل إخباري: ترامب يواصل المضي قدما في بناء الجدار الحدودي مع المكسيك رغم زوبعة من الجدل

新华社 | 2018-03-14 10:24:37

واشنطن 13 مارس 2018 (شينخوا) يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المضي قدما في خطته الرامية إلى بناء جدار بطول الحدود مع المكسيك رغم بحر من الجدل حول هذه القضية.

فقد تفقد ترامب يوم الثلاثاء ثمانية نماذج أولية في مدينة سان دييغو الحدودية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، من أجل "الجدار الحدودي الجميل والكبير" الذي يرغب في بنائه لفصل الولايات المتحدة عن المكسيك.

وتؤكد هذه الخطوة أن ترامب جاد في بناء الجدار، رغم تشكك بعض المراقبين والمحليين الذين يعتقد الكثير منهم أن الخطة متشددة للغاية وببساطة مجرد وعد فارغ أطلقه أثناء الحملة الانتخابية.

وقال داريل ويست، وهو زميل أقدم بمؤسسة "بروكينغز إنستيتيوشن" البحثية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "بناء جدار بطول الحدود المكسيكية هو أحد الوعود الانتخابية الأولية لترامب، لهذا فهو يكرس الكثير من الوقت لدفع هذه المبادرة كوسيلة لإثبات أنه يفعل ما قال إنه سيفعله".

لقد بدأ البناء في سبتمبر في النماذج الأولية الثمانية الكبرى، طول كل منها يتراوح بين 18 و 30 قدم، بتكلفة تتراوح بين مليونين وأربعة ملايين دولار أمريكي لكل منها.

وكان ترامب قد وقع في يناير 2017 أمرا تنفيذيا يقضى بالبدء فورا في بناء الجدار الحدودي، حيث يصل طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك إلى قرابة ألفي ميل تقريبا وثلثها فقط مجهز بسياج لمنع دخول الأشخاص والمركبات.

ويأتي بناء الجدار في الوقت الذي تعد فيه الولايات المتحدة موطنا لملايين المهاجرين غير الشرعيين، الكثير منهم جاءوا من أمريكا اللاتينية ودخلوا البلاد عبر المكسيك.

وقال ترامب مرارا إنه سيحمل المكسيك على دفع ثمن إقامة الجدار، ما أزعج أحد أكبر الشركاء التجاريين للبلاد.

لكن مؤيدي البيت الأبيض وترامب يؤكدون أن هذه الخطوات هي ببساطة خطوات عملية، وأن كل دولة ذات سيادة تحتفظ بحقها في حماية حدودها. كما أشار ترامب إلى أن الجدار ضروري لمنع تسلل تجار المخدرات، في وقت تعاني فيه المكسيك من عصابات المخدرات.

وذكر ويست أن "ترامب يدرك أن الدفع ببناء الجدار أمر حيوي بالنسبة لقاعدته و(سياسة) يؤيدونها تأييدا كاملا . فالعديد ممن يؤيدونه يريدون سياسة أشد صرامة بشأن الهجرة وتأتي إقامة جدار متماشية مع هذه الرغبة ".

وتتمثل العقبة الرئيسية في أن الجدار مكلف للغاية ويعتقد القليلون أنه سيوقف موجة المهاجرين غير الشرعيين.

ويشير المحللون إلى أنه إلى جانب تكلفة هذا الهيكل، تشكل التحديات اللوجستية والجغرافية لبنائه على الحدود الجنوبية عقبة أخرى.

ويعتقد الناس أن العديد من الأفكار الأخرى مثل زيادة عدد حرس الحدود ونشر كاميرات إلكترونية وأجهزة استشعار إلكترونية ستكون أكثر فعالية. حتى أن المشرعين الجمهوريين غير مقتنعين تماما بأن الجدار حيوي للأمن الحدودي، حسبما ذكر ويست.

لكن البعض يؤيد الجدار بحجة أنه قد حان الوقت لكي تقوم الولايات المتحدة بحماية حدودها.

فقد قالت آنا كوينتانا محللة الشؤون السياسية لأمريكا اللاتينية بمؤسسة ((هيريتيج فاونديشن)) لـ((شينخوا)) "لقد طال انتظار تحديث البنية التحتية لأمن الحدود في الولايات المتحدة، وقد وعد الرئيس ترامب بتغيير ذلك".

ولفتت كوينتانا إلى أن "هناك خسائر مباشرة مرتبطة بالتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة من المنظمات الإجرامية العابرة للقوميات ومهربي المخدرات. والرئيس ترامب ينفذ ببساطة التعهدات التي قطعها على نفسه بمواجهة هذه التهديدات".

وأضافت أن المكسيك تقوم حاليا بحماية حدودها الجنوبية من جارتها جواتيمالا.

وقالت إن "معضلات المكسيك الأمنية داخليا وعلى حدودها الجنوبية مع جواتيمالا تسلط الضوء على الأهمية المشتركة التي توليها كل من الولايات المتحدة والمكسيك لأمن الحدود".

ومن جانبه، ذكر دان ماهافي، كبير نواب رئيس مركز الدراسات التابع للكونغرس والرئاسة ومدير السياسات فيه، لـ((شينخوا)) أن "هذا يعكس وجود سياسة صارمة متبعة تجاه جميع أشكال الهجرة، مع إيلاء اهتمام خاص بالهجرة غير الشرعية -- التي تعد مصدر قلق رئيسيا بشأن قاعدة ترامب السياسية".

وفي الواقع، يشير الخبراء إلى أنه بالنسبة للبيت الأبيض، يعد تطبيق سياسات الرئيس بشأن الهجرة أكثر أهمية بكثير من استمرارية العلاقات الجيدة مع المكسيك.

وقال ماهافي "بالنسبة للرئيس، تعد هذه السياسات أكثر أهمية من ضمان استمرارية التعاون مع المكسيك في مجموعة واسعة من المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية ".

الصور

010020070790000000000000011100001370379951